رؤساء اتحادات الكتاب يختتمون ملتقاهم بتأكيد حضور القضية الفلسطينية في كل الأجناس الأدبية (نقلاً عن البعث)

بيروت-  البعث 

اختُتمت في العاصمة اللبنانية بيروت، فعاليات “الملتقى الدائم لرؤساء اتحادات الكتّاب العرب” الذي أقيم خلال الفترة الواقعة بين الأول والرّابع من الشهر الحالي، تحت عنوان: “فلسطين مقاومة الهوية والتاريخ”، بمشاركة اتحادات الكتّاب في سورية والعراق والجزائر ومصر وفلسطين والمغرب والسودان ولبنان.

وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وقبيل انطلاق الفعاليات، استقبل المشاركين، وأكّد أنّ ما يبعث على الأمل أن فلسطين ليست وحدها، على الرغم من أن البعض حيّدوا أنفسهم عنها وعن الدم الفلسطيني الذي يراق فوق ربى فلسطين، وأن لقاء الكتّاب والأدباء في هذه المرحلة تحت اسم وعلم فلسطين هو أمر له أهميته الكبيرة، ولاسيّما أنّ ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني لم يعرفه التاريخ.

وتساءل وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى عن أسباب استهداف العدو الصهيوني للمشردين والجياع في قطاع غزة، هل هو بسبب جبنه وخوفه من أن يتحوّل الرغيف في يد الواحد منهم إلى قنبلة، أم خوفه من أن يصبح الماء في أيديهم طوفاناً جديداً، مندداً بالعالم “المتحضر” الذي يقف متفرجاً أمام أفظع مجزرة إبادة بحق الشعب الفلسطيني، ومؤكداً دور حملة القلم في فضح الإجرام الصهيوني وتعرية سردياته الزائفة والمتعلقة بحقه التاريخي في فلسطين.

من جهته، أكّد الأمين العام لاتحاد الكتّاب العرب الدكتور علاء عبد الهادي أن هناك ثقافتان، ثقافة الواقع التي تحاصر الحلم، وتصادر البصيرة، وثقافة المقاومة، ونحن مع ثقافة المقاومة، لأن الأولى ستنتهي بالاستسلام، ومجالات الواقع في أعلى درجات خنوعه وتفاصيله المربكة، أما الثانية فستبدأ بممارسة الحلم ولن تنتهي الا بعد اجتثاث الألم.

وفي كلمته، أكد رئيس اتحاد الكتّاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني ضرورة تجذير الهوية الفلسطينية وتكريسها من خلال عمل الأديب والمثقف، ذلك أن الهوية والانتماء عند أبناء المنطقة يشكلان الخطر الأكبر على الكيان الصهيوني وأدواته، لذلك تمّ استهداف الهوية السورية في الحرب الإرهابية على الشعب السوري ودولته الوطنية، لكن إرادة الشعب والجيش السوري انتصرت وهذا يعود بشكل أساسي إلى ثقافة الانتماء عند الشعب السوري، واليوم، عندما نجد هذا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وتمسّكه بأرضه ودفاعه عنها على الرغم من المجازر المرتكبة بحق النساء والأطفال والشيوخ، فإننا نوقن بالنصر الأكيد لهذا الشعب المتجذر في أرضه والمتمسّك بهويته.

كما أكّد الحوراني ضرورة تعزيز الهوية الوطنية في مناهجنا التربوية والتعليمية وفي الدراما، لأن العدو يريد تغييب الهوية حتى لا تكون هذه القضية حاضرة ولا يكون إجرامه ماثلاً أمام الناشئة.

هذا وشاركت وفود الكتّاب العرب بندوة أقيمت في جامعة بيروت العربية في طرابلس، ضمن فعاليات “طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام ٢٠٢٤”، وبحضور رسمي وطلابي.

وفي اليوم الأخير، أقيمت فعاليات عدّة في صيدا وصور في الجنوب اللبناني، وأكّد المشاركون خلالها حضور المثقف في كل الأماكن بما فيها الأماكن الملتهبة والقريبة من فلسطين، لأنّ الكاتب مقاتل بقلمه وفكره ووعيه، وتنسيق الجهود بشكل دائم بين الاتحادات والدول العربية لتعميق الهوية وتكريس التاريخ المقاوم وتعزيز حضور القضية الفلسطينية في الأجناس الأدبية كلّها.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات