مهرجان “قاسيون الأدبي الإبداعي” يحاور الأديب محمد عامر مارديني (نقلاً عن الثورة)

الثورة – رفاه الدروبي:
نظَّمت جامعة قاسيون الخاصة للعلوم والتكنولوجيا مهرجاناً  بعنوان : “قاسيون الأدبي الإبداعي” بالتعاون بين الجامعة واتحاد الكتَّاب – فرع القنيطرة، احتوى ندوة حوارية بين طلبة الجامعة والأديب الدكتور محمد عامر مارديني تناولت نتاجه الأدبي وتجربته الفنية الإبداعية.
– أصالة الانتماء..
رئيس اتحاد الكتَّاب محمد الحوراني أشار إلى أنَّ ما بين قاسيون والإبداع حكاية عزّ ومجد لا يجيد قراءتها إلا مبدع متعمِّق في معاني الشموخ ودلالات التجذُّر والرسوخ وأبعادها، وما بين مجدل شمس والقنيطرة والجولان والقدس وغزة وجنين قصص من البطولة وحكايات من المقاومة وأصالة الانتماء لايتقنها إلا من ارتوى من أنهار الخير وبحار الإخلاص لقدسية أرض نشأ عليها فغدت الأم والملاذ والخلاص له، لافتاً إلى أنَّ الشباب الجامعي المثقف خزَّان الوعي ومعقل الدعم للمناضلين والمقاومين في فلسطين ولبنان والعراق واليمن.
وبكتاباتهم الإبداعية تثبيت الحكاية الفلسطينية الحقيقية أمام ما تتعرَّض له من محاولات التزييف وتزوير وإلغاء بغية تثبيت الحكاية الصهيونية المزوَّرة والزائفة وإيمان منهم بضرورة قراءة التاريخ قراءة واعية تقوم على استشراف المستقبل. والقراءة يجب أن تُحدث تغييراً وانقلاباً في الرأي العام خاصة لدى الشباب تماماً كما حدث في الجامعات والمعاهد والمدارس الغربية حينما انتفضت احتجاجاً على المجازر الصهيونية بحق أطفال فلسطين ونسائها.
– تجسيد الواقع..
وبيَّن رئيس مجلس أمناء جامعة قاسيون الدكتور وائل الحلقي بأنَّ تنظيم الفعالية كان بهدف تعزيز الأيام العلمية في النشاطات الأدبية وتنشيطها بين الطلبة لأنَّهم كانوا ومازالوا صنَّاع الثقافة والمستقبل والإبداع والارتقاء كونها تُشكِّل ضوءاً ينير الوطن، وتتكامل الأدوار بين الجامعة واتحاد الكتَّاب لتكون المبادرة تشاركية بينهما بهدف تنظيم الفعالية لأنَّها ستلامس كلَّ الأدب والإبداع وتتواءم مع مجريات الأحداث، مُعرِّجاً خلال حديثه إلى ما يجري في فلسطين وغزة وملحمة الأقصى وطوفانها والتضحيات على مذابح التاريخ كانت ولا تزال موضع اهتمام في سورية وفلسطين، وإلقاء الضوء على محور مهم أدب القضية الفلسطينية، كما تمَّ اختيار الدكتور مارديني لتناول تجربته في الأدب الساخر، لأنَّ كثيراً من الطلبة يحسبون أنَّه أدب كتابة عن السخرية لكنَّه تجسيد للواقع وتسليط الضوء على شخصيات جدلية مركزية وتخليدها بظاهرة إيجابية بينما تناولت مجموعة قصصه ظواهر إنسانية اجتماعية ما أعطاها لغة إيجابية.
– المعالم السورية..
من جهتها رئيس فرع القنيطرة لاتحاد الكتَّاب العرب ريما بركات أفادت بأنَّ تنظيم مهرجان في جامعة قاسيون بهدف اكتشاف المواهب في مجال الأدب لطلاب الفرع العلمي، وكيفية تسخير المجال ذاته في الأدب عامة، حيث تمَّ اختيار شخصية ربَّما تشغلها العديد من الأمور استطاعت التوفيق بين عملها والكتابة الأدبية، ما يُؤكِّد بأنَّ الإنسان الناجح في الحياة لايقتصر بشكل من الأشكال ولا يتخذ مجالاً من المجالات في حياته وإنَّما يتبنَّى المواهب.
وأوضحت أنَّ الأديب مارديني اتجه إلى أدب السخرية المحرِّضة فكانت رسالته من أجل السعادة لتجاوز الظواهر السلبية وعرض السيرة الذاتية لخاتمة غير متوقعة، إنَّه الأديب والمبدع في الكتابة القصصية والروائية فخَّطت يمينه أربع مجموعات قصصية مستوفاة العناصر بأسلوب السهل الممتنع، ودخل في قضايا المجتمع، والحالات الإنسانية كما تضمَّنت قصصه رسالة عكست كثيراً من الدلالات فكسر التوقُّع ووثَّق لحدث معين، ودخل بين المعالم السورية المُتطلِّعة إلى العادات والتقاليد.
– الشابكة توفر الكتب..
بدوره الدكتور الأديب عامر مارديني ذكر بأنَّه قرأ لأدباء من الوطن العربي ومنهم نجيب محفوظ، محمد عبد الحليم عبد الله، وأغلب الكتَّاب العرب أصبح لديهم تعابير وصور من الروايات، حيث اتجه نحو الأدب الساخر بعد أن قرأ أنطون تشيخوف ورائد الأدب الساخر عزيز نيسن البارع جداً في تصوير شخصياته، ولكنَّه رأى بأنَّ بعض الأدباء المصريين ضلوا الطريق واتجهوا للكتابة باللهجة العامية ما أفقد اللغة العربية قيمتها العالية واستدرك ما كتبه الأديب عبد القادر المازني في مجال الأدب الساخر يمكن الافتخار به.
كما أكَّد الدكتور عامر على أنَّ الاتجاه للجانب العلمي زوَّده بأفق واسع جعله يكتب قصصه ورواياته فدخل اختصاصه في مجال الصيدلة بمعجمه اللغوي لاسيَّما قصة “النور بيون”، وتناولت سيرة ذاتية، بينما كتب قصصاً أخرى في الإطار ذاته، مبيِّناً أنَّ المطالعة شرط أساسي في الأدب حيث قرأ مئات الكتب.
وفيما يخص أهميَّة القراءة في زمن التكنولوجيا والابتعاد عن الكتاب الورقي رأى بأنَّ الشابكة الإلكترونية تُسهِّل تأمين الكتاب، طارحاً مسابقة تحدي القراءة وضمَّت ثلاثة ملايين تلميذ كان 520 ألف تلميذ استطاعوا قراءة 10,000 كتاب، واستثمروا وقتهم بالمطالعة على الجهاز المحمول، وهناك مكتبة الإسكندرية فيها المئات من الكتب متوفِّرة عبر الشابكة الإلكترونية ويمكن مطالعتها بكل سهوله ويسر.
ثم أكَّد الدكتور مارديني على أنَّ طريقة دراسة اللغة العربية والأسئلة المُبيّنة على أساس تحليل النص وشرح النصوص الشعرية أمٌر خاطئ ولابدَّ من تعليم الطلاب كيفية الكتابة في مختلف الأجناس الأدبية بعيداً عن الجانب التقليدي المتَّبع الآن.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات