رافعة ثقافيّة تنطلق في الساحة العربية.. إشهار اتحاد كتّاب المشرق العربي (نقلاً عن تشرين)

تشرين- لمى بدران:
يبدو أن هناك مسوّغات كبيرة ودوافع مشتركة شجّعت اتحاد الكتاب العرب في سورية مع الاتحادات العربية المجاورة بأن يقوموا بالإعلان عن تأسيس اتحاد جديد باسم (اتحاد كتّاب المشرق العربي) يضم اتحادات سورية ولبنان والعراق والأردن وفلسطين، على أنه جزء لا يتجزأ من الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب.
لقد اجتمع رؤساء اتحادات هذه الدول الخمس ظهر أمس على طاولة الحوار في مبنى اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وأصدروا بياناً مكوّناً من أحد عشر بنداً أشهروا من خلاله تأسيس هذا الاتحاد الجديد وأهدافه وخطواته العمليّة التي قد تُشكّل مساحة وعي فاعلة ومشتركة.
إن فعاليات إطلاقه كانت ضمن لقاء تنسيقي تشاوري عُنوِنَ “الشعر والسرد ودورهما في تأصيل المقاومة والانتماء، بلاد الشام أنموذجاً”، لقاء يأتي حسبما ذكر رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية محمد الحوراني في إطار الجهود البينيّة بين الاتحادات المجاورة في الدول العربية، وهو عمل يأتي في سياق العمل العربي المشترك الأوسع للدول المستهدفة بثقافتها وتاريخها وهويتها وبإنسانها أيضاً، ما يستدعي منّا جميعاً كمثقفين وكتاب ومعنيين أن نتداعى من أجل أن يكون هناك موقف موحّد وهو ما اشتغلوا عليه، وما سيكون في قابل الأيام من فعاليات مشتركة.
يجد رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق علي حسن الفواز أن هذا التعاون والتنسيق هو تأكيد للحاجة إلى الحوار، وإلى أن يكون المثقف العربي حاضراً في لحظة تأريخية فارقة، ما يتطلب وجود رؤية واضحة وأفق واضح ومقدرة على تحمل مسؤولية المواجهة، ويرى أن الثقافة الآن في هذه اللحظات التاريخية العربية تحتاج إلى التأطير، وإلى التوصيف المؤسساتي والتوصيف الخطابي والبياني من أجل أن يكون إشهاراً وإعلاناً قد يسعفنا إلى حل ما يواجه المركزيات المهيمنة والسرديات الطاغية.
في السياق ذاته يعتبر الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني هذا التأسيس رافعة لكل الاتحادات الموجودة المجتمعة في ظل الحرب المفتوحة على المنطقة، والتي منها فلسطين ليؤكد المثقّف العربي والفلسطيني الذي لم يبرح جبل العناد والمقاومة على ثقافة مُواجِهة مُنازِلة محمولة على الدم المجد والبطولات العالية أمام استراتيجيات حاسمة وكونية، تُعيد إنتاج الاستعمار القديم الجديد على جسد فلسطين والمنطقة.
أما رئيس رابطة الكتاب الأردنيين أكرم الزعبي يقول: هذا اللقاء يأتي تأكيداً على دور المثقف المُشتَبِكْ والمُلتزم بقضايا أمته وواقعه الذي يعيش فيه، وانطلاقاً من الأرضية المشتركة التي تجمع دول الاتحاد على صعيد الجغرافيا والتاريخ، بالإضافة إلى ما يعانيه الآن الأهل في غزة من عدوان غير مسبوق على الصعيد البشري، لذلك تنادت هذه الأقلام وهذه الاتحادات لإشهار اتحاد يكون أداة من الأدوات التي تقف جنباً إلى جنب مع مقاومة السلاح.
ومن جهته ذكر الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين أحمد نزال أن هذا التأسيس جاء في الوقت الذي ننشد فيه ثقافة عربية مواجهة لما يهدد ثقافتنا وتاريخنا، وإنه ليس رقماً يضاف إلى المؤسسات والاتحادات العربية بل يأتي مشهوداً برؤية عميقة لتمثيل التنسيق والتعاون العربي في مواجهة كل ما يهدد الثقافة والتاريخ والهوية، وكل ما يحاك من سيناريوهات للتهويد الثقافي وقمع الحريات وسلب الجزء المنير من تاريخ هذه الأمة.
إذاً أصبح لدينا اتحاد جديد في إطار مُواكِب ومُعاصِر لمجريات دول المنطقة، فهل سيؤدي دوره المنشود على أتم وجه؟ وهل سيقدّم لنا ما لم تقدّمه اتحادات أخرى؟ هذا ما سننتظره خلال الأيام القادمة.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات