في الندوة الوطنية للترجمة… جسر تواصل بين الشعوب وآدابها (نقلاً عن الثورة)

في الندوة الوطنية للترجمة… جسر تواصل بين الشعوب وآدابها (نقلاً عن الثورة)
الثورة _ فاتن أحمد دعبول:
لطالما كانت الترجمة جسر تواصل بين الشعوب وآدابها، وتشكل واحدة من نوافذ الثقافة الهامة لتبادل الخبرات والعلوم. وفي مكتبة الأسد الوطنية كان الاجتماع لافتتاح فعاليات الندوة الوطنية للترجمة تحت عنوان” الترجمة بين التقليد والإبداع، مواطن الإبداع في الترجمة” التي تقيمها وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتاب، بالتعاون مع جامعة دمشق، المعهد العالي للترجمة، ومجمع اللغة العربية، واتحاد الكتاب العرب، واتحاد الناشرين السوريين، بحضور السيدة وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح.
وفي كلمتها بينت وزيرة الثقافة أن هذه الندوة الوطنية للترجمة التي تعقد كل عام احتفاء باليوم العالمي للترجمة، بوصفها فعلا إنسانيا ترك ولايزال بصمة لا تمحى على مسار التطور الفكري والمعرفي، هي مناسبة للتمعن في الترجمة ومختلف قضاياها بما يعيننا أفرادا ومؤسسات على تقييم أدائنا، ومدى إيفائنا جميعا بأعباء ومتطلبات هذه المسؤولية.
وأوضحت وزيرة الثقافة بدورها النظريات التي وضعت للترجمة، فأدخلتها في مجال العلم، دون أن تنفي عنها سمتها الفنية، فالفن والإبداع صنوان متلازمان، وطرحت في ختام كلمتها جملة من التساؤلات التي تستهدف الترجمة الإبداعية على أمل أن يتوصل المشاركون في الندوة إلى إجابات شافية عنها، لما لذلك من أثر في تطوير المنتج الترجمي أولا، وتذليل الصعوبات التي تحول دون ذلك على الصعد كافة.
وبين الدكتور نايف الياسين المدير العام لهيئة الكتاب أن مفهومي الإبداع والترجمة ليسا مفهومين بسيطين، إذ يكتنف العلاقة بينهما ما يسمى” بالتوتر الحميم” وأن أكثر المشكلات المتصلة بترجمة الأعمال الإبداعية تعقيدا تتجلى في ترجمة الشعر، إذ ثمة قدر كبير من التوافق على أن ترجمة الشعر مهمة في غاية الصعوبة، والنجاح فيها محدود، وكثيرون من قراء الشعر يفسرونه بطرق مختلفة تعتمد على ذائقتها الجمالية وثقافتهم الأدبية وعوامل أخرى، وهذه جميعها تخلق أسئلة تتفاوت إجاباتها لتبقى المسألة دون حسم.
واستعرض الياسين بدوره بعض مقولات لكتاب مرموقين تظهر تباين الآراء، وتوضح أن علاقة الترجمة بالإبداع علاقة وثيقة، لكنها كانت وربما ستبقى حافة بالمشكلات، وهذا ليس أمرا سيئا بالضرورة.
ويختم كلمته بالتأكيد على أن الهيئة العامة السورية للكتاب تولي الترجمة بشكل عام وترجمة الأعمال الإبداعية بشكل خاص، اهتماما كبيرا، داعيا جميع المترجمين السوريين المتميزين إلى المساهمة مع هيئة الكتاب في إثراء النشاط الترجمي في سورية.
وقدمت تانيا حريب مديرة التخطيط في هيئة الكتاب رسالة المترجمين السوريين في اليوم العالمي للترجمة، وجهت في مطلعها التهنئة إلى المترجمين في سورية والوطن العربي والعالم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للترجمة.
وأكدت بدورها على الدور الحضاري الذي يلعبه المترجمون، مبينة أن الندوة الوطنية للترجمة التي تقام كل عام في مثل هذا الوقت احتفاء باليوم العالمي للترجمة، تأتي تحت عنوان “الترجمة بين التقليد والإبداع” لما للترجمة الإبداعية من أهمية في تحقيق المواءمة بين النص الأصل وثقافة أو لغة مختلفة عبر تبديد جميع الحواجز والعوائق التي تمنع فهم التراكيب والمصطلحات.
كما أشارت حريب إلى الدور المحوري الذي تلعبه الترجمة في تفعيل التقارب بين الثقافات والشعوب ونشر علومها المختلفة، داعية في ختام رسالتها المترجمين العرب والمترجمين في العالم للوقوف إلى جانب سورية في مواجهة العدوان الإرهابي الدولي عليها، ورفع العقوبات غير القانونية عنها، لما لذلك من دور يمكّن المترجمين من الحصول على الكتب الأجنبية على اختلاف آدابها وعلومها، ويساعدهم على تنشيط دورهم كرسل للعلم والثقافة والمعرفة.
قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات