سعدي يوسف في ذمة الله…رحيل شاعر صنع فجره في زمن الظلام

توفي فجر السبت في العاصمة البريطانية الشاعر العراقي سعدي يوسف عن عمر ناهز الـ87 عاماً بعد معاناة مع مرض عُضال.

ويشكل سعدي يوسف ظاهرة شعرية استثنائية في الساحة الثقافية العربية، وهامة أدبية ومعرفية انتصرت لإنسانيتها ولمواقفها الأخلاقية الداعمة للقضايا الإنسانية العادلة، لا سيّما موقفه المشّرف من الغزو الأمريكي للعراق، محتملاً بصبر القديسين تبعات هذه المواقف من حملات تشنيع وتشويه وإقصاء، كما عُرف الشاعر الراحل بعشقه لسورية ودفاعه عنها وعن مواقفها الوطنية.

رحل سعدي يوسف في منفاه، فلم يستقبل أول خيوط نور الصباح كعادته بقصيدة جديدة، رحل في “قطار الفجر” إلى عالم تستكمل فيه الروح أبعادها، وترتاح في فضاءات لا تعرف الكره والظلم.

ولد الشاعر والمترجم سعدي يوسف في البصرة عام 1934 وله عشرات المؤلفات والترجمات التي أهلته لحصد عدد كبير من الجوائز. عُرف شعره عالمياً وتُرجم إلى عشرات اللغات مثبتاً أن الفكر الراقي الصادق لا يعترف بحدود اللغة والجغرافيا ولا تكسره مرارة المنفى .

عمل في مجال التدريس والصحافة، و كان عضواً في هيئة تحرير مجلة “الثقافة الجديدة” التي تعد من أشهر المجلات الادبية والثقافية في العراق في حقبة السبعينات.

بنى سعدي يوسف قصائده انطلاقاً من تجربته الشخصية، وانطباعات حياته اليومية متحدياً كلاسيكية التفعيلة، مما منح شعره بصمة خاصة تركت أثرها على الشعر العربي المعاصر.

رحل سعدي يوسف عن عالمناً جسداً، وبقيت روحه ترفرف بيننا، تدلنا على طريق خطاها قبلنا في سبيل إعلاء قيمة الإنسان والحرية والكرامة.

عزاؤنا أن الكبار الذين أثروا حياتنا بعطائهم لا يرحلون، وسعدي يوسف على رأسهم.

عدد القراءات : 2540

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات