قراءة نقدية تكشف بلاغة اللغة والحدث في رواية مثلث الرافدين للكاتبة جودت (نقلاً عن الجماهير)

الجماهير – عتاب ضويحي

أقام اتحاد الكتاب العرب فرع حلب بالتعاون مع مديرية الثقافة محاضرة نقدية لرواية “مثلث الرافدين ” للكاتبة سها جلال جودت ، قدمها الناقد محمد أبو معتوق في مقر الاتحاد اليوم.

تدور أحداث الرواية حول قصة الحب  المعذب بين طرفين فصلت بينهما الحواجز والصراعات والطوائف مع الاحتلال الأمريكي للعراق ، حب لم يكتمل وبوح خفي في مأزقه النفسي يحاكي سويعات الزمن الصعب على بطلي الرواية من جنسيتين وقوميتين مختلفتين يجمعهما الحب وتفرقهما الحرب.

وفي قراءته أوضح أبو معتوق أن الرواية تفصح عن اتجاهات مختلفة وتتحدث عن حرب معتقدات وآراء أكثر من كونها حرباُ بين أشخاص، استطاعت الكاتبة من خلال البداية أن تخوض غمار التخييل المعبر عنه بحدث الحرب، أن تقدم فكرة أن الحرب قامت لإسقاط المعالم الثقافية والحضارية العريقة للعراق أكثر من إسقاط مدينة أو بلد من خلال الابتداء بمهرجان أدبي في شارع المتنبي ذي الصيت الأدبي والثقافي المعروف، واستطاعت الكاتبة أن تقنع القارئ بواقعية أحداث لم تعشها.

ولفت أبو معتوق إلى أن الكاتبة كانت متمسكة بحدث في بداية الرواية، ثم انكفأت للعالم الداخلي مستخدمة مونولوجاً تعبر به عن القراءة النفسية للحدث وتشكل وجهة نظر عن حالة نفسية، مضيفاً أن الرواية في معظم تجلياتها تحاول الوقوف في الوسط بين أهمية الحدث واللغة التي أجادت الكاتبة اللعب بها وتحركها ذات اليمين وذات الشمال للتعبير عن وجهة نظر أكثر من المشهد، مامنح الرواية بعداً واقعياً.

كما قدم نذير جعفر رئيس فرع الاتحاد لمحة موجزة عن الجانب النفسي للرواية من خلال الثنائيات المتكاملة والمتضادة  التي منحت الرواية حالة تكاملية، إلى جانب الاعتماد على الواقع والخيال، أسعفته لغة متنوعة المستويات للتعبير عن أحداث مختلفة منها ما يحتاج السرد وآخر للبوح.

وقرأت الكاتبة جودت على الحضور فصلاً من فصول الرواية بعنوان “الموت 2” لتعريفهم بمضمونها والأحداث التي تدور حولها، والجدير ذكره أن الرواية حصلت على المركز الثاني في جائزة المزرعة لعام 2007.

شارك الحضور في المداخلات والوقوف على بعض النقاط النقدية ما أغنى المحاضرة بالأفكار والمضمون.

تصوير – هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات