إيقاع القصيدة العربية آفاق وبدائل جديد الناقد محمد شريف سلمون (نقلاً عن سانا)

دمشق-سانا

إيقاع القصيدة العربية آفاق وبدائل جديد الناقد محمد شريف سلمون، دراسة تذهب إلى إيقاع القصيدة العربية، لتركز على أهم المفاصل التي عاينت الشعر العربي من داخله في محاولة لتجديده على مستوى الإيقاع، انطلاقاً من التحولات الاجتماعية العربية المعاصرة.

وحاول الدارسون حسب سلمون أن يثبت كل واحد منهم وجهة نظره، رغم أنهم ظلوا يدورون في فلك الخليل بن أحمد الفراهيدي كنازك الملائكة، وعبد الله المجذوب، لأن ما ذهبوا إليه هو أقل صعوبة مما كان الحال عليه في بحور الخليل.

وفي الكتاب أشار سلمون إلى أن الشعر العربي حظي باهتمام عظيم من قبل علماء أجانب مستشرقين وعلماء عرب، حيث كانت لهم رؤى مختلفة عما هو سائد في أيدي الناس من كتب موروثة.

ورأى سلمون أن كل باحث حاول أن يثبت رؤاه المختلفة، مردداً ما قاله باحثون لديهم مشاريعهم النظرية والتطبيقية أمثال محمد مندور، محمد النويهي، إبراهيم أنيس، كمال أبو ديب، وكمال خير بك، وغيرهم، وآخرون اطلعوا على علوم الغرب الحديثة، فيما يتعلق بموسيقا الشعر وفقه  اللغة وعلم الأصوات.

ولفت سلمون إلى أن هناك من نقد الاتجاهات التقليدية، وطرح بدائل للأنظمة المستخدمة في نقد الشعر والعروض، ما خلق ثورة علمية جادة ومعتبرة، كما حرص النقد الحديث على التفريق بين الإيقاع والوزن، ما جعل الدكتور محمد مندور يعرف الإيقاع بأنه عبارة عن رجوع ظاهرة صوتية ما على مسافات زمنية متساوية أو متجاوبة، كما فعل علماء الموسيقا العرب كالكندي والفارابي وابن سينا وغيرهم.

وأوضح سلمون أن لعمل الخليل أبعادا كثيرة، ما تزال غامضة رغم تتابع قرون من الدراسة له، وقد يبدو مدهشاً أن أحد أعمق جوانب عمله لم يفهم بعد طبيعة تصوره للنظام الذي أسسه.

وبين الناقد سلمون مستشهداً بالباحث كمال أبو ديب أن الثورة على التراث هي ثورة على مفاهيم أجيال معينة له، وأن العودة إلى التراث لاكتشافه يجب أن تتحقق في إطار مفاهيم ذهنية جديدة تحاول جاهدة أن تكون انعكاساً أمينا للوجود الفعلي للحقيقة التاريخية ذاتها، وأن تبتعد عن فرض مفاهيم مسبقة التصور على التراث.

وفي الكتاب مفاهيم أخرى نقدية وبحثية يريد أن يؤكد سلمون من خلالها أن الثورة ليست ثورة على التراث، وإنما هي صورة على طريقة معينة في معاينته.

كتاب إيقاع القصيدة العربية الذي يقع في صفحة من القطع المتوسط من منشورات اتحاد الكتاب العرب، ودار سويد للنشر والطباعة والتوزيع، هو بحث منهجي يسلط الضوء على رؤى عدد من الباحثين والنقاد، ليؤكد أهمية التراث الثقافي والحفاظ عليه.

محمد خالد الخضر

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات