اتحاد الكتاب العرب يحتفي بتجارب روائية شابة

اتحاد الكتاب العرب يحتفي بتجارب روائية شابة

 

احتفى اتحاد الكتاب العرب ظهر الأربعاء 5/10/2022  بنتاج روائي شبابي مميز لباقة من الأديبات الشابات، حيث تمت الإضاءة على رواية “ميرينا لا ترى الضوء” لنتالي دليلة ورواية “جولة في فلك العشق” لجويل دكاك ورواية “تكلمي” لنيفين عبد الرؤوف.

شابات بعمر الزهور سكبن شذرات من مواهبهن عبر صفحات الرواية، وأثبتن أن الطاقة الإبداعية الشابة قادرة على التحدي والفعل والإنجاز.

وفي أجواء دافئة جميلة أثبت اتحاد الكتاب العرب من جديد حرصه على تبني المواهب الأدبية الشابة ورعايتها وتقديمها بالصورة اللائقة، وإيمانه بقدرة جيل الشباب على الفعل الثقافي والإبداعي الخلاق تحت رعاية مؤسسات مجتمعهم الوطنية  التي وجدت لتعنى بهم وتقف إلى جانبهم.

أدار الفعالية الشاعر توفيق أحمد نائب رئيس الاتحاد الذي أكد اهتمام المكتب التنفيذي برعاية الفعل الإبداعي الشبابي واحتضان الطاقات الشابة، وهذا واجب يقوم به الاتحاد بحب وتقدير تحقيقاً لغاية نبيلة سامية مرادها قيام الاتحاد بدوره المجتمعي الداعم للإبداع.

وشدد د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب على أن جيل الشباب هو عماد الوطن والمعوّل عليه في بنائه والدفاع عنه، والاهتمام بهذا الجيل هو عمل وطني بامتياز، وأي نشاط بنّاء يسهم في تشجيع الشباب وتنمية مواهبهم وزيادة عطائهم هو نشاط من أجل الوطن وفي خدمة الوطن وتعزيز هوية أبنائه وتعميق انتمائهم.

كما أشار إلى أن جيل الشباب ما زال يقرأ ويؤلف، وهو جيل مولع بالكتاب الورقي ولا توجد هوة تفصله عن الثقافة ومفرزاتها كما يُقال، لكن هذا الجيل بحاجة ماسة للرعاية والدعم والتطوير.

وعبر أ. عماد نداف عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، ورأى أنه من الطبيعي أن يكتب الشباب، وإلا أقفل الأدب والشعر أبوابهما وعلّقا على تلك البواب عبارة تقول: توقف الجديد يا للأسف.

وأشاد بهذه الظاهرة اللافتة المتمثلة في احتضان اتحاد الكتاب العرب للكتاب الشباب وكأنه أم حنون  ترعى بحرص نواة أدب المستقبل.

كما قدم أ. رياض طبرة عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب قراءة نقدية لرواية “ميرينا لا ترى الضوء” للدكتورة نتالي دليلة التي امتلكت من خلال صفحاتها الأولى في هذا العالم الرحب الرؤية الواضحة والسبل الكفيلة بإيصال رسالة الرواية في الإمتاع والمؤانسة إضافة لتقديم شخصيات مختلفة إلى حد ما عما هو مألوف.

عن وجهة نظره بهذه الرواية أشار الناقد أ. نذير جعفر إلى أنها تنبئ عن ولادة موهبة أصيلة سيكون لها شأنها وبريقها الخاص في المشهد الروائي السوري إذا ما كتب لها الاستمرار تأليفاً ونشراً ومواكبة للنتاج الروائي باتجاهاته الفنية المتعددة، حيث تكشف الرواية عن مستوى لغوي عالٍ ينبض بالصور المجازية، والتأملات الفلسفية في معنى الحياة والسعادة والشقاء والحب والكراهية والفرح والكآبة والتضحية.

كما شبّه تجربة جويل دكاك في روايتها الأولى  بزهرة تفلق الصخر مطلة بعنقها ناشرة عبيرها على الكون، وبمزنة تهطل في قيظ الصحراء راوية ظمأ الواحات، وبنسمة رهيفة تنعش أرواح الصامدين  في لهيب هذه الحرب الظالمة على وطننا.

وفي دراسته لرواية “جولة في فلك العشق” لجويل دكاك أشار أ.د. أحمد علي محمد إلى براعة الكاتبة الشابة في استعمال العناصر السردية، معتمدة على الراوي العليم الذي يحرك الشخصيات بحسب الغاية التي تنتهي إليها المقولة السردية، ومن ثم الرؤية السردية.

وأشار إلى أن جويل دكاك استطاعت تقديم نسيج لغوي يليق فعلاً بسردها، إضافة إلى استخدامها تقنية القناع مؤكداً أنه يرى المؤلفة الشابة واعدة ومبشرة.

وفي ورقة نقدية قدمها أ. أيمن الحسن حول رواية “ميرينا لا ترى الضوء” أشاد بعنصر التشويق الذي أضاف متعة للقارئ إضافة إلى التعمق النفسي في شخصيات الأبطال، ولا سيما ميرينا، دون إغفال السردية الشاعرية الموفقة للروائية الشابة التي تعد موهبتها بالمزيد من الأعمال المميزة.

شاركت في الفعالية أ. فلك حصرية عضو المكتب التنفيذي التي أضاءت على أن الشباب عماد المستقبل الواعد والغد المشرق، وحرص اتحاد الكتاب العرب على رعايتهم  ينبثق من دوره الهام في تبني المواهب التي لا بد أن تثمر وترفد ساحات الوطن بكل جميل.

ومن خلال مشاركته أشار د. عبد الله الشاهر عضو مجلس الاتحاد إلى أن اتحاد الكتاب العرب قد تمكن من إدارة الدفة نحو المستقبل حيث الاهتمام الكبير بالشباب وأدبهم الذي أصبح جزءاً من استراتيجية الاتحاد، وهذا ما اعتبره مؤشراً إيجابياً يدل على طموح يسعى لرفد الاتحاد بدماء جديدة شابة ضمن صيغة راقية تمزج بين طموح الشباب وأصالة الماضي توخياً للوصول إلى توليفة ثقافية ذات اثر إيجابي في الحياة الأدبية.

سعادة كبيرة غمرت الروائية الشابة جويل دكاك لتواجدها في رحاب اتحاد الكتاب العرب وهي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها، وهو إنجاز تفخر به وتعتز، مشيرة إلى أنها عندما كتبت الرواية لم تكن تفكّر بالنتائج، كل ما أرادته حينها هو سكب عواطفها على الورق دون أن يتبلل القارئ بالمؤلم منها.

وبحب كبير شكرت د. نتالي دليلة اتحاد الكتاب العرب على رعايته للمواهب الشابة وتقديمها في فعاليات بهذا الرقيّ والنُبل وبهذه الدرجة من الكفاءة والاهتمام.

اختتمت الفعالية بمنح شهادة تقدير لكل أديبة شابة، وبحفل توقيع للروايات عكس مدى اهتمام اتحاد الكتاب العرب بالأدباء الشباب وإبداعاتهم.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات