آراء في أدب الشباب بين الموهبة الحقيقية والجنوح لشبكات التواصل الاجتماعي (نقلاً عن سانا)

دمشق-سانا

يمتلك الأدباء الشباب القدرة على الاستمرار والحضور القوي المستند إلى الموهبة، في حين يوجد بعض الأدباء الشباب الذين يفتقرون للضوابط ويتبعون شبكات التواصل الاجتماعي، ولذلك لا بد من وجود معايير تضمن مستقبل الأدب وتدعم المواهب الشابة.

 

رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني رأى أن أدب الشباب الذي يرتكز على موهبة حقيقية ومعرفة متحولة في سلسلة التطور، يجب رعايته ورعاية ثقافة الشباب من خلال المؤسسات وعدم تركه عرضة لأصحاب الأغراض الخارجية وخاصة في وقت يستهدف فيه الشباب، مشددا على ضرورة عدم تركهم عرضة لتقييمات غير نظامية تخلط الصحيح بالغلط وتضيع المواهب، لأن هؤلاء الشباب هم دعامة المستقبل الوطني.

رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور إبراهيم زعرور رأى بدوره أن المطلوب تضافر جهود كل المشتغلين بالحقل الثقافي، ووضع استراتيجية على مستوى الوطن لإظهار هوية الشباب السوري المنتمي للقيم الحضارية والروحية والفكرية التي تعبر عن تطلعات المجتمع السوري وهو يواجه وحوش العصر من المحتلين، والقضاء على الإرهاب بكل أشكاله وفي مقدمته الإرهاب الفكري الثقافي ومحاولات فرض الثقافة الغربية والتخلي عن القيم المجتمعية.

أما رئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب منذر يحيى عيسى فأشار إلى أن هناك من الأدباء الشباب ما يلفت النظر في أغلب مجالات الإبداع، من قصة ورواية وشعر، حيث بدأت بعض الأسماء الشابة تخط تجربتها الإبداعية بثقة، وظهر ذلك جلياً من خلال المسابقات الثقافية التي يقيمها الاتحاد وفروعه والأنشطة الثقافية، لافتاً إلى خطورة المواقع الإلكترونية في محاولة تخريب الظاهرة وضرورة متابعتها لرعاية المواهب.

 

مدير مؤسسة القدس للثقافة والتراث محمد أبو جبارة اعتبر أنه إذا كان أدب الشباب مرتبطاً بفئة عمرية معيّنة فإنّ أهميّتهُ انبثقت من حساسية هذه المرحلة العمرية التي دائماً ما تنتج عنها الإشكالات والتساؤلات التي تصل إلى ضرورة دعم المؤسسات لأصحاب المواهب الحقيقية بعد اختبارها وتنميتها وطنياً وأخلاقياً.

على حين بين الأديب الشاب سامر منصور أن العاطفة تهيمن اليوم على أدب الشباب في ظل تعقيدات الحياة التي يعيشونها، وهذا أدى إلى المغالاة في الكتابة للمحبوب من الجنس الآخر على اعتباره مصدر السعادة الكبرى، والتعلق المفرط أو التعلق المرضي ليس مسألة سوية وهذا يجعلنا نلمس في أدب الشباب اليوم مؤشرات إلى مسائل تستحق أن تتم دراستها والتوقف عندها، حيث يهيمن غياب الرؤية والفكر على كتاباتهم وتهيمن كثرة التكلف في اللغة والجنوح إلى خيال لا يتم توظيفه، داعياً إلى العمل على حوار أجيال بين الأدباء كي تستفيد الأجيال الصاعدة من ميزات الرؤية الإبداعية للأجيال الأكبر سناً وتجربة.

 

الشاعر الشاب عمر أورفه رأى أن هناك تبايناً كبيراً بين الأدباء الشباب، فبعضهم وضع نفسه الموضع الصحيح، وعمل على تطويرها وإتقان اللغة وفنونها، واتجه إلى الأندية الشبابية التي تقوم على النقد البناء من أهل النقد، وهذا تجلى من أسلوبه الذي يتبلور من نص إلى آخر، وغيرهم تائهٌ بين الآراء وواقفٌ عندها؛ لهذا لا يوجد تطور عنده، والمشكلة تحل بالتوجه إلى من هو أهل للنقد.

الأديبة الشابة فاطمة مراد بينت أن كلمة أدب شاملة للأنواع الأدبية، ولأن هذا الأدب موجه للشباب فيجب أن يكون متميزاً بالسرعة التي تتماشى مع روح الشباب المندفع والمتطلعة للأمام، وأن تكون مواضيعه قريبة منهم ومثيرة ومتتابعة ومعبرة عنهم، والأهم من ذلك أن يكون مرناً قابلاً لمواكبة التطور عند الشباب واستقبال كل ما هو جديد.

محمد خالد الخضر وشذى حمود

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات