استضاف فرع اتحاد الكتاب العرب في دير الزور الشاعرتين رغداء العلي وسميرة بدران في أمسية شعرية ببصمة أنثوية تروي حكاية وطن يجمع بين ألم الفقد وفرحة التحرير، وذلك مساء الأربعاء 1/10/2025.
شكّلت قصائد الشاعرة رغداء العلي لوحات مؤثرة نابضة بالوجدان، حيث خصصت جزءاً كبيراً من نصوصها لاستذكار أرواح الشهداء، مستحضرة بشجاعة نادرة ذكرى ابنها الشهيد حذيفة. وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع قصيدة (زغردي يا شام) التي أعادت إلى الأذهان لحظة فجر التحرير، إضافة إلى نصوص صادقة عبّرت عن آلام النازحين في المخيمات وحنينهم إلى الديار، مقدمةً شعراً هو نسيج من الألم والأمل، مؤكدةً أن رايات الحرية ستظل خفاقة.
أما الشاعرة سميرة بدران فأخذت الحضور في رحلة شعرية فلسفية إبداعية عبر أربعة عشرة نصاً تراوحت بين الشعر والنثر، مثلت كل منها عاماً من سنوات الثورة. مرت الرحلة بمجد البلاد، ونبوءة النصر، واخترقت مسافات الحنين، حتى وصلت إلى محطتها الأخيرة: الثورة المنتصرة، محوّلةً سنوات الكفاح إلى لوحات شعرية خالدة.
نجحت الأمسية في نقل مشاعر تعددت بين الحزن والفخر والفرح، وأثبتت أن الشعر ليس مجرد كلمات، بل هو ذاكرة الوطن النابضة، وسجلها الأمين، وسلاحاً جمالياً يقاوم قسوة الواقع، والوردة التي تزهر فوق جمر الغياب، لتبشر بعودة الأصوات الإبداعية النابضة إلى المدينة، وتؤكد أن الصوت يعلو فوق كل ظرف، ليعلن أن الحياة في دير الزور، باقية ومنتصرة.