قراءات سياسية في الانفراج والانفجار بمحاضرة في ملتقى جرمانا الثقافي (نقلاً عن الثورة)

الثورة – لينا شلهوب:
“نظرات في الأوضاع السياسية الدولية والإقليمية وانعكاساتها على الأوضاع المحلية” عنوان حمل بين طياته تفاصيل ومحاور عديدة كشف عنها الدكتور ابراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب وأعطى إضاءات على بعض المحاور، تاريخياً وسياسياً، جاء ذلك خلال محاضرة أقامها ملتقى جرمانا الثقافي مساء اليوم، في قاعة المركز الثقافي بجرمانا.
وأعطى الدكتور زعرور لمحة تاريخية عن الوطن العربي وحدوده ومكوناته، ودور الحضارة العربية القديمة، وأنه لم يسلم من تطلعات الغرب الاستعمارية، مشيراً إلى أن نسبة السكان الوافدين إلى المنطقة العربية تشكل فقط ما بين 15 – 17% وما تبقى هم من العرب الأصليين، الذين تركوا آثارهم وهندساتهم وثقافاتهم فيها.
وتطرق إلى محاولات الغرب تقسيم الوطن العربي وتفتيت مكوناته، وتحويله إلى كيانات صغيرة مجزأة طائفية مذهبية وذهب أبعد من ذلك إلى محاولات إلغاء الانتماء الوطني، ثم تناول المؤتمرات والاتفاقيات الهادفة إلى التقسيم والاستعمار والاحتلال، وما طال سورية عبر التاريخ من مؤامرات منذ اتفاقية سايكس بيكو ثم سلب لواء اسكندرون إلى الزمن الحالي حيث تلاقت فيه أطماع النظام التركي وكيان الاحتلال الصهيوني مع تنظيم الإخوان المسلمين.
وأكد أن تماسك السوريين بمختلف مكوناتهم هزم هذه الموجة من المؤامرة ولا بد للمثقفين من تعزيز هذه الروح لإكمال الانتصار.. متسائلاً: هل يختلف اليوم الموقف اﻷميركي عن الإسرائيلي عن التركي؟ ليكون الجواب: هم في خانة واحدة، تحكمهم مصالح مشتركة، أردوا نشوب حرب أهلية بين الأديان والمذاهب.. لكن ﻻ صداقات دائمة، وﻻ صراعات دائمة، إنما اﻷمر يتوقف على المصالح.
وأشار إلى أن الغرب أراد تدمير سورية، أو باﻷحرى كان هدفه الأساسي إلغاء وإزالة سورية، وألا توجد دولة مؤسسات، ونشوب الحرب الأهلية، لكن العقل الوطني الجمعي والوعي حمى سورية، إضافة إلى الدفاعات العسكرية وبطولات جيشها المغوار، كل هذا حافظ على وحدة سورية، فعندما تتوحد اللغة الوطنية تسقط كل المؤامرات، مضيفاً أننا ﻻ ننكر وجود بعض الخونة، وبعض الذين تم استمالتهم، لكن الأكثرية الساحقة دفعت أثمانا باهظة وأعطت دروساً للعالم أجمع عن وحدة الصف العربي السوري.

وبين الدكتور زعرور أن السياسات الدولية – الإقليمية اليوم هي سياسات متداخلة متشابكة في كثير من المواقع، وباتت تظهر أشياء جديدة، إذ هناك دول تصعد، وأخرى تهبط، وبشكل أو بآخر تتراجع ويتراجع دورها ومهماتها.
ولفت إلى أن الدول الصاعدة لها مفرداتها الجديدة، إذ إن المفردات التي تمخضت عن الحرب العالمية الثانية لم تعد قادرة ضمن هيمنة أمريكا على العالم، وأوروبا، على الاستمرار، من هنا نشهد أن العالم بدأ يبحث عن بدائل على مختلف الصعد، في العلاقات الدولية، وفي القانون الدولي، وحتى في التوجهات، والتكتلات الدولية، وبالتالي العالم بحاجة – نتيجة وعيه وتقدمه التكنولوجي والتقني – لمفرادت جديدة تتماشى مع الوضع الراهن خاصة أن العالم أصبح قرية فضائية، من هنا فإن الحياة ﻻ يمكن أن تستمر بهذه الأدوات، والطرق، واﻷساليب، من الظلم والهيمنة والاضطهاد، والنهب للموارد الطبيعية والبشرية، ناهيك عن الممارسات المتمثلة بقهر إراداة الشعوب.
وسواء كان العالم اليوم ذاهباً إلى انفراج أو انفجار، فإن الدكتور زعرور يؤكد أنه يميل إلى التوجه نحو توافقات دولية، أو تسويات دولية، وذلك بعد أن وصل العالم إلى الذروة بكل شيء، من تهديد نووي أو الحروب وغير ذلك.
وانطلاقاً من ذلك ﻻبد أن نكون متفاءلين، فالنظام العالمي الجديد ليس نهاية العالم، وإننا محكومون باﻷمل، فعندما نعمل يصبح لدينا أمل بمستقبل أفضل، معرجاً على أن السوريين الذين تحملوا الكثير من الكوارث واﻷزمات والمعاناة.. يأملون بمستقبل أفضل ينقلهم من حال إلى حال.

ونوه بأن هناك الكثير من المواقف السياسية التي تؤثر نوعاً ما بسياسات الدول مشيراً إلى ان هناك مجموعة من الضغوطات على الحكومة السورية التي تواجه المخططات الاستعمارية التي تسعى للنيل من صمودها والضغط عليها لقبول الشروط الأمريكية والإسرائيلية وتصفية الصراع العربي الصهيوني ودفن القضية الفلسطينية، وآخر هذه الضغوط الإرهابية هو قانون قيصر الذي أثر تأثيراً سلبياً في معيشة السوريين ﻻفتاً إلى اﻷوضاع الراهنة المتمثلة بالحرب الأوكرانية، وتداعياتها على المنطقة، إذ أن أمريكا والغرب يحاربون روسيا عبر اوكرانيا، وكان الهدف تقسيم روسيا، علماً أنها أغنى دول العالم، وهي دولة عظمى، مؤكداً أن روسيا عندما استشعرت أن هناك ما يهدد أمنها القومي، انتفضت لحمايته، وبدأت تتابع اﻷمر منذ عام 2014.
واختتم الدكتور زعرور محاضرته قائلاً: المشروع الصهيوني جاء نتيجة خلل في العلاقات الدولية.. وهو سينتهي ﻻ محالة
واوروبا وامريكا وتركيا مأزومة، والوضع الدولي مأزوم، وكل ما يحدث في منطقتنا العربية هو نتيجة تمسكنا بمواقفنا ومبادئنا، ونتيجة وجود ثروات في بلادنا، لذا فنحن مهددون بوجودنا، والحل يكون بعودة الحقوق الفلسطينية، ويدخل الحل إلى اليمن والعراق وسورية وغيرها، مع تأكيده أنه مع تحرير فلسطين بالسلاح بعيداً عن العمل السياسي والدبلوماسي.
حضر المحاضرة رئيس ملتقى جرمانا الثقافي الدكتور غسان غنيم ومجموعة من المثقفين وأساتذة جامعة وأطباء ومحامين.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات