” عادت حليمة إلى عادتها القديمة ”
لا يُنكر عاقلٌ أو مُطّلعٌ على الشأن السوري في فترة حكم الأسدين البائدين، التركيز الكبير والاهتمام العظيم الذي رُسِّخَ في كل زاوية من زوايا الوطن الكبير، تكريسًا لفكرة الشخص الأوحد، حتى وصل الأمر إلى درجة التأليه وانقطاع الشبيه.
عباراتٌ كثيرةٌ طُبِعَت في ذاكرة السوريُّ والكتبِ التي تقع عينه عليها، حتى في مراحل النمو الفكري الأول، بل إن الأمر تعدّى ذلك كله، ليصل إلى جدران المدارس ولوحاتها التعريفية،
ومن أشهر هذه العبارات:
” إلى الأبد. إلى الأبد “.
ثم جاء التحرير، فانقلب بعض الموالين للنظام البائد، موالينَ لمن فتح الشام
” وعادت حليمة إلى عادتها القديمة ”
فعلّقوا الصور وردّدوا بعض العبارات التي درجت على ألسنتهم أيام حكم البائدين.
إلا أن قائد الفتح ومَن معه من الأحرار، قطعوا الطريق على ” المُكَوّعين “، فأزالوا الصور من الجدران، والفكرةَ من عقل مرضى متلازمة؛ ” طَبِّلْ تَسلَم “.
إلى أن استقرّ الحال السوريّ وتشكّلت الحكومة، وبدأ أثرها يظهر على أرض الواقع، فأصبح المواطن يرى ما لم يكن يراه حتى في حلمه، من تواضع المسؤول وردوده على التعليقات ونزوله عند رغبة السواد الأعظم من الشعب.
هنا.. ارتفع صوت الشاكرين للحكومة على جهودها، من باب؛
” الاعتراف بالفضل لأهله. فضيلة “.
ساء هذا الحالُ طبقةً ممن تضرّروا من انتصار الثورة السورية، فاتّهموا الشاكرين بالتطبيل، والمادحين بالتزَلُّف،
لكن غاب عن ذهنهم أنّ الشكر للمسؤول؛ شكرٌ للشعب السوريّ الحرّ، الذي قدَّمَ هذا المسؤولَ ناطقًا رسميًّا باسم تطلعاته ومُمَثّلًا لائقًا بتطلعاته.
