فن النوادر في الأدب العربي… محاضرة في اتحاد كتاب حمص (نقلاً عن سانا)

فن النوادر في الأدب العربي… محاضرة في اتحاد كتاب حمص (نقلاً عن سانا)

تنوعت أساليب الأدب العربي وكان لكل منها طابع مميز في التعبير والتصوير والبلاغة وظهر فن النوادر إلى جانب الشعر العربي القديم كواحد من تلك الأساليب التي انبرى الكتاب والنقاد في دراستها وسبر أغوارها وهو ما تحدث به أستاذ اللغة العربية في عدد من الجامعات الدكتور أحمد دهمان في محاضرة استضافها فرع اتحاد الكتاب بحمص بعنوان “فن النوادر في الأدب العربي.. جحا نموذجا”.

واستهل “دهمان” المحاضرة بالحديث عن نشأة فن النادرة كاستجابة للظروف التي عانى منها العرب خلال العصور الإسلامية الأولى فكانت النادرة جزءاً مهما من الفنون النثرية إلى جانب الشعر وكان من أشهر فرسانه جحا العربي الذي اختلفت الروايات في تحديد شخصيته والزمن الذي عاش فيه بدقة غير أن الدارسين توصلوا إلى أن النوادر طرائف عربية رويت في القرن الرابع الهجري ونسجت حول شخصية “أبي الغصن.. دجين بن ثابت” الملقب “جحا” مستندا في ذلك الى مدونات ابن الجوزي وابن حجر والجاحظ.

واستعرض “دهمان” خصائص النوادر الجحوية من حيث اشتمالها على ضروب التعبير الشعبي الفكاهي بغض النظر عن أنواعها سواء كانت حكاية مرحة أو نكتة ساخرة أو لغزا أو مفارقة أو كاريكاتورا وجميعها ذات هدف واحد هو الإضحاك.

كما أن النوادر تلبي احتياجات نفسية ودوافع خفية تنشأ من إحساس الإنسان بعقبات تحول دون تحقيق رغبته الكاملة فهي تعبير عن رأي الجماعة والتخفيف عن مآسيها.

وأضاف إن من خصائص النادرة الجحوية أيضا أنها تعتمد على عنصر التطوير والحركة وغالبا ما تقوم على عنصرين متباينين كالموت والحياة والخيانة والأمانة وغيرها ثم إنها تتسم بالبساطة وعدم التعقيد اللغوي والابتعاد عن الأسلوب الخطابي والوعظ المباشر لأنها نابعة من أوساط اجتماعية عفوية فهي تعبير عن الوجدان الشعبي.

وخلص إلى أن النادرة هي جنس أدبي لا ينتمي إلى إطار زماني ومكاني محددين وتعالج موضوعات إنسانية عامة جعل انتقالها من بيئة إلى أخرى أمرا سهلا وشائعا مع عناية دقيقة بتصوير الواقع بعفوية وتلقائية.

 

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات