عربة للسير.. بين القص ونص البوح (نقلاً عن الثورة)

الثورة – ديب علي حسن:
ضمن العمل الثقافي والإبداعي المشترك الذي يمضي به اتحاد الكتَّاب العرب في سورية بالتعاون مع اتحادات الكتَّاب العرب في الأقطار الشقيقة، وبالتعاون مع اتحاد الكتَّاب في العراق صدرت مجموعة أعمال تحت عنوان: مشروع الطباعة والنشر المشترك.
نقف اليوم عند المجموعة القصصية التي حملت عنوان: “عربة للسير”، وهي للكاتبة السورية نادين معين محمد.
منذ الإهداء الذي وجهته لنفسها بطريقة فلسفية جميلة تشعر أنك أمام كاتبة قادرة على أن تمضي بك إلى نهايات المجموعة وأنت تشعر أنك مازلت تقرأ في البدايات.. قدرة على التقاط المفارقات التي رسمتها الحياة وأعادت الكاتبة صياغتها بحرفية المبدع الذي يعرف كيف يبدأ.. وأين يقف.. ومتى يأخذ بك إلى عوالم أخرى لم تكن تظن أنك سوف تزورها ولو كان خيالاً.
في فلسفة المجموعة القصصية تبدأ بالصفحة ٧ حيث تعنون: قضايا مجتمعية فتكتب: (يتغير الأشخاص ولا تتغير المواقف، أحياناً ليس من الواجب أن تكون حاملاً للنمط الفكري الجمعي كي تحقق ما تريد، فقط كن كما ترغب دون أن تسبب خسائر إنسانية).
نعم كن ما تريد ولكن عليك أن تعرف أنك تكون فاعلاً بقدر إنسانيتك ولا شيء أسمى وأنبل من المحبة الإنسانية.
تقع المجموعة في ١٦٨ صفحة من القطع المتوسط.. نذكر من مئات عناوين القصص التي وردت فيها:
قلم رصاص.. غصة.. جهد مضاعف.. دعم نفسي.. عثرات.. قيمة.. موت.. بسطاء.. نقاش تربوي.. أين الخطأ.. حكمة.. مكابدة.. خوف.. ليلة القدر.. حوار مع الضوء.. ظلمة.. رمز.. إسقاط لغوي.. كابوس.. القلب الكليل.. نسيان ذاكرة.. أسباب.. مهارات خيالية.. أنا الموعود بي.. مقدمة حلم الخ..
من المجموعة..
العلاقات علامات
سجلت على ورقة بيضاء وأحجامها تناسب تلك العلاقات، وللعلامات قيمة حية تختار لها مسكناً آمنا من العطب الذي سيحدث يوماً ولكن العلامة الفارقة بين عطب وعطب هو التوقيت، فبعض العلاقات تستهلك كامل العمر وبعضها تستهلك نصفه أو ربعه أو أقل من عشره حتى. وللعطب أيضاً أنواعه الثابتة، فبعض العطب انطلاقاً من العلاقة، يرهق الأرواح ويستهلكها، وبعضه يمدها بما تحتاج للسير، وفي كل الأحوال توجد خسارات جانبية وأخرى مركزية لأن الأرواح لا تتآلف مع بعضها بشكل كامل، وإن تآلفت يميلها القمر…. إذ لاكمال في التواصل وقيمة الروح ما تختار.
– عناق روحين..
قالت له: لا أريد أن أمسح دموعي…. أريد أن تطبع على يديك.
فقال لها: المطر كالدموع العذبة التي لارداء لها سوى الألم، وألم السماء كألم الأنثى ولكنك لست كالأرض فبعض صمتك لاذع وبعض صوتك قارس، أما الأرض فتأخذ البرد ولا تهبه.
فقالت: زفرات صوتي قليلة ونكبات قلبي كثيرة أما ثنائية الأرض والسماء فهي كالتحام قلبين لا يلتقيان أبداً. وحده المطر من تولى مهمة العناق.
فقال: لست ظلاماً ولست نوراً ولسنا كلانا فيئاً وارفاً.
قالت: لسنا شيئاً نحن حياة.
بقي أن نشير إلى أن القصص أقرب إلى النصوص الشعرية منها إلى القصة لكنها تحمل جمالية الحدث وتتألق بالقدرة على الإيجاز والتكثيف الثر ما جعلها سردية جاذبة.
للكاتبة عمل روائي تحت عنوان (سكر على المائدة) صدر عام ٢٠١٨م.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات