حسام الخطيب الحاضر الغائب في جلسة استذكار باتحاد الكتاب العرب الحوراني: رجل النبل والعلم والمواقف الأصيلة (نقلاً عن الثورة)

الثورة – ديب علي حسن:
في خطوة لم تكن مألوفة في اتحاد الكتاب العرب سابقاً هي الوفاء للقامات الفكرية والإبداعية بفعل شيء على أرض الواقع لا ينتظر رحيل أحدهم حتى يبادر إلى الحديث عن مناقبيته وإبداعه.. بل بدأت الخطوة التي ترسخت منذ عام ونيف بزيارة المبدعين والتواصل معهم وتكريمهم ومد يد العون لهم.
وفي الجعبة الكثير مما قام به الاتحاد في هذا الشأن.
هنا نتوقف عند الإشارة إلى مجلس العزاء الذي أقيم في الاتحاد للراحل ناظم مهنا، ومنذ يومين كانت جلسة استذكار وفاء للراحل الدكتور حسام الخطيب.. ضمت أكثر من ثلاثين من معارف وأصدقاء ومحبي الراحل.
جلسة استذكار..
بحضور الدكتور محمد الحوراني رئيس الاتحاد وزوجة الراحل الدكتور حسام الخطيب منى لبابيدي بدأت الجلسة التي أدارها الدكتور جهاد بكفلوني وقد تحدث في بدايتها الدكتور الحوراني رئيس الاتحاد عن الراحل كأحد مؤسسي الاتحاد، وعن نبل الأخلاق التي تحلى بها، والعلم الغزير الذي اتسم به، وعن نضاله من أجل القضية العربية التي هي فلسطين وفلسطين هي سورية كما أن سورية هي فلسطين.
ثم تحدث الدكتور محمود السيد رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق وتوقف عند محطات مهمة في عطاء الخطيب وعمله الفكري في جامعة دمشق ومختلف الجامعات العربية.
بدوره الدكتور حسين جمعة أشار إلى الإنجازات المهمة للراحل في مجالات الأدب المقارن.
كما استفاض عبد الكريم ناصيف في الحديث عن الدور التنويري الذي أداه الراحل.
بعد ذلك تحدث عدد كبير من أصدقائه..

محطات..
ولابد من الإشارة إلى أن صحيفة الثورة كانت قد أجرت معه حواراً مطولاً عام ٢٠٠٧م نشر على صفحة كاملة وكتب الراحل فيها لصفحة آراء لمدة طويلة من الزمن..
من محطات حياته وفاء لذكراه نقتطف..

(بعد أن طردنا طرداً قاسياً توجهنا إلى لبنان عام 1948م وثمة ذكريات أليمة ومحزنة لا أريد أن أنكأ جراحها الآن ولا أسعى لأن أدونها, بعد فترة أتانا أحد أساتذتي المرحوم ( قاسم حمد) وقال: ماذا تفعلون في لبنان؟ سورية تفتح قلبها للاجئين والوضع والظروف هناك في سورية أفضل بكثير, وكان والدي يظن أننا سوف نعود قريباً لذلك لم يبتعد عن شمال فلسطين.‏

في الشاحنة إلى سورية..‏

بعد الإلحاح على والدي من أجل الذهاب إلى سورية استأجرنا شاحنة أوصلتنا إلى دمشق في أول صيف عام 1948م.‏

في دمشق انتسبت إلى مدرسة أهلية وقفزت من الأول الثانوي وتقدمت إلى الثانوية العامة, وكانت العقبة أن الثانوية في ذلك الحين كانت تتطلب لغة أجنبية وأخرى فرعية, اخترت الفرنسية إلى جانب الانكليزية, وتلقيت بعض الدروس في الفرنسية, ساعدتني اللغة الانكليزية على النجاح في امتحان الثانوية 1948-1949 على الرغم من الظروف القاسية التي كانت تعيشها أسرة مؤلفة من أبوين و7 أولاد في غرفة واحدة كانوا ينامون وكنت أحضر للامتحان.‏

*) في بداياتك توجهت إلى الصحافة ومن ثم الأدبين العربي والإنكليزي ما السر في هذا التحول؟.

** لم تكن أمامي فرص في تلك المرحلة سوى البحث عن منفذ أو مخرج لأكتب وأنشر, وهذا حلمي منذ الصغر, قرأت إعلاناً عن مدرسة صحافة بالمراسلة في مصر, ورغم فقري الشديد دفعت الاشتراك ولم يكن هيناً, ساهمت في مجلة هذه المدرسة بمقالات.. حين أقرؤها اضحك من صلابة اللغة.. ونلت دبلوماً في الصحافة بالمراسلة.

في جامعة دمشق..‏

بعد ذلك انتسبت إلى قسم اللغة العربية في جامعة دمشق وكنت أدرّس ساعات إضافية في المدارس الخاصة أيام دراستي الجامعية, ومع ذلك أحرزت درجات ممتازة, وأجد أن ما هو أجمل من هذه الدرجات هو حب أساتذتي لي إلى درجة أن الأمر كان يعزيني عن المصاعب التي تعترض طريقي.‏

وحين تخرجت في القسم بمرتبة مشرفة ساعدني أساتذتي على الحصول على وظيفة أستاذ ثانوي في درعا ثم في دمشق بعد ذلك

يعاني النقد العربي من مأزق حقيقي, فليس في النقد التقليدي الكثير مما يمكن تطبيقه على الأدب العربي الحديث, والقيم الشكلية اللغوية, والبلاغية في الماضي متعارضة كل التعارض مع مبادئ التعبير الحر في الأشكال القصصية, أما في الشعر فالحالة ليست حادة, ولكن لا يزال تحقيق صياغة جديدة للذوق مهمة غير سهلة على الإطلاق, وهذا هو السبب في أن النقد العربي يبدو مرتبكاً وغير قادر على القيام بدوره الطبيعي, وفضلاً عن ذلك فإن الترجمة عن النقد الأوروبي لا تبدو مفيدة كل الفائدة ما دامت كتب النقد الأجنبية تعالج نصوصاً ليست معروفة على الدوام لدى القراء, واللغة النقدية الحديثة الملتوية تمثل مشكلة أخرى كذلك, وكذلك التطورات الأدبية والنقدية ونمو حساسية أدبية جديدة وكبر الفجوة بين القديم والجديد إلى حد أن كل جيل يصف النتاج الأدبي للآخر بأنه ليس أدباً, بل مجرد هراء

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات