الأديبة كنينة دياب تضج بالحياة والعطاء الأدبي رغم تجاوزها السبعين (نقلاً عن سانا)

حمص-سانا

رغم تجاوزها الخامسة والسبعين من العمر ما تزال الطفولة تترعرع في شخصية وكتابات الأديبة كنينة دياب، والتي جسدتها بإبداع عشرات المجموعات القصصية والمقالات والورشات التفاعلية التي تنمي مهارات الأطفال كتابة وشعراً ورسماً.

كنينة التي حصلت على إجازة في قسم الإعلام من جامعة دمشق عام ألفين وثمانية عشر وهي بعمر السبعين لتكون أكبر متخرجة من الجامعات السورية وكانت حصلت قبلها على إجازة في اللغة الإنكليزية، وجدت في أدب الأطفال بوحاً لمشاعرها ومكنوناتها الإبداعية الرقيقة والصادقة.

وعن اختيارها طريق الكتابة للأطفال، أوضحت كنينة في حديث مع سانا أن ما واجهها في طفولتها من مصاعب بفعل ردات فعل من حولها على شكلها الناعم والصغير أكبر فيها حب عالم الأطفال والتعلق به، وساهم في ذلك عملها كمعلمة وترجمتها للعديد من المواد التي تهتم بهؤلاء الصغار مثل مسرح العرائس، ما أطلق العنان لملكتها لتسبر أغوار هذا العالم وتنتج كتباً وقصصاً نشرتها بداية في الصحف والمجلات المحلية والعربية كمجلة أسامة وشامة وجريدة الخليج.

وحول أسلوبها في الكتابة، تشرح كنينة أن الكاتب الراحل هاني الراهب كان عرابها، فحين قرأ كتاباتها وهي في مرحلة الشباب أخبرها بأنها ستكون يوما ما كاتبة دراما وصدقت رؤيته، وكذلك فعل الأديب والشاعر توفيق الأحمد الذي خصص حلقات لشعرها في برنامج أحلى الكلام على أثير إذاعة صوت الشباب ونشر لها في مجلة الأسبوع الأدبي.

وتضيف كنينة إنها لم تعتمد في الدراسة على الحفظ، وإنما على الفهم والكتابة بأسلوبها وهذه طريقتها في الكتابة للأطفال، والتي تعتمد فيها على الفطرة أولاً، ثم على إطلاع الأطفال ذاتهم على ما كتبته ثانياً، والأخذ برأيهم ونقدهم وتعديلهم محترمة آراءهم ومستفيدة منهم رغم صغر أعمارهم وهو ما جعلها أقرب إلى عوالمهم وأكثر تفاعلاً وانسجاماً وتعبيراً في أدبهم الذي يحتاج إلى دقة وموضوعات تناسب وتحاكي واقعهم وأحاسيسهم الصادقة.

وكانت كثيراً ما تطلب من هؤلاء الأطفال الذين تتشارك معهم في ورشات أنشطة طلائع البعث والمسرح المدرسي والنوادي الصيفية وغيرها في مختلف المحافظات أن يبادروا إلى رسم القصة التي قرؤوها وتجسيدها كما فهموها على الورق ما جعلهم أكثر تأثراً وتأثيراً في الكتابة.

وتبين كنينة أنها تنتقي قصصاً للأطفال من أعمال كبار كتاب أدب الأطفال في سورية والوطن العربي أمثال سامر أنور الشمالي ومهند العاقوص وغيرهما، ما يشجع الأطفال على القراءة والكتابة فيما بعد.

ورأت أن أدب الأطفال لا ينبغي أن يحافظ على الصفة الوردية وأن يتجه لتوصيف الواقع الإيجابي فقط، وإنما عليه تصوير السلبي أيضاً وكل القضايا الإنسانية التي يواجهها الأطفال وصولاً إلى تجاوز السلبيات وتعزيز الإيجابيات في الأسرة والمجتمع كما يتطلب هذا النوع من الأدب الحذر والصدق ووضع المعلومة الصحيحة من الناحية التربوية.

وختمت كنينة: إن العمر لا يقاس بالسنين إنما بالعطاء باستمرارية، فالطفولة تعيش بداخلنا مهما تقدمنا بالزمن وهي تقحم نفسها في كثير من تصرفاتنا وأحاسيسنا.

والكاتبة كنينة دياب مواليد اللاذقية عام ثمانية وأربعين وتسعمئة وألف، وهي عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو جمعية الترجمة بدمشق وعضو جمعية القصة باتحاد كتاب الشارقة، ولها العديد من الأعمال القصصية للأطفال، إضافة إلى عدد من الترجمات، وكانت جامعة دمشق قدمت لها درع أيقونة التعليم المفتوح، كونها أكبر خريجة من الجامعات السورية.

ومن مؤلفاتها للأطفال والناشئين حكايات قبل النوم وقالت الشمس للقمر وفارس يودع الطفولة و رسائل إلى أبي، إضافة إلى سلسلة قصص للأطفال منها سنان وفرشاة الأسنان وعيد المحبة وغيرها، ومجموعة قصصية  إلى ما بعد الأبد، وشعرية نثرية وجدانية سبعون عطراً وأكثر.

حنان سويد

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات