رحل في مثل هذا الأسبوع الأديب والناقد المصري طه حسين، الذي توفي يوم الثامن والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر 1973م عن عمر ناهز 82 عامًا ولقب بـ«عميد الأدب العربي».
وُلد طه حسين علي بن سلامة يوم الجمعة الموافق 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1889م، وكان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه حسين، وخامس أحد عشر من أشقائهِ، في قرية (كيلو) قرب مدينة (مغاغة) مركز محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري ولم يمر على عيني الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد ما أصابه بالعمى,
درس في الأزهر، ثم التحق بالجامعة الأهلية حين افتُتحت عام 1908م، وحصل على الدكتوراه عام 1914م ثم ابتعث إلى فرنسا ليكمل الدراسة. عاد إلى مصر ليعمل أستاذًا للتاريخ ثم أستاذًا للغة العربية. عمل عميدًا لكلية الآداب، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية، ثم وزيرًا للمعارف. من أشهر كتبه: (حديث الأربعاء) 1915م (في الشعر الجاهلي) 1926م و(على هامش السيرة) 1933م و(مستقبل الثقافة في مصر) 1938م، إضافة إلى كتابين في السيرة الذاتية هما (الأيام) 1929م و(أديب) 1935م.
تحولت العديد من رواياته إلى أفلام سينمائية، كان أولها (ظهور الإسلام) إخراج إبراهيم عز الدين 1951م ثم (دعاء الكروان) 1959م و(الحب الضائع) 1970م وكلاهما من إخراج هنري بركات وبطولة فاتن حمامة… كما تم تحويل كتابه عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى مسلسل تلفزيوني حمل اسم الكتاب (على هامش السيرة) أخرجه أحمد طنطاوي وأنتجه التلفزيون المصري عام 1978م… أما سيرته الذاتية فقد استلهمت في مسلسلين أخرجهما يحيى العلمي: الأول (الأيام) الذي لعب بطولته أحمد زكي وأنتج عام 1979م، والثاني (أديب) ولعب بطولته نور الشريف وأنتج عام 1982م كما قدمت جوانب من سيرته الذاتية في السينما عبر فيلم (قاهر الظلام) الذي لعب بطولته محمود ياسين، وأنتج عام 1979م.
خص طه حسين شاعر المعرة أبو العلاء المعري بالعديد من المؤلفات المهمّة، كان أولها (مع أبي العلاء في سجنه) الذي أصدره عام 1915م وهو في السادسة والعشرين من العمر، ثم (تجديد ذكرى أبي العلاء) وصدر في العام نفسه، و(صوت أبي العلاء) 1945م… وكان طه حسين قد زار دمشق في صيف عام 1955م وألقى في مدرج الجامعة السورية، محاضرة بعنوان «بعض خصائص الشعر القديم في سوريا» أثارت اهتمامًا واسعًا في حينه، وبعد وفاته أصدرت مجلة (المعرفة) الشهرية التي تصدرها وزارة الثقافة بدمشق عددًا خاصًا عنه صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 1974م.
