المكتب الإعلامي- خاص
استضاف فرع دير الزور لاتحاد الكتاب العرب الباحث د. قاسم القحطاني في محاضرة حملت عنوان “الأدب الثوري” وذلك مساء الأربعاء 3/9/2025 في قاعة المركز الثقافي العربي.
تناول القحطاني في محاضرته مفهوم الأدب الثوري بوصفه رافداً من روافد الإبداع، مستعرضاً السمات الفنية والفكرية التي ميزته عبر مراحل تاريخية مختلفة، وكيف انعكست هموم الثورة وقيمها على الإنتاج الأدبي.
وأكد أن الأدب الثوري هو أدب الالتزام والموقف الذي ينحاز إلى قضايا التغيير الجذري والتحرر، فهو يُعبّر عن إرادة الجماهير في التحرر من الظلم والاستبداد، مستخدماً الأدب كسلاح في معركة التغيير الاجتماعي والسياسي.
كما أضاء على العناصر الجوهرية لهذا الأدب مثل الوظيفة التحريضية والمحتوى الملتزم والشكل الثوري، وعلى أهم خصائصه ووظائفه وأشكل التعبير عنه.
وقدّم مجموعة من نماذج الأدب الثوري لشعراء مثل أبي القاسم الشابي وابراهيم طوقان ومحمود درويش ولروايات ذات طابع ثوري مثل “عائد إلى حلب” لعبد الله مكسور و”لمار” و “الشارع 24 شمالًا” لابتسام تريسي و”القنفذ” لإسلام أبو شكير و”وحدك تعلم” و”صلصال” لـ سمر يزبك و”التجذيف في الوحل” لـ جميل شقير.
أكد المحاضر الضيف أن الأدب الثوري يقوم على ثنائية أساسية: فهو من ناحية أداة لتوثيق اللحظة التاريخية وحفظها من التزييف، ومن ناحية أخرى أداة تغيير تشارك في صنع المستقبل، وأن الأدب الثوري ليس كتلة واحدة، بل هو متعدد يتدرج من الأدب الشعبي الجذري إلى الأدب السياسي الموجه، وصولاً إلى الأدب الأيديولوجي المسيس. إلا أن الأدب الثوري الحقيقي هو الذي يظل وفياً لدماء الجرحى، هو الكلمة التي تذكرنا دوماً أن الثورة ليست حدثاً عابراً، بل هي عملية مستمرة من النقد والبناء، وأن الحرية ليست هبة تُمنح، بل حقٌ يُنتزع ويناضل من أجل حمايته كل يوم.
شهدت المحاضرة تفاعلاً ملحوظاً من الجمهور، حيث أغنى الحضور النقاش بمداخلاتهم وأسئلتهم العميقة التي فتحت آفاقاً جديدة للحوار حول موضوع الندوة، مما يعزز الدور الحيوي للندوات الفكرية في إثراء المشهد الثقافي في المحافظة.