التضامن السوري يمتد إلى عمق ندواتنا الفكرية (نقلاً عن تشرين)

تشرين- لمى بدران:

احتضن فرع دمشق لاتحاد الكتّاب العرب بالتعاون مع مؤسسة أرض الشام التعاطف والإنسانيّة والثوابت القومية والمواقف الوطنية.. وكان ذلك بمشاركة ثلاثة من أصحاب الفكر والثقافة في سورية وفلسطين عبر ندوة فكرية حملت عنوان “الإعلام الغربي والصهيوني وملحمة طوفان الأقصى” وذلك بمناسبة الذكرى الـ٥٠ للنصر في حرب تشرين التحريرية عام ١٩٧٣
وتضامناً مع المرابطين على أرض فلسطين المحتلة ورفضاً لجرائم الاحتلال الصهيوني.
كانت البداية عند المسؤول الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنور رجا الذي أكّد خلال مشاركته أن ما يحصل الآن في فلسطين هو نمطية معتادة من قبل العدو لمحاولة شيطنة الشعب الفلسطيني وتصويره كأنه “داعش”، وذَكر أن الغرب والصهاينة بإعلامهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي وغباء عقلهم وتفكيرهم لتحوير المشهد إلّا أن هذا الأمر أصبح واضحاً ومكشوفاً، وفي إجابة لـ” تشرين” عن رؤيته للمشهد الراهن قال: هذه المعركة هي معركة طوفان الأمة وطوفان الحرية وطوفان محور المقاومة وطوفان الفجر الآتِ وإن تطورات المعركة وتراكماتها تشير إلى أن نهاية هذا الكيان في المدى المنظور نسبياً إلى زوال…
أما المشاركة الثانية فتناولت الإعلام كأحد أوجه الحرب وأيضاً المقاومة ومبادرتها الهجومية الحاصلة لأوّل مرّة في التاريخ والتي يراها المحلل الإستراتيجي تركي حسن مشابهة لحرب تشرين التحريرية إلى حد التطابق من حيث النتائج، كما يرى حسبما ذكر لنا أن من واجبه أن يقدّم ويوضّح ما يجري في غزّة وبالوقت نفسه أن يرد على الدعاية الغربية وسرديتها التي تحاول تسويقها في الأذهان.
وبالانتقال إلى المساهمة البحثية لمادة علميّة مُعدَّة عن صحافة العدو من قبل الكاتب والباحث الفلسطيني إبراهيم عبد الكريم التي يضيء من خلالها على الاستجابة الرسمية الغربية لمتلقي الخطاب الصهيوني وعدم الاستجابة الشعبية له بدليل أننا شاهدنا في الغرب مظاهرات شعبية مع الشعب الفلسطيني تدين الاحتلال وممارساته، ويعتَبر الباحث أننا اليوم معنيون بالتأكيد على أن الإعلام الصهيوني قد خاض الحرب كرديف للآلة العسكرية ونأمل أن يكون المتلقي العربي والعالمي متبيّناً لحقائق ومجريات الأمور وللأضاليل الصهيونية.
وبدوره شدّد لنا قبيل الندوة مدير مجلس الأمناء في مؤسسة أرض الشام باسل الدنيا على أن هذا النوع من الندوات يأتي في إطار التأكيد على روح المقاومة في المنطقة في ظل الانتصار الأول من نوعه الذي حققه المرابطون المقاومون في فلسطين، ولفت إلى ضرورة البقاء صفاً واحداً في عملية الصراع مع العدو الصهيوني.. هذا الصراع الذي يعتبره لا يخلو من الأمور الأدبية والفكرية والثقافية التي تركّز مؤسسة أرض الشام عليها من باب الحرص على إعمال الفكر والعقل اللذين بدورهما يبنون جيلاً منفتحاً محافظاً على هويته وقيمه الوطنية.
من الجدير بالذكر في هذه الندوة أن هناك ملاكمين اثنين أبطال هما مُدرِّب منتخب سورية للملاكمة محمد غصون ولاعب منتخب سورية للملاكمة محمد مليس تواجدا فيها لتأييد القضية الفلسطينية وتحديد موقفهم من التطبيع ونقلوا لنا تفاصيل حصلت معهم في الصين مؤخراً خلال دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة.
وعن عملية انسحابهم من الحلقة آنذاك قال المدرب محمد غصون لـ” تشرين”: فوجئنا بوجود حكم من الكيان الصهيوني أثناء الأولمبياد وقد كان القاضي رقم ٣ فاضطررنا للانسحاب رفضاً لمخالفتهم البند التاسع من القانون الدولي المتمثل بعدم تكليف أي قاضٍ أو حكم حلقة في أي دورة دولية من دولة معادية أو دولة صديقة من دول الجوار، ومن جانبه أكّد الملاكم محمد مليس وهو من كان مشاركاً في اللعبة الافتتاحية للبعثة السورية في الصين على أن ما حدث معه لم يحصل في تاريخ الرياضة السورية وأمام حفل جماهيري كبير وأن رفضهم اللعب في الحلقة كان بمثابة ضربة قاضية لذلك القاضي الصهيوني.
تم تكريم الملاكميْن في الختام و نستطيع القول إنها ندوة فكرية اختزلت الصوت الصادح لمفكّري سورية ومثقّفيها ورياضييها أيضاً من أجل الصراخ في وجه الغاصبين والمحتلين لفلسطين الحبيبة ومن أجل أن نبقى نبضاً عربياً واحداً ينادي بالحرية والاستقلال والحفاظ على إنسانيتنا بالدرجة الأولى قبل أي شيء آخر.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات