(أثر الترجمة في الحركة الأدبية والفنية بالعصر الحديث)… محور الندوة الوطنية للترجمة بدمشق (نقلاً عن سانا)

دمشق-سانا

احتفاء باليوم العالمي للترجمة، نظمت الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة صباح اليوم الندوة الوطنية للترجمة، تحت عنوان “أثر الترجمة في الحركة الأدبية والفنية بالعصر الحديث”، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، وبمشاركة مترجمين سوريين من ذوي الخبرة بنقل المعارف والعلوم والإنتاجات الأدبية، من اللغة العربية وإليها.

ونظمت الندوة التي دأبت الهيئة العامة السورية للكتاب على إقامتها منذ عام 2017 وزارة الثقافة من خلال الهيئة وبالتعاون مع جامعة دمشق – المعهد العالي للترجمة، ومجمع اللغة العربية في دمشق، واتحاد الكتّاب العرب، واتحاد الناشرين السوريين، ويرافقها معرض للكتب المترجمة من إصدارات الهيئة.

وقرأت في مستهل الندوة المترجمة كاتبة وجيه كاتبة رسالة المترجمين السوريين في اليوم العالمي للترجمة، مبينة أن الترجمة هي اعتراف بالآخر وبناء جسور سلام وتعاون كما أنها نافذة فكرية ومدخل حضاري يضمن لهويتنا القومية المزيد من التواصل مع الآخر، وأنها من أهم وسائل الانتقال الفكري والمعرفي بين شعوب العالم.

ولفتت كاتبة إلى أن اليوم العالمي للترجمة يعد فرصة للتنويه بعمل المترجمين الذين يعيشون بين المعاني والمفردات، لينقلوا للعالم أدباً وعلماً وفكراً وفناً، ويمضون قدماً في مواكبة الانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى ويقطفون ثمرة الإنجازات والإسهامات الأدبية والثقافية، موضحة أن الاتحاد الأوروبي الدولي للترجمة حدد شعار اليوم العالمي للترجمة لهذا العام بـ “عالم بلا حدود”.

ولفت المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين إلى أن الترجمة كانت محفزاً على التبادل الفكري والأدبي والانخراط المعمق مع تقاليد فكرية وأدبية متنوعة، مبيناً أن الترجمة تقوم بدور حيوي في إغناء الأدب العربي، من خلال اطلاع المشتغلين فيه على أنواع وأساليب أدبية وتقنيات سردية جديدة تلهمهم بتجريب مقاربات مبتكرة.

وأوضح الياسين أن هيئة الكتاب تولي الترجمة اهتماما كبيرا ضمن الإمكانات المادية والبشرية المتاحة، حيث تحرص من خلال الخطة الوطنية للترجمة على اختيار الكتب المتميزة التي تتناول أحدث الاتجاهات الفكرية والأدبية المعاصرة لتنقلها إلى القارئ العربي.

وفي الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور فؤاد الخوري استعرض الدكتور غسان السيد في محوره “الترجمة والنقد العربي الحديث.. تلقي المنهج النفسي أنموذجاً” أهم التحديات التي واجهها النقد العربي الحديث، منها إعادة تفسير النصوص العربية القديمة في ضوء المعارف الحديثة، إضافة إلى تأثر الحركة الشعرية العربية الحديثة بنظيرتها الغربية، ما أدى إلى إبداع أشكال شعرية لم تكن موجودة في الشعر العربي القديم، ودخول أجناس أدبية جديدة إلى الأدب العربي، كالقصة والرواية والمسرح وغيرها.

وتحدث الدكتور عقيل محفوض في محوره “سياسات الترجمة.. أي محددات وأي أفق” عن حكايات حول الترجمة في عصر الأزمات، إضافة إلى تسليط الضوء على معنى سياسات الترجمة ومحدداتها اللغوية والإبداعية والمهنية والبيئة الثقافية.

وأشارت الدكتورة زبيدة القاضي في محورها الذي جاء بعنوان “دور الترجمة في انتشار المذاهب النقدية” إلى أهمية تكثيف الأعمال المترجمة في مجال النقد الأدبي، لمواكبة المذاهب النقدية الحديثة ومضاعفة جهود المترجمين، من أجل حل إشكالية ترجمة المصطلح النقدي وتوحيده بين الدول العربية.

وتناقش الندوة غداً عدداً من المواضيع أبرزها أثر الترجمة على الفكر ودور المترجم الأدبي في إحياء حركة الأدب والرواية العربية على عتبات الترجمة، وترجمات مسرحيات شكسبير وأثرها في النهضة العربية الأدبية وغيرها.

يشار إلى أن اليوم العالمي للترجمة مناسبة يحتفل بها في الثلاثين من أيلول من كل عام في عيد القديس جيروم مترجم الكتاب المقدس، أطلقها لأول مرة الاتحاد الدولي للمترجمين عام 1991، لإظهار تعاضد المترجمين في جميع أنحاء العالم، ولتعزيز مهنة الترجمة دولياً، وعرض مزاياها التي تزداد أهميتها مع تذكير القراء بالأعمال المهمة التي يقوم بها المترجمون.

شذى حمود – مريم أبو حجير

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات