الأديبة أنيسة عبود مكرمة في اتحاد الكتاب العرب (نقلاً عن سانا)

كانت الكاتبة والروائية أنيسة عبود وما زالت في الصف الأول من الكاتبات والروائيات المبدعات اللواتي أغنين المشهد الثقافي السوري والعربي بأجمل الأعمال، الوطن كان عشقها، فكتبت عن همومه وآلامه لتصبح شاهدة حقيقية على أحداثه التي عاشتها وسطرتها بكل أمانة وإخلاص، فحصلت من خلال أعمالها على العديد من الجوائز المحلية والعربية.
 
وتقديراً لمسيرتها الغنية كرم اتحاد الكتاب العرب الأديبة أنيسة عبود في إطار النشاط المكرس لأربعاء الكاتب السوري مع صدور روايتها الجديدة (ساحة مريم) التي سلطت من خلالها الضوء على الحرب التي شنت على سورية والنتائج السلبية التي تركتها، ولاسيما على الإنسان الذي شكل أساس روايتها.
 
ووصف رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني الكاتبة والروائية أنيسة عبود بالقامة الادبية والثقافية والمعرفية الكبيرة، والتي كانت الوفية لبلدها في أصعب الظروف التي عاشتها، مبيناً أنها الأديبة التي كتبت حروف كلماتها بمداد الذهب، مثمناً ما قدمته لبلدها وللمشهد الإبداعي الثقافي السوري والعالم العربي، باعتبارها كانت ومازالت في الصف الأول من الكاتبات والروائيات العرب المبدعات.
 
وركزت الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي ملهم الصالح على نتاج الأديبة أنيسة عبود القصصي والشعري والروائي التي استطاعت من خلال أدواتها أن تصنع نهجها الخاص لتنتج أدباً حقيقياً ولغة شعرية وروائية خاصة، باعتبارها لا تستطيع أن تكتب بلغة تقريرية أو إنشائية، وإنما تحاول أن تصبغ أي مادة تكتبها بلغة أدبية.
 
ولم تكتف الأديبة عبود بصفة مهندسة زراعية، بل اتجهت إلى القراءة والمطالعة لتكتب الكثير من النتاج الأدبي المميز بأسلوب خاص فيها، جمعت من خلاله كل عناصر الأدب من صورة جديدة وخيال واسع وأسلوب مختلف، إضافة إلى مئات الزوايا الأدبية الصحفية.
 
وأوضحت صاحبة رواية (النعنع البري) التي ترجمت إلى أربع لغات في تصريح لسانا أنها تمتلك مشروعاً أدبياً خاصاً بها تسعى إلى تنفيذه معتمدة على مخزونها الثقافي والفكري، لافتة إلى أن الكاتب الذي لا يمتلك مشروعاً أدبياً من الصعب أن يستمر.
 
ولا تحبذ الأديبة أنيسة عبود مصطلح الأدب الأنثوي لاقتناعها أن الأدب لا يتجزأ، لكن الأسلوب الأدبي للمرأة يتميز بسمات معينة تختلف عن كتابة الرجل، سواء في اللغة او الأسلوب أو التفاصيل، وهي ميزة للمرأة.
 
من جهته، أوضح رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور ابراهيم زعرور أن الاتحاد يكرم اليوم قامة أدبية وثقافية كبيرة بالتزامن مع إعلان صدور روايتها الجديدة التي تعد من أهم ما كتب من روايات في الوطن العربي، مبيناً أن هذا التكريم يأتي ضمن أهداف الاتحاد في تكريم المبدعين والأدباء والكتاب السوريين الذين تركوا بصمة في المشهد الثقافي السوري.
 
بدورها الكتابة الأردنية الدكتورة منيرة قهوجي أشارت إلى أن سورية كانت وما زالت مهد الحضارات، قدمت للعالم للكثير من العطاءات والتحصينات، لافتة إلى أن المرأة السورية منذ بدء التاريخ هي امرأة مناضلة، وتحمل لواء الوطن والدفاع عنه، ومنهن الأديبة الكبيرة أنيسة عبود التي نفتخر بها كامرأة وأديبة سورية مناضلة.
 
وقدمت الدكتورة ريما دياب إضاءة نقدية لرواية (ساحة مريم) حيث رأت تميز الروائية من العنوان بسيميائية المكان، وقد طغى عنصر الزمان على الرواية بشكل عام، وإن عنصري الزمان والمكان هما أهم ما يكون في الرواية، لافتة إلى أن أهمية الرواية تكمن في تسليطها الضوء على واقع سورية وعلى تاريخها خلال حقبة من الحرب التي تعرضت لها، فوقفت عبود في روايتها عند قضية الإنسان بشكل عام وطرحت موضوعات مهمة ووقفت عند مجموعة من الأحداث التي مرت بها سورية.
 
وفي نهاية اللقاء قدم درع تكريمي للأديبة أنيسة عبود من قبل رئيس الاتحاد وأعضاء المكتب التنفيذي.
 
شذى حمود وخضر سليمان
قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات