حماة – معاوية كوجان
كان تحدياً كبيراً انبرى اتحاد الكتاب برئاسة محمد طه العثمان وفريق من أعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء اللجنة المنظمة لهذا المهرجان الضخم الذي استمر اأبعة أيام وحفل بالنشاطات والفعاليات المتنوعة في حماة المدينة وحاضرتيها: مصياف ومحردة.
أن تستضيف وأن تشرك ثمانين شاعراً وباحثاً أكثر من ثلثهم وافدون من دول عربية مختلفة وتستضيفهم على مدى أربعة أيام وأن تصر على تنويع الانشطة والسعي الحثيث لنجاحها فهذا تحدٍّ يثير الإعجاب مثلما اختيار حماة عنواناً للمهرجان وحاضنة له…فقد كان وراء هذا الاختيار مرامٍ عديدة وأهداف مختلفة…. فحماة المدينة التي نكبت في عهد المجرم حافظ الأسد بتنكيله بها لأكثر من خمسين عاماً وحرمانها من كثير من حقوقها في مجالات عدة. تم اختيارها مكافأةً لها لأنها أول من تمردت على حكم البغي والطغيان، ولأنها قدمت آلاف بل مئات الآلاف تضحياتٍ جليلةً حتى فرّج الله عن سورية بالتحرير.
أتحدث بلسان المعجب بنجاح المهرجان. نعم كان نجاحاً حقيقياً شهد بذلك من شارك ومن حضر ومن دعم. أمسيات شعرية وقصصية وأصبوحات أدبية وشعرية مخصصة للأطفال ومسرحيات وندوات علمية ومعارض كتاب وخط ومهن يدوية وزيارات سياحية لأوابد حماة وتكريمات للسجناء المعتقلين في سجون النظام البائد صيدنايا وتدمر بين 1982 وفي إبان سنوات الثورة السورية الظافرة المباركة وتكريمات اخرى لأبناء الشهداء وللمبعدين قسرياً وافلام وثائقية عن حماة وعن الجرائم التي ارتكبت في حقها عمراناً وساكنين ومنشآت اقتصادية ومساجد وسلب ونهب واغتصاب وهدم وقصف. كل ذلك كان مخططاً على لائحة التحدي وقد نفذت كلها ونجحت نجاحاً لافتاً فمبارك هذا النجاح للاتحاد ورئيسه ولمن دعم وأسهم وشارك.
أما بعد، فقد حمل المهرجان هذا اسم الشاعر الحموي الكبير بدر الدين الحامد دورةً أولى للمهرجان الذي وعد القائمون عليه بتكراره. بدر الدين الحامد شاعر الكتلة الوطنية المناضلة ضد الاحتلال الفرنسي وصاحب قصيدة الجلاء الشهيرة التي مطلعها:
بلغتِ ثأرَكٍ لاعابٌ ولا ذامُ
يا شام ثغرُكِ منذ اليوم بسّامُ. وفيها البيت الذي طار على ألسنة السوريين ويخاطب في الشاعر الحامد البطل الشهيد يوسف العظمة يخبره ويبشره بزوال الاحتلال الفرنسي عن سورية بقوله:
يا راقداً في روابي ميسلون أفِقْ
جلتْ فرنسا فما في الدار هضّامُ
وفيما يتبع سبر لفعاليات المهرجان الثقافي الأول في أيامه الأربعة.
اليوم الأول الأول من شهر ايلول 2025 الذي تم فيه افتتاح معرض الكتاب في خان رستم باشا وفي مسرح مجلس مدينة حماة. تبع ذلك افتتاح المهرجان الساعة السادسة مساء بكلمة لرئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد طه العثمان الذي رحب بالضيوف المشاركين وتحدث عن بطولات حماة وعن الشاعر الكبير بدر الدين الحامد وعن ولادة فكرة المهرجان والحرص الشديد على إنجاحه شافعاً ذلك كله بإزجاء الشكر الجزيل لكل من دعم وبارك وشارك وذلل الصعوبات.
