وزارة الثقافة تمنح جائزة الدولة التقديرية لعام 2024؟ في الأدب لكوليت خوري والفنون لأسعد فضة والنقد والدراسات والترجمة لعطية مسوح (نقلاً عن الوطن)
مايا سلامي
أعلنت وزارة الثقافة عن أسماء الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024 تقديراً لهم على عطائهم الإبداعي والفكري والفني، حيث ذهبت للأديبة كوليت خوري في مجال الأدب، وللفنان أسعد فضة في مجال الفنون، وللكاتب والصحفي عطية مسوح في مجال النقد والدراسات والترجمة.
ويمنح كل فائز مبلغاً وقدره ستة ملايين ليرة سورية وميدالية تذكارية مع براءتها، وسيتم الاحتفال بالفائزين وتسليمهم الجوائز في موعد يحدد لاحقاً.
في مجال الآداب
كوليت خوري شاعرة وأديبة روائية سورية ولدت عام 1931 في مدينة دمشق وتلقت تعليمها الأولي في مدرسة راهبات «البيزانسسون» وأتمت دراستها الثانوية في المعهد الفرنسي العربي في دمشق، والجدير بالذكر أن كوليت قد ولدت في عائلة مرموقة، حيث يُعرف جدها فارس الخوري كبطل في سورية لنضاله ضد الفرنسيين، إضافة إلى ذلك كان والدها وزيراً لشؤون القرى والبلدات.
ومن بعدها درست الحقوق في الجامعة اليسوعية في بيروت ثم تابعت تحصيلها العالي في جامعة القديس يوسف في بيروت، ثم في جامعة دمشق، ونالت الإجازة في اللغة الفرنسية وآدابها، وهي عضو جمعية القصة والرواية.
بدأت مسيرة خوري المهنية عام 1957 وامتدت لأكثر من ستة عقود، حيث بدأت مسيرتها الأدبية بنشر مجموعة شعرية بالفرنسية بعنوان: «vingt ans» (بيروت 1958)، وفيها أعربت خوري عن استيائها من القيود الاجتماعية وفراغ حياتها وانعدام هدفها. كما وصفت محاولاتها للعثور على الخلاص من خلال الحب. ونبعت الكثير من أعمال خوري من رغبتها في تجنب «الانتقام الصارخ»، وكانت الكتابة هي الطريقة الأفضل والوحيدة للتعبير عن نفسها، وكرست خوري أعمالها للانغماس في نفسية الأنثى، ولاسيما للدفاع عن حق المرأة في الحب، وكتبت أكثر من عشرين رواية والعديد من المقالات السياسية والأدبية.
عام 1959 صدمت العالم العربي برواية كتبت فيها علانية عن الحب، كان اسم هذه الرواية «أيام معه»، وقيل إنها المرة الأولى التي تكتب فيها امرأة بجرأة عن موضوع يعتبر من التابوهات في المجتمع السوري المحافظ. واستلهمت أحداثها من علاقة غرامية مع الشاعر السوري نزار قباني، خلقت كوليت في قصتها امرأة قوية لم يكن حبها قوياً لدرجة أنه أعماها أو جعلها ضعيفة، وذلك من أجل الحفاظ على صورة القائدة القوية.
بعد ذلك بعامين، نشرت «ليلة واحدة» التي حكت قصة ليلة قضتها الشخصية الرئيسية «رشا»، مع رجل كان طياراً في سلاح الجو الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه القصة الأكثر إثارة للجدل.
وتضمن كتابها «سنوات الحبّ والحرب» مقالات أدبية وقصصاً قصيرة كتبتها بين عامَي 1973 و1979، فتمكّنت كوليت من تأريخ حرب تشرين وصدر الكتاب عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وأظهر حرصها على رفع المستوى الأدبي نظراً إلى أهمية القصص التي أتت بها من الميدان العسكري ومن المشافي ومن ذوي الشهداء، لتكون كتاباتها محمّلة بكرامة الجندي السوري وعنفوانه.
من عام 1990 إلى 1995، عملت كوليت خوري كعضو مستقل في البرلمان السوري، وفي عام 2008 عينت مستشارة ثقافية للرئيس السوري بشار الأسد، وتكتب حالياً في صحيفة البعث السورية حول مجموعة واسعة من القضايا السياسية والأدبية.
