ضمن خطة النشاط الثقافي لفرع حماة لاتحاد الكتاب العرب استضاف الفرع ظهر الأحد 5/10/2025 الباحث والضابط البحري خالد محمد جزماتي لإلقاء محاضرة تحت عنوان ” كيف أفسد حافظ الأسد المؤسسة العسكرية”.
قدّم المحاضر الضيف عرضاً أضاء على جملة من الأحداث التاريخية وأهمها كيف غدر حافظ أسد بالضباط الوطنيين، فقتل وسجن ونفى أغلبهم، وسرّح الآخرين، وعمل على تجويع الجيش وجعله بلون طائفي، وجعل راتب الضابط في حدوده الدنيا، مما أشاع الرشوة في صفوف الضباط.
كما استعرض الانقلابات العسكرية الخمسة من تاريخ أول انقلاب لحسني الزعيم الواقع ليلة 30 ٱذار 1949 والخامس على أديب الشيشكلي ليلة 24 شباط 1954، مقدماً لمحة موجزة عن تسارع الأحداث منذ عام 1954 عام عودة الحكم البرلماني وانتخاب شكري القوتلي، ومن ضمنها عصيان قطنا عام 1957 وتشكيل وفد الضباط من 14 ضابطاً ثم سفرهم إلى القاهرة واتفاقهم مع عبد الناصر على الوحدة الاندماجية بين مصر وسورية دون علم القيادة السياسية في دمشق التي تنازلت عن الحكم بعد إجراء استفتاء شعبي لقبول الوحدة، مقدماً لمحة عن تشكيل اللجنة العسكرية الأولى الخماسية أواخر عام 1959 ثم تشكيل اللجنة العسكرية الثانية السباعية عام 1960، مروراً بحكم الانفصال وقيام اللجنة العسكرية الثانية بالتنسيق مع القوى الناصرية في الجيش ومع المستقلين وخاصة العقيد زياد الحريري ورفاقه والقيام بانقلاب 8 ٱذار 1963 .
وأضاء المُحاضر على مرحلة ما بين 1963 و 1966 التي اتسمت بتغيير كامل لأكثرية الضباط وتسخير حزب البعث كمطية للضباط الثلاثة .. محمد عمران …صلاح جديد ….حافظ الأسد للانفراد بالحكم وتطبيق مالا يرضى به الشعب السوري، وصولاً إلى مرحلة حكم جماعة 23 شباط وحرب حزيران 1967 وقيادة حافظ الأسد لحركة 16تشرين 1970، والبدء بالسيطرة الطائفية عبر مراحل متعددة وتأسيس أفرع مخابرات جديدة في كل المدن السورية وتوسيع صلاحياتها عبر الأيام.
كما توقف عند تفتيت ضمائر العسكريين والتفنن في إصدار التعاميم العسكرية المتتابعة المساعدة على الفساد والإفساد وحصر وزارة الدفاع بشخص ضعيف انتهازي هو مصطفى طلاس ورئاسة الأركان بضابط خبيث هو حكمت الشهابي، وكل منهما له شبهة بارتباط خارجي، وإفساد قادة الأحزاب السياسية بإنشاء ما سمي بالجبهة الوطنية التقدمية والمساهمة في انقسام الحزب الواحد إلى حزبين أو ثلاثة وربما أربعة .
محاضرة هامة وجريئة كشفت المستور والمسكوت عنه من جرائم وانتهاكات حدثت في عهد كان فيه حافظ الأسد رأس هرم النظام القمعي، وقد طالب عدد كبير من المهتمين بأن تُسجل وتُبث عبر منصات اتحاد الكتاب العرب على الشابكة لتعرية إجرام أسود أُريد له أن يبقى خفيّاً لما ينطوي عليه من فظائع.
قد حضر “الظهرية” عدد كبير من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي، وقدم المحاضرة الشاعر حسان عربش مدير العلاقات العامة في الفرع الذي قدّم شكره للمحاضر وللحضور الكريم.