شهد اليوم الثاني من “ملتقى الكتاب السوريين” برنامجاً حيوياً بدأ في محاضرة عنوانها “قراءة تاريخية في أسماء المدن والقرى السورية” قدّمها الباحث الدكتور محمد بهجت قبيسي، تناول فيها المصطلحات والمفردات المكانيّة ومعانيها، مسلّطاً الضوء على الكثير من الكلمات التي قد نسمعها ونقولها دون معرفة أصولها، ومشيراً إلى المنهج التجريبي لجذور المفردات، وإلى الأكراد وبعض أماكنهم أيضاً.
في الأمسية الشعرية الماتعة التي عقبت المحاضرة ألقى الشاعر تمام طعمة قصيدتين بعنوان: ” الجياع إلى الحرية، وكغيرها من بلاد الله”، وهي قصائد عن الحب والحياة والوطن، ليأتي بعده الشاعر محمد قاقا بقصائده: ” ولادة، في ذمة الله، نهاوند” محاكياً الحب والإنسانية بطريقته الخاصة.
حذّر د. أحمد نتوف خلال محاضرته التالية عن “الغزو الفكري في أدب الطفل المصور” من هشاشة الوعي وضعف المناعة الثقافية وتأثير الصورة أكثر من النص، ومن خطورة الأساليب غير المباشرة من الصورة والموسيقى والقصة ومكوناتها، مستعرضاً أساليب الغزو الفكري وسبل مواجهته وأمثلة كثيرة على ذلك مثل كونان وباربي وماشا…الخ.
وفي عالم القصة أضاءت الأمسية القصصية هذا اليوم بنصوص منوّعة، فقد شارك القاص محمد الحفري بنصين قصصين عنوانهما(مشوار طويل، ليس غروراً) عن المديح والأحلام، ومشاركة أخرى للقاص أيمن الحسن بنصوص من جنس القصة القصيرة جداً أبرزها (موت الكاتب، خاتم فيروز، الحاكم والمنجل المكسور،سارق المعرفة، تقديم متأخر…الخ).
لطالما كان موضوع علاقة الكاتب مع السلطة موضوعاً إشكالياً لذلك خُصّص في ملتقى اليوم ندوة عن (الكاتب والسلطة) قدّمها الدكتور أحمد علي محمد كيف مركّزاً على ثلاث نقاط رئيسة أوّلها إعادة إنتاج الحداثة، وثانيها ما مدى إسهام الثقافة في صناعة المثقف الحقيقي، وثالثها كيف عبّرت الرواية السورية في أثناء الثورة عن علاقة المثقف بالثورة، وذكر أن المثقف في سورية كام يحاسب حتى على النوايا، وهذا قمع ليس له مثيل. وبدوره قارن الدكتور أحمد جاسم الحسين خلال مشاركته بهذه الندوة بين الكاتب والسلطة التي قد تكون سياسية أو دينية أو اجتماعية، بحكم أن الكاتب في العالم العربي يجلس وفي رأسه مخافر الشرطة التي تراقب نصّه لتجعلها مفلترة ومرتبكة، مشيراً إلى أن ” القمع” قد شكل فعلياً أحد موضوعات الأدب العربي الحديث شعراً ونثراً.
تميّزت الندوة بلغة الحوار العالية التي شملت الأسئلة والإجابة والتعليق والإضافة في المحاور الأدبية المطروحة خصوصاً في نطاق الندوات الفكرية، والجدير ذكره أن هذا الملتقى يستمر ليومين قادمين بفقرات جديدة أخرى.