تزوجت كوليت مرتين وتطلقت من الموسيقار الإسباني رودريجو دي زياس، وهو حفيد الدبلوماسي الأميركي فرانسيس بورتون هاريسون ونجل الفنان المكسيكي ماريوس دي زياس. وأنجبت ابنة اسمها مرسيدس نارا دي زياس خوري.
من أعمالها: «عشرون عاماً» شعر بالفرنسية، «أنا والمدى» تسع قصص، «دمشق بيتي الكبير» قصة، «أغلى جوهرة بالعالم» مسرحية، «دعوة إلى القنيطرة» قصة، «أوراق فارس الخوري1، 2، 3» إضافة إلى الكثير من المقالات والدراسات التي نشرت في الصحف والدوريات السورية والعربية.
في مجال الفنون
الفنان القدير أسعد فضة ممثل ومخرج سوري ولد عام 1938 في محافظة اللاذقية، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام 1962.
تألق في مجالات فنية واسعة، وبدأ بإخراج المسرحيات في عمر مبكر، فكان أول عمل له على خشبة المسرح بعنوان «الأخوة كارامازوف» للكاتب الروسي فيودور دوستوفسكي عام1963، كما أخرج العديد من العروض المسرحية منها: «الغريب»، «سهرة مع أبي خليل القباني»، «حرم سعادة الوزير»، « دون جوان».. ، وفي السبعينيات انتقل إلى التمثيل في الدراما التلفزيونية والسينما وتنوعت أعماله بين التاريخية والاجتماعية المعاصرة وأعمال البيئة الشامية والساحلية، ومن المسلسلات التي شارك في بطولتها: «بلقيس ملكة سبأ»، «الوصية»، «الرحيل إلى الوجه الآخر»، «العبابيد»، «نزار قباني»… ، ومن أفلامه: «ليالي ابن آوى» الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل في مهرجان دمشق السينمائي، وفيلم «رسائل شفهية»، و«قمران وزيتونة».
كما شغل أسعد فضة عدة مناصب حيث كان مديراً للمسرح القومي عام 1967، وفي العام 1968 ترأس المركز الدولي للمسرح في سورية، وأصبح نقيباً للفنانين السوريين لفترتين متتاليتين مدة كل واحدة 4 سنوات. وتقلد منصب مدير المسارح والموسيقا التابعة لوزارة الثقافة وتبوأ منصب المدير لأهم ثلاثة مهرجانات سنوية في سورية هي «مهرجان المحبة» في اللاذقية، «مهرجان بصرى الدولي» في درعا، ومهرجان «دمشق المسرحي». كما تم تكريمه عام 2006 بإطلاق اسمه على صالة «المسرح القومي» في اللاذقية.
حصد فضة خلال مسيرته العديد من الجوائز والتكريمات منها: جائزة أفضل ممثل في مهرجان دمشق السينمائي عام 1989 عن دوره في فيلم «ليالي ابن آوى»، جائزة أفضل دور تاريخي في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن دوره في مسلسل «العوسج»، كرم في تونس ضمن أيام قرطاج المسرحية عام 2009، كرم في مهرجان الفجيرة للمونودراما في الإمارات العربية المتحدة، وغيرها الكثير.
في مجال النقد والدراسات والترجمة
عطية مسوح كاتب وصحفي وباحث في الدراسات الفكرية والنقد الأدبي شغل لسنوات عدة رئيس تحرير مجلة الدراسات الاشتراكية، وله في الفكر عدد من الكتب منها «مقاربات في الفكر والثقافة» و«ثقافة التواصل والديمقراطية والنهضة»، أما كتبه في النقد فهي «منارات شعرية» و»دراسة عن إيليا أبو ماضي» وغيرها.
كما أنه عضو باتحاد الكتاب العرب، وباحث مهتم بالفلسفة المادية والماركسية وله عدد من الكتب بهذا الشأن، من بينها «الماركسية وأسئلة العصر»، حيث يرى أن الماركسية ليست نظرية ولا إيديولوجية إنما هي فلسفة بحثت مسألة الحرية وعملت على وضع مصير الإنسان بيده بهدف تخليصه من الاستلاب والاغتراب اللذين تعانيها أكثر الشرائح الاجتماعية ولاسيما الطبقة العاملة.