ثم توالى الشعراء الضيوف القادمون من الاردن وفلسطين واليمن ومصر وسورية على منبر مجلس مدينة حماة الشعراء ( حسام شديفات وحكمة جمعة ولميس الرحبي ومحمد العموش وأحمد عبدالغني وحسات عربش) فقرؤوا من إبداعاتهم الواعية ما بعث في نفوس الجمهور الغبطة والإعجاب والتفاعل عبر التصفيق المستمر.واختتم اليوم الأول بندوة حمات عنوان ( نافذة على ذاكرة حماة الشعرية )شارك فيها الباحثان الدكتوران وليد السراقبي و خالد هلال.
تلا ذلك كلمة عن الشاعر بدرالدين الحامد ودوره في إذكاء شعلة النضال ضد المستعمر.ثم قام السيد رئيس الاتحاد واعضاء المكتب التنفيذي بتكريم احفاد الشاعر الحامد وتقديم الدرع التكريمية وشهادة التقدير.عقب ذلك فلم وثائقي حمل اسم ( ذاكرة الرماد) سيناريو واخراج محمد منصور صور ما حدث في حماة من جرائم خلال شباط من عام 1982.
ابتدىء اليوم الثاني من المهرجان بفعالية عن أدب الطفل استهلها الشاعر معاوية كوجان بقراءة طائفة من أشعاره الطفولية التي تنوعت أوزانها الشعرية وموضوعاتها وأساليبها في رشاقة وإطراب وتوظيف محكم للقيم التربوية والأخلاقية وجمع ذكي بين الإمتاع والفائدة.تلا ذلك قصة للكاتب حسن النجار وجهها للأطفال وقد تركت أثراََ طيباََ في جمهور الأطفال الحاضرين.ثم أنشد الفتى عبيظة الأصمعي بعض ما نظم من أشعار وبعض ما حفظ بإلقاء جريء وجميل .ثم قرأت الطفلة حكمت الخاني قصة نن تأليفها لقيت صدى جميلاََ لدى الجمهور.تبع ذلك الطفلة ملاك حسين عبدالكريم التي قرأت وأنشدت بإتقان ما رسم على وجوه الحاضرين التفاعل والاستحسان.
وتم في الخامسة مساء افتتاح معرض التراث والخط والفن والمهن اليدوية في خان رستم باشا.بعد ذلك كان الجمهور على موعد في السادسة مع شعراء اليوم الثاني من المهرجان اذ القى الشعراء بسام علواني وعبدالرحمن إبراهيم وفراس قطان وعبير الديب قصائد تنوعت في موضوعاتها وتلاقت في جمالها .ثم ألقت القاصة روعة سنبل قصة من فصول مختلفة اعجب الجمهور بها أيما إعجاب.
اليوم الثالث حط موكب المهرجان في محردة اذ صعد منبرها الشعراء (مصطفى مطر وجاسر البزور وحسام شديفات ومحمد العموش وزياد بكور وانس شربتجي) اذ القوا من اشعارهم ما ادهش جمهور محردة وترك أثراََ في وجوههم ونفوسهم.ختمت هذه الفعالية بمشاركة لأدب الأطفال للقاصة ايمان بازرباشي التي القت قصة عن عالم الفراشات الجميل بأسلوب بسيط ولغة مناسبة جداََ للأطفال.
ثم قام رئيس اتحاد الكتاب وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي بتكريم أبطال تحدي القراءة والمتفوقين وحفظة القرآن وأبناء الشهداء اذ قدموا لهم شهادات التقدير ودروع التكريم مع التقاط الصور لتبقى ذكرى جميلة تحفزهم على المتابعة والتفوق.
