قراءات في عدد جديد من الأسبوع الأدبي (نقلاً عن الثورة)

الثورة- نوار حيدر:
صدر العدد الجديد من جريدة الأسبوع الأدبي (١٨١١) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، تناول العدد مجموعة من القراءات والقضايا الثقافية والأدبية، وعددا من أخبار ونشاطات اتحاد الكتاب العرب، إضافة إلى باقات شعرية عطرة .
جاءت الافتتاحية بقلم د . محمد الحوراني بعنوان “عامان من العمل والطموح” كتب فيها:
اثنتا عشرة سنة ، ومحاولات أعداء الإنسانية ورعاة الجهل والتخريب والإرهاب تدمير الدولة لم تتوقف ، اثنتا عشرة سنة ، وإرادة شعبنا تزداد صلابة ويقينا بالقدرة على إفشال المخططات العدوانية التي تستهدف سورية والأمة جمعاء.
إنهما الثقافة والإيمان بالنّصر الأكيد ، وهـو نصر ما كان ليتحقق لولا جهود الآباء المؤسسين من كتاب ومثقفين ومبدعين ، زرغـوا حب الأرض والتمسك بها في قلوب الأطفال وفي الباب الشباب ، فغدت جهودهـم نهـجـا لا يمكن التخلـي عنـه أو المساومـة عليـه ، وهي جهـود سار عليها اتحاد الكتاب العرب بفروعه وجمعياته في دورته العاشرة هذه ، محاولا تأصيل ثقافة الانتماء والأصالة والوطنية ، النابعة مـن محبـة كبيرة بين أبناء الشعب السوري بمختلف انتماءاته ومكوناته ، وهي ثقافة تشهد محاولات كثيرة لتشويهها والنّيل منها عبر الحرب التي شنت علينا ، وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد في لقائـه وفـد الكتاب العرب لما قال : « إن أخطر ما يمكن أن تتعرض له المنطقة العربية هو ضياع الهوية ، وإن ما يحصل في سورية ليس حرباً عليها بالمعنى الضيق ، بل هي بالمعنى الأكبر حرب على الانتماء ».
تحت عنوان “أهمية السلوك الإيثاري في بناء المجتمع” كتب د . معمر نواف الهوارنة:
يعد السلوك الإيثاري فضيلة أخلاقية عظيمة ، وهو الإيثار الذي تمدحه الشرائع وتثني عليه مبادئ الأخلاق ، وهـو إيثار اختياري لا يجـبـر عليـه القانون ولا مصلحة عامـة أو لـذة سريعة ، ومن بـذل في نفع الناس أمـراً مادياً محسوساً لقـاء أمر معنوي ، فقد برهـن على نفس تعطي أكثر مما تأخـذ ، وهذا هـو أسمى مراتـب النبـل والسمو وأقوى دلائل الخير والفضل . فكلمـا سـاد المجتمع جو من الود والتعاطف والاستقرار كانت العلاقات بين الأفراد تتسم بالإيجابية ولكن إذا سـاد النفور والأنانية وطغت النواحي المادية على المشاعر الإنسانية النبيلة نتجت عنها علاقات سلبية . ومجتمعنا اليوم بحاجة للتماسك الاجتماعي والعلاقات الإيجابية بين أفراده أكثر من أي وقت مضى ، ليس لكوننا نقع ضمن المجتمعات الشرقية التي تتعرض في هذا العصر لغزو ثقافي يهـدد قيمنـا وثقافتنا الفاضلة فحسب ، بل لما تعرض له بلدنا من حـرب كونية تآمرت علينا العديد من الدول ، إضافة إلى حصـار اقتصـادي جائـر شـمـل الغذاء والدواء ..
كتب د. نزار بريك هنيدي تحت عنوان”ظاهرة شوقي بغدادي”: الأهمية الحقيقية لشوقي بغدادي في اعتقادي ، ترجع إلى أنه شكل ظاهرة متفردة ، قـل أن شهدت الحياة الثقافية شبيها لها ، ولا شك في أن هذه الظاهـرة قـد استندت إلى مجموعـة مـن الخصائص والسمات التي اتصفت بها شخصيته ، وفي مقدمتها قدرته على نسج أواصر المحبـة مـع الآخرين ، وفهمه لطبائعهم النفسية وميولهـم ، وتقديره الصحيح لإمكانياتهم وقدراتهم ، ومهارته في اكتشاف المنحنى العام للميول الشعبية والتطلعات الاجتماعية ، وبراعته في التعبير عنها وتجسيدها في سلوكه وتصرفاته ومواقفه ، وفي كتاباته الإبداعية أو الصحفية ، ولا شك في أن ذلك كله قد أضاف الكثير إلى تلك المواهب القيادية ( الكاريزمية ) التي جعلته قادراً على التأثير والاقناع بسهولة ، كما جعلت أقرانه من الأدباء والشعراء يلتفون حولـه ويعترفون له بقدرته على تمثيلهم ، لذلك رأينا الأدباء الذيـن تنادوا إلى تأسيس رابطة الكتاب السوريين ، ثم رابطة الكتاب العرب ، يجمعون على توليه منصب رئاسة الرابطة ، على الرغم من وجـود من هو أكبر منه سنا بينهم ، أو أكثر شهرة ، كما رأينا كثيرين منهم ، يلجؤون إليه ليكتب لهم مقدمات أعمالهم ، ثقة منهم بمقدار ما يتمتع به من مصد اقية وثقة بين شرائح القراء على اختلافهم وتنوعهم .
في كلمة أخيرة كتب الشاعر توفيق أحمد قصيدة تحت عنوان “ترمين الضباب بعيداً” نقتبس بعضاً منها:
تعالي..
سأرمي على يديك حبق المسافات المتبقية ..
وستُحاور جراحي ضماداتك الشافية تعالي ..
سألقي كل ما مر في سلال الآلام شطك المجنون
وسأرسو على سأعبر كل القلاع
لألبس كل طقوسك المشتهاة
وعلى كتفيك سأرسم نجوماً
أقف لها باحترام
وشوشيني أكثر ..
وتوحدي مع نداءاتي
سأرسم على جبينك شهباً
وسأستضيء بها ليل نهار.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات