عبد الحافظ كلش
منذُ الجلسة الأولى، لا يُشعرك الأستاذ أيمن الناصر بأنك غريبٌ عنه؛ يبدأ بالترحيب بك بلباقةِ أخ كبير، ثمّ يبادلك الابتسامة بعينَي رسامٍ يحفظ الملامح، وإن هو بدأ بحديثه الممتع العفوي عن تقنيات الكتابة الروائية والقصصية ومدارس الفن التشكيلي، فسرعان ما تجد نفسَك أنك تعرفه منذ زمنٍ بعيد.
عرفتُ الأستاذ أيمن الناصر صديقًا وأخًا كبيرًا ومحبًا للأدب، ورسامًا وشخصًا مخلصًا في تحضير وإدارة الأمسيات والمهرجانات الأدبية، بشكل متواصل رغم الصعوبات، هنا في ولاية أورفا التركية، حيث كان رئيسًا لمجلس إدارة ملتقى الأدباء والكتاب السوريين- مكتب أورفا.
كانت النشاطات الأدبية والمشروعات الثقافية في ملتقانا الأدبي مستمرة، بفضل حرص الأستاذ أيمن الناصر أولًا على إقامتها بشكل دوري، ومرونته ثانيًا في التواصل مع أغلب الأدباء السوريين في تركيا، حتى صار الملتقى واحةً أدبية يضرب بها المثل في حسن الإدارة والتنظيم وكثرة الفعاليات.
هذا ما أتذكره بحق، مع عدم إنكاري لفضل بقية أعضاء الملتقى، جهدًا وإبداعًا.
إنَّ المرحوم أيمن الناصر وجهٌ ثقافي سوري أصيل من الرقة، يستحق بكل جدارة أن نستذكره، ونسلط الضوء على منجزه الأدبي، لا كصديقٍ عزيزٍ فقدناه، بل كروائي جميل، وفنان تشكيلي كان يرسم بالكلمات والألوان، ومحب ومخلص للإبداع.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وجزيل الشكر والتقدير والاحترام لفريق التحرير في جريدة الأسبوع الأدبي؛ لاحتفائهم وتذكيرهم الدائم بالمبدعين الراحلين من أبناء بلدنا الحبيب سوريا.