اليوم الرابع كان في مصياف في مركزها الثقافي واستهل بفلم عن الأديب الشامل الراحل ممدوح عدوان من اعداد واخراج الزميل محمد منصور ومشاركات شعرية للشعراء (احمد عبدالغني وحسن كوكا وماجد قاروط وامير حجازي وعباس حيروقة وزين الدين الضبيبي وسمير حصري) اطربت الجمهور ولقيت صدى طيباََ في نفوسهم.تبع ذلك مشاركتان قصصيتان جميلتان للأديبة توفيقة خضور والأديب محمد أبو حمود.بعد ذلك القت الزميلة فدوى العبود كلمة عن إبداع الراحل ممدوح عدوان اشادت فيها بالتجربة الأدبية الشاملة والمهمة للأديب الكبير ممدوح عدوان.ثم قام رئيس اتحاد الكتاب وأعضاء المكتب التنفيذي بتكريم الراحل ممدوح عدوان وتقديم الدرع التكريمية وشهادة التقدير لٱسرة الراحل ممدوح عدوان.
اما الأمسية الشعرية الاخيرة فكانت في مدرج مجلس مدينة حماة الساعة السادسة مساء اذ ألقى الشعراء ( اسامة الحمود وايمن الجبلي ومحمد قسوم وحسن بعيتي ومصطفى مطر وياسر الأقرع) منتخبات من اشعارهم الرائعة التي ادهشت الجمهور.وكام للقصة مشاركة أيضاََ مع الكاتبة غفران طحان التي القت قصة جميلة تابعها الجمهور باهتمام.ثم استمع الحاضرون الى ندوة ادبية شارك بها الباحثان الدكتوران سعد الدين كليب ورياض وتار أدارها الزميل صلاح الخضر الذي طرح عددا من الاسئلة على الباحثين حول النقد ودوره في تقويم الأدب وكشف جمالاته وخصوصيته.
اما منبر مجلس مدينة حماة فقد كان جمهوره على موعد في السادسة مساء مع الشعراء : ( جاسم البزور وصلاح الحسن وضياءشعبان وقمر صبري الجاسم وياسر المحمد وزياد الشملان ويوسف قائد ) اذ تباروا في إدهاش الجمهور وإطرابهم .خلف ذلك مشاركة قصصية للكاتبة وداد المصيطف وندوة عن اللغة العربية شارك فيها الدكتوران محمد فلفل وأنس بديوي وأدارها الشاعر رضوان السح.
اليوم الرابع كان في مصياف في مركزها الثقافي واستهل بفلم عن الأديب الشامل الراحل ممدوح عدوان من إعداد واخراج الزميل محمد منصور ومشاركات شعرية للشعراء (أحمد عبدالغني وحسن كوكا وماجد قاروط وأمير حجازي وعباس حيروقة وزين الدين الضبيبي وسمير حصري) أطربت الجمهور ولقيت صدى طيباََ في نفوسهم.تبع ذلك مشاركتان قصصيتان جميلتان للأديبة توفيقة خضور والأديب محمد أبو حمود.بعد ذلك القت الزميلة فدوى العبود كلمة عن إبداع الراحل ممدوح عدوان اسادت فيها بالتجربة الأدبية الشاملة والمهمة للأديب الكبير ممدوح عدوان.ثم قام رئيس اتحاد الكتاب واعضاء المكتب التنفيذي بتكريم الراحل ممدوح عدوان وتقديم الدرع التكريمية وشهادة التقدير لٱسرة الراحل ممدوح عدوان.
ثم علت المنبر الشاعرة مروة حلاوة فقرأت البيان الختامي للمهرجان وتحدثت عن التحضيرات الجبارة التي سبقت المهرجان وشكرت كل من دعم وأسهم وشارك وحضر المهرجان في أيامه الأربعة متمنية تكرار المهرجان في السنوات القادمة.
ثم قام رئيس اتحاد الكتاب وأعضاء المكتب التنفيذي بتكريم المشاركين والجهات الداعمة وعدد من معتقلي النظام البائد وعدد من أهالي حماة المبعدين قسرياََ.وتم في نهاية المهرجان التقاط الصور التذكارية وتوزيع شهادات التقدير والدروع التكريمية. تحية إعجاب من قبلي أنا كاتب هذه السطور لكل من كان وراء إنجاح هذا المهرجان الفخم الضخم وليت حماة تشهد دورات أخرى في السنين القادمات.
معاوية كوجان حماة 5 ايلول 2025