الشعر رؤية حياة ونبض حلم (نقلاً عن الثورة)

الثورة – فاتن دعبول:

أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب أمسية شعرية، قدم فرسانها مجموعة من القصائد التي احتفت بالوطن والحب وتوقفت عن بعض القضايا الهامة وخصوصاً فيما يتعلق بشؤون وشجون المجتمع، راصدين عبر الكلمة والوزن نبض الحياة.
وبين د. إبراهيم زعرور أهمية ما يحدث اليوم في فلسطين وهذه الانتصارات التي استطاعت أن تشكل فتحاً جديداً في نهج المقاومة، وأن الاحتلال زائل لا محالة عندما تتكاتف الجهود وتتوحد في وجه ذاك الطغيان الاستعماري.
وفي تقديمه توقف الأديب أيمن الحسن عند ما حدث في الكلية الحربية في حمص، وهذا العمل الإجرامي الذي ذهب ضحيته العديد من طلاب الكلية ومن المدنيين، وتمنى بدوره الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.
وبارك لطوفان القدس الذي سيكون منعطفاً في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
ولأن الشعر هو تحليق بالأحاسيس والمشاعر، وهو رؤية في الآن نفسه، قدمت الشاعرة سعاد محمد مجموعة قصائد حاكت فيها بعض المشاعر الوجدانية، ومن قصيدتها” إمام القرنفل” نقتطف:
السلام على هاتيك العيون، نسران يحملان شمسين، وكل شمس حبلى بليل
السلام على رجل، طوّبني في عائلة الظباء، ثم محا الغابة
على رجل يسبح بي، ثم يعلقني تارة يبخرني، وأخرى يضيعني، فيبكي ويبحث عني
يبدو أن هناك تعطشاً لمشاعر الحب، تلك المشاعر التي تنحت في ظل ما نعيشه من ظروف قاسية كادت تطفىء جذوة الحياة في قلوبنا، تقول الشاعرة نازك دلي حسن في قصيدتها” لما بدأ”:
إيه يا بدرا أتاني، بين جنبيّ اختبا
وروى ماء جناتي، من ينابيع الظما
هز بالوجد كياني، حين بركاني هدا
شبّت بالنار بروحي، حينما شوقي انطفا
وتألق الشاعر نعيم علي ميّا في مجموعة قصائد قدمها وهي تحكي عن مشاعر لا تزال تنبض في العروق، فأراد أن يترجمها قافية ووزناً، فقال في قصيدته” أحبك الآن أكثر”
تدلل، فمهما بعدت ستبقى بقلبي، وأبقى أحبك أكثر
لعينيك لون، كمثل اخضرار الأماسي، كمثل حقول الأماني، يذوب حزني
ويكتب فوق الجدار، حكاية عشق في خافقي، وأظل أحبك أكثر
ومن وحي ما نعيشه من الفقد والحنين من جراء الحروب والصراعات التي تدمي القلب وتفتح جروحاً لا تندمل، يقول الشاعر بديع صقور في قصيدته” تحت أضلع الصدى”
وأسمع للقبور صدى وجيعاً، حنين الغائبين إلى الإياب
تحت أضلع الصدى، فوق غصون الريح نامت طيور أرواحهم، فوق تلال الصباح، خبا حنين أصواتهم، وسال دمع الزهور
في الليلة الأولى للحرب، نامت الجلنارة في حضن أمها، قبيل الشروق، اخترقت رصاصة طائشة صدرها، أشرقت الشمس.
وفي نهاية الأمسية الشعرية قدم بعض الحضور مداخلات توقف عند أهمية دور الشاعر في هذه المرحلة لتسليط الضوء على قضايا المجتمع.
وبين د. عبد الله الشاهر رؤيته فيما قدمه الشعراء، ولفت إلى ضرورة التقيد بنهج اللغة وعدم الوقوع في الخطأ، لأن الشاعر مولّد اللغة، وتوليد المفردات تكون من مهمة الشعراء.
وألمح أن كل شاعر يكتب على طريقته، وحسب توجهه ورؤيته للأشياء، ولكن الشاعر بديع صقور يكتب برؤية مغايرة للكثير من الشعراء.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات