المكتب الإعلامي- حماة
في مبادرة هي الأولى من نوعها على المستوى الثقافي والاجتماعي في مدينة حماة… وبحضور رسمي وشعبي لافت، افتُتح مساء الاثنين 2/9/2025 على مسرح مجلس مدينة حماة مهرجان حماة الثقافي الأول – دورة الشاعر بدر الدين الحامد الذي نظمه اتحاد الكتاب العرب… ليكون لبنة في تسليط الضوء على المدينة التي عانت التعتيم طويلاً.
انطلق حفل الافتتاح الذي حضره معاون محافظ حماه، ورئيس الإدارة السياسية فيها وحشد من وجوه حماة وأدبائها بكلمة لرئيس اتحاد الكتاب العرب محمد طه العثمان الذي أكد أن حماة مدينة علم وثقافة وفكر منذ الأزل، ومن واجبنا رد الاعتبار لهذه المحافظة التي همشها النظام البائد لسنوات عديدة، ولم يقم فيها مهرجاناً ثقافياً كبيراً منذ عقود، رغم أنها خرّجت خلال السنوات الماضية العديد من المبدعين الكبار الذين أنتجوا فكراً مختلفاً ووصلوا إلى مختلف الأقطار العربية.
تلا ذلك تكريم شاعر حماة بدر الدين الحامد من خلال إضاءة قصيرة على مسيرته الإبداعية، إضافة إلى قصيدة تكريمية ألقاها الشاعر محمد منذر لطفي الذي وصف بدر الدين الحامد بأنه أستاذه في التعليم والأدب.
وقد منع تقدم العمر والمرض الشاعر لطفي من الصعود إلى المنصة فألقى قصيدته الكلاسيكية الطويلة من كرسيه في صفوف الحضور، ما أضفى حميمية وتعاطفاً دفعت الجمهور لمقاطعته بالتصفيق أكثر من مرة.
ثم دعي أحفاد الشاعر المكرم بدر الدين الحامد إلى المنصة لتسليم كبير عائلة المحتفى به درع المهرجان من قبل رئيس اتحاد الكتاب العرب بمشاركة معاون المحافظ وأعضاء من الإدارة السياسية.
مقدم الحفل محيي الدين عبد الرزاق دعا عضو المكتب التنفيذي للاتحاد محمد منصور لتقديم فيلمه (ذاكرة الرماد) الذي أنجزه في الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة عام ٢٠١٢ والذي يشهد العرض الأول له في سورية خلال مهرجان حماة الثقافي.
واعتبر منصور أن عرض هذا الفيلم في حماة وبين أهلها كان حلماً من أحلامه وأن وجود أي سوري حر في حماة شرف كبير له.
وقد لقي الفيلم تفاعلاً حاراً من جمهور الحضور الذي تابع وثيقة عن واحدة من أكبر مجازر العصر وأكثرها إيلاماً في ذاكرة الحمويين.
هذه الأجواء التفاعلية استمرت بشكل تصاعدي مع بدء المهرجان لأولى أمسياته الشعرية التي تنوعت فيها ألوان الشعر مع أساليب الإلقاء وقوة التفاعل مع جمهور الحضور…
وقد أحيا الأمسية كل من الشعراء محمد العموش (الأردن) وجبر البعداني (اليمن) وحسام شديفات (الأردن) وحكمة جمعة (الأردن) ولميس الرحبي وأحمد عبد الغني (مصر)، لينتقل الجمهور بعد هذا الزخم الشعري إلى ندوة نقدية بعنوان “نافذة على ذاكرة حماة الشعرية” شارك فيها د. وليد السراقبي ود. البراء خالد هلال.
واختتمت فعاليات اليوم الأول من المهرجان بافتتاح جناح منشورات اتحاد الكتاب العرب في مبنى مجلس محافظة حماة. وخلال قص الشريط نوه رئيس الاتحاد محمد طه العثمان أن المعرض الأساسي الذي تشارك فيه (١٤) دار نشر بعدد كبير من العناوين والإصدارات على اختلاف أجناسها الأدبية والمعرفية سيفتح أبوابه للزائرين اليوم الثلاثاء في خان رستم باشا… ليكون أول معرض للكتاب من نوعه تشهده حماة منذ عقود طويلة.