الكاتبة والقاصة أميمة إبراهيم… الحكاية الشعبية ذاكرة وإرث ثقافي وأخلاقي ( نقلاً عن الثورة)

الثورة-حمص-رفاه الدروبي:
 
طرقت رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في واسطة العقد حمص الكاتبة والقاصة أميمة إبراهيم، باب الحكاية الشعبية في محاضرة لها واعتبرتها ذاكرة الشعوب تعكس الواقع المادي ولعبت دوراً جميلاً عن الواقع المادي والاجتماعي.
الكاتبة إبراهيم بيَّنت أن الإنسان استطاع من خلال الحكاية الشعبية نقل كل تصوراته ومعتقداته وعاداته وتجاربه في الحياة وأن يقدمها بأسلوب وبناء قصصي محكمين فكانت وسيلة حكى بها الإنسان عن مغامرات الصيد والغزوات والحروب، رافقته في أسفاره وحله وترحاله وكان خير ما يستعين به على قضاء الوقت، وترتوي المخيلة وتُسرُّ النفوس فتختلط مشاعر الفرح والفخر والغضب والحزن والشفقة والاستحسان والاستنكار.
وأكَّدت خلال محاضرتها إلى أهميّة الحكاية وبأنَّها خلاصة شعوبها وتجاربها، وحملتها آلامها وأمنياتها ولخّصت فيها كثيراً من إرثها الثقافي والأخلاقي، لافتةً أنَّه مهما تعددت وتنوعت طبيعة المجتمعات جغرافياً وتاريخياً واجتماعياً تبقى الحكاية أو القصة عندما تسرد للطفل تربط بينه وبين المجتمع بكل أنواعه وأشكاله، وأن حسن انتقائها لا يفضي الى تسلية المتلقي فقط وإنَّما تستند إلى أسس تربوية ونفسية وتنسحم مع المرحلة العمرية له وتنطبع في ذاكرته ومخيلته.
كما أشارت الكاتبة أميمة بأنَّ الحكاية تسرد سلسلة من الأحداث المتخيلة وتفترض وجود راوٍ يقوم بقص الأحداث المنتمية إلى الأدب السردي وإلى عالم الخيال، منوِّهةً أنَّ الحدث فيها مختلف إلا أنَّه مروى بوضوح يمكن فهمه بسهولة، وبعض الحكايات تتضمن شخصيات وأحداثاً تاريخية حقيقية حيث يختارون حُسن كلماتها ومفرداتها ويشمل قاموسا للطفل ستختزنه ذاكرته وستكون الرافد والنعيم له في تكوين الجمل والعبارات وتقدم مع مرّ العمر الزاد اللغوي في التراكيب والمصطلحات.
خاتمة حديثها بأنَّ تراثنا غني ويرصد المادة للأطفال فتبسط اللغة وتقترب بها من لغة الطفل ومعجمه اللغوي وقدرته على الاستيعاب وبأنَّ الغاية من تدوين الحكاية ليست إحياءها وإنَّما حفظها وتوثيقها ووضعها مادة أمام الدارسين فيتيح الحفظ وإمكانيّة توظيفها في أشكال جديدة وتبدو في بعض الحكايات عناصر ومفاهيم أصبحت غير مناسبة للعصر الحالي.
قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات