أحيا المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مكتب الإعداد والثقافة والإعلام لحزب البعث العربي الاشتراكي ومكتب الشباب في جامعة حلب يوم الاثنين ٤/١٠/٢٠٢٤ ندوة حوارية بعنوان (الهوية الوطنية بين الوفاق والتنوع الثقافي) ألقاها المطران بطرس مرياتي، ود. محمود عكام، ود. فاروق اسليم.
ذكرالمطران بطرس مرياتي خلال الندوة أن للدين تأثيراً واضحاً في الهوية الوطنية وأكد أن المسيحيين والمسلمين يعيشون منذ مئات السنين في سورية، يجمعهم تاريخ مشترك وتوحدهم لغة واحدة وتشد أنظارهم أفاق المستقبل ونشأوا على روح الأخوة، كما أنه عرف الهوية الوطنية بأنها الخصائص والسمات التي تتميز بها أمة من الأمم ،وتترجمها روح الانتماء لدى أبنائها ولها أهميتها في رفع شأن الأمم ،وبدونها تفقد الأمم معنى استقرارها. ولمعالم الهوية الوطنية ثلاثة محاور: الموروث الثقافي، والقيم، والمواطنة التي ترتكز على الانتماء، وأكّد أن الوعي بالهوية الوطنية ينعكس بشكل إيجابي على الوطن ويتمثل ذلك بقوة في النسيج الاجتماعي ونهضة في العلم وقوة في الاقتصاد وأكد أن مجتمعنا يمتاز بالتعددية التي تكوّن مقطوعة سيمفونية واحدة وأننا نؤمن بالتعددية ونرفض الطائفية.
من جهته بيّن الدكتور عكام أن المواطنة تعني الرباط أو العقد الذي ينعقد بين المواطن الفرد وبين الدولة التي يعيش فيها ويتساوى جميع المواطنين على اختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم وتكفل الدولة لهم حرية الاعتقاد، وإن دولة المواطنة هي الصيغة الأرقى لشكل الدولة ولعل المواطنة في تطور سيروري اجتماعي لمفهوم الجوار، فالوطن له قيمة إيجابية ذاتية كالأم وإن كنا مأمورين ببر الأم فنحن مأمورون ببر الوطن، وبين أن الواجبات الملقاة على أبناء الوطن هي الحب والوفاء والبذل والعطاء والتضحية والفداء.
بدوره أكد الدكتور فاروق اسليم الذي أدار الندوة وشارك فيها أن ما يعطي الخصوصية للهوية الوطنية السورية هو خصوصية التاريخ وأكد ضرورة معالجة حالات التنافر بالمحبة وإبراز المغايرة الثقافية، وأن لدينا هوية عربية لكن وعي العروبة في سورية مختلف عن وعي العروبة في غيرها من الدول العربية، مشيراً إلى أن الدولة العثمانية كانت تضع حدوداً بين المكونات الثقافية المختلفة وحضور الدولة السورية أدى إلى التوافق الذي لم يكن موجوداً من قبل، وخطاب الهوية الوطنية السورية متجه غالبا من خطاب قومي عربي إلى خطاب وطني سوري.
حضرالجلسة مجموعة من المثقفين والمفكرين منهم الدكتور لؤي شاشاتي أمين فرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي، ومن قيادة فرع الجامعة أ. نبيلة رزوق وأ. فاروق حداد، وأ. عماد غضبان من فرع مدينة حلب، والدكتور محمد العبدالله نائب رئيس الجامعة، وعميد كلية الحقوق، وأ.نذير جعفر رئيس فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب، والعديد من أعضاء الهيئة التدريسية أيضاً.





