انطلقت في المكتبة الوطنية بدمشق مساء الثلاثاء 14/10/2025 فعاليات ملتقى “الحكاية السورية”، الذي تقيمه وزارة الثقافة على مدى ثلاثة أيام، بهدف توثيق الذاكرة الوطنية السورية وضمان نقلها للأجيال القادمة بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية.
وفي أولى الفعاليات بعد حفل الافتتاح شارك د. أحمد جاسم الحسين رئيس اتحاد الكتاب العرب في ندوة حوارية بعنوان “الجذور التاريخية وإرث النظام”، أدارها أ. شريف رجب، بمشاركة الناشط السياسي د. ياسر تيسير العيتي،
اضاءت الندوة على المراحل المفصلية في تاريخ الدولة السورية منذ الاستقلال وحتى فترة استبداد النظام البائد.، وتناولت أبرز ملامح الجمهورية العربية السورية عقب الاستقلال عام 1946، والدور الوطني للكتلة الوطنية في بناء الدولة، إضافةً إلى مرحلة تغلغل أجهزة الأمن وفرض الدولة الأمنية بعد وصول حزب البعث إلى السلطة.
وقد أكد رئيس اتحاد الكتّاب العرب د.أحمد جاسم الحسين أن ولادة الدولة السورية جاءت عسيرة عقب خروج العثمانيين، قبل أن تتعرض لتشويه هويتها الوطنية نتيجة سيطرة النظام الأمني، مشدداً على أن المرحلة الراهنة تشبه إلى حد كبير مرحلة التأسيس بعد الاستقلال، وأن السوريين اليوم يتجهون مجدداً لبناء دولتهم على أسس المواطنة والقانون.
كما أشار إلى ضرورة قراءة التاريخ الوطني للكشف عن شخصيات جامعة مثلت كل السوريين، داعياً إلى صياغة سردية سورية جديدة يشارك فيها المؤرخون والمثقفون والاقتصاديون والسياسيون، مع التركيز على دور الأدب باعتباره انعكاساً للحياة العامة.
د. ياسر العيتي من خلال مشاركته، لفت إلى أن الشخصية السورية اتسمت بالقوة والمرونة بفعل الموقع الجغرافي والتنوع الثقافي، غير أن الاستبداد حال دون انطلاقتها الطبيعية، وبيّن أن حقبة البعث مثلت فصل الظلام في الحكاية السورية عبر قمع الحريات وتشويه المجتمع، فيما يشكل فصل الحرية والكرامة الأساس المطلوب لحماية الهوية الوطنية وتعزيز الحياة السياسية والاجتماعية.
وأكد العيتي أن الثورة السورية أطلقت مساراً ثقافياً جديداً، داعياً إلى مواجهة الإرث الثقافي السلبي الذي خلفته عقود الاستبداد، والعمل على بناء ثقافة سياسية تقوم على الحريات والتعددية، مشيراً إلى أن هذا الطريق يتطلب وقتاً لكنه يمثل الضمانة لبناء سوريا الجديدة.
تضمن الملتقى ندوات حول: انطلاق شرارة الثورة السورية والنهوض من تحت الرماد، والجذور التاريخية وإرث النظام البائد، والوضع الجيوسياسي والتهجير والشتات السوري، والمعتقلين والمغيبين، والنصر وردع العدوان، والفرص والتحديات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن أمسية شعرية وعرض فيلم بعنوان “الحكاية السورية”.

