كفّنوني بالماء
الماء وطني
شاعر الورد يرحل بعد صراع مع المرض
بقلوب يعتصرها الحزن، ينعى اتحاد الكتّاب العرب في سورية إلى الأوساط الثقافيّة السوريّة والعربيّة، الشاعر والصحفي السوريّ حسّان عزّت، الذي غيّبه الموت يوم الاثنين 22 تموز 2025، بعد صراع مؤلم مع المرض.
رحل صاحب “جناين ورد” و”زمهرير”، تاركًا خلفه إرثًا شعريًا غنيًا، تميّز بلغة رشيقة، وحساسية عالية، ومجازات متوهجة تنبض بالحياة والدهشة والتمرد الجميل. كان صوته الشعري استثنائيًا، لا يشبه سواه، عابرًا بين الحب والوجود والوطن كمن يرى في القصيدة بيتًا أخيرًا للكرامة.
لم يكن الراحل شاعرًا فحسب، بل كان صوتًا حرًّا في وجه الاستبداد. وقد اتّخذ موقفًا واضحًا من النظام السوريّ البائد بعد انطلاق الثورة، رافضًا ممارساته القمعيّة ضد الشعب، ما اضطرّه للهجرة، والانسحاب من عضوية اتحاد الكتاب العرب احتجاجًا على مواقفه الرسميّة آنذاك.
وإذ ينعيه الاتحاد اليوم، فإنه يؤكد إعادة الاعتبار لعضويته الكاملة، ولتاريخه الأدبيّ والنضاليّ، وحفظ إرثه واحترام مواقفه التي عبّر عنها بشجاعة وشرف.
ترك الشاعر بصماته الواضحة في الصحافة الثقافية السورية والعربية، فقد عمل في صحيفة تشرين، وأسهم في تأسيس مجلات ثقافية إماراتية منها المنارة، المجهر، إنفينيتي، وشارك في تأسيس صحيفة أخبار العرب، كما شارك في مهرجانات شعرية عربية وعالمية، وصدرت له مجموعات شعريّة تُدرّس اليوم في جامعات عربية وأجنبية، منها رسالة دكتوراه في جامعة مدريد بعنوان: “شعر الحرب والسلام عند حسان عزّت”.
إننا، في اتحاد الكتّاب العرب في سورية، نودّع اليوم شاعرًا حقيقيًا، وإنسانًا كبيرًا، لم يتخلَّ عن محبّته لشعبه، ولا عن إخلاصه للأدب.
لروحه الرحمة ولأهله ومُحبّيه العزاء، ولذكراه الباقية معنا خالص العهد والوفاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون
دمشق – 23 تموز 2025
