استضاف فرع حماه لاتحاد الكتاب العرب ظهر الأحد 24/8/2025 الباحث د. ماجد قاروط ضمن محاضرة حملت عنوان “الملامح الفلسفية في قصيدة (الطلاسم) للشاعر إيليا أبي ماضي”.
أكّد المُحاضِر الضيف أن قصيدة “الطلاسم” للشاعر إيليا أبي ماضي لا تشكل حاضناً فكرياً متعدد الاتجاهات فحسب، بل تُعدُّ قراءة فلسفية عميقة للوجود الإنساني على غير منحى, إذ كانت الحيرة هي الركيزة الأولى التي قامت عليها القصيدة؛ ولم تخرج تلك الحيرة من أساس فني محض، بل هي إيعاز بإرادة الشاعر في المعرفة بلوغاً لليقين والاستقرار.
وأشار إلى أن ملامح الفلسفة الوجودية فرضت حضوراً نوعياً على قصيدة “الطلاسم”؛ إذ ليست الحيرة والتساؤلات المضنية سوى ذلك القلق الوجودي المزمن الذي سيطر على الشاعر، ثم إنَّ تلك الملامح تغلغلت بعيداً في القصيدة لتبني شبكة من العلاقات والدلالات مع الصفات الأخرى.
كما كان للفلسفة الجبرية تأثير مشهود في قصيدة “الطلاسم”، ولكن في مواطن سياقية متفرقة، فالنظرية الجبرية المطلقة تشير إلى أن “انتساب العمل إلى الإنسان كانتسابه إلى الجمادات والنباتات والحيوانات، فكما أن هذه الموجودات المذكورة لاتملك أدنى اختيار في أعمالها وحركاتها، كذلك الإنسان لايملك اختياراً بأي وجه من الوجوه، فهو ليس أكثر من أداة، وإن لم يشعر بذلك”.
وأضاء على أن الشاعر (إيليا أبي ماضي) كان على مقربة من ملامح الفلسفة الأبيقورية في “الطلاسم”، فالخضوع لهواجس الموت والدين والحدْس والحواس والجهل بمصير الإنسان على وجه الخصوص تُعد من الملامح البارزة للمدرسة الأبيقورية.
وشدد د. ماجد قاروط على التداخل الكثير بين المشارب الفلسفية التي دارت “الطلاسم” في فلكها، فالترابط الفلسفي الديني في ذلك التداخل وهو ترابط شائك متفرع لا حدود له، عميق زمنياً, ويتخلله صراع فلسفي ديني حاد.
دعّم د. قاروط أفكار محاضرته بجملة من الشواهد من قصيدة “الطلاسم” ساهمت في الإيضاح وفي تيسير تسلسل منطقي ووضوح جليّ في الطرح.