مهرجان القصة القصيرة في فرع طرطوس
مهرجان القصة القصيرة في فرع طرطوس
تكريماً للأديب القاص الراحل أنيس ابراهيم أقام فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب مهرجاناً للقصة القصيرة على امتداد أربعة ايام من 11/6 ولغاية 14/6/2023 في مقر الفرع.
انطلقت فعاليات اليوم الأول للمهرجان بمواكبة حضور جميل ضم باقة من المثقفين والإعلاميين، حيث رحّب الأستاذ منذر عيسى رئيس الفرع بالسادة الحضور، مقدماً عرضاً مكثفاً يُعرف بالقصة القصيرة كجنس أدبي له قدمه وتاريخه.
كما أكد أن المهرجان يُقام تكريماً للأديب أنيس إبراهيم، وتنفيذاً لخطة اتحاد الكتاب العرب في تكريم الأدباء الأحياء والراحلين، مبيناً أن الراحل يعد من العلامات الأدبية الفارقة في محافظة طرطوس، واستطاع أن يثبت وجوداً إبداعياً وأخلاقياً وإنسانياً في أدبه، كما يعد في طليعة كتاب القصة في المحافظة.
وأشار الأديب غسان ونوس في قراءته الى أن الأديب الراحل كان يمتاز بلغة شفافة ومعبرة عن الحالات التي تناولها في الريف، لافتاً إلى أنه كان يكثر من استخدام المناداة، وهذا مؤشر على نوع من الغربة الداخلية في نصوصه، ودليل على حاجته إلى رفيق أو آخر يتبادل وإياه هموم العيش، حيث كانت نصوصه مزدحمة بالفقراء والذين يعانون قساوة الحياة.
واستعرض الشاعر محمود حبيب في شهادته بعض المحطات من المرحلة التي لازم فيها الأديب أنيس إبراهيم، مستذكراً بعض الأنشطة الأدبية التي جمعتهما معاً.
وأشار الأستاذيونس إبراهيم شقيق الأديب الراحل إلى أن أنيس كان من كتاب القصة الذين كتبوا بإحساس المجتمع والوطن ومعاناتهما، وانعكست بيئته الريفية وفكره في كتاباته، وعبر عن فخره واعتزازه بهذا التكريم.
ثم ألقت السيدة ميادة أنيس إبراهيم ابنة الراحل كلمة عبرت فيها عن شكرها لهذا التكريم مسترجعة بعض ذكرياتها مع والدها وشغفه بالأدب والفكر والعلم ونشره في بيئته.
واختتم اليوم الأول بتقديم شهادة تكريم لذوي الأديب الراحل من اتحاد الكتاب العرب في سورية.
في اليوم الثاني من المهرجان استمع جمهور وأعضاء الاتحاد
لمجموعة من إبداعات الزملاء حيث توالى على المنبر الأدباء :
علي ديبة الذي قرأ قصة ساخرة ذات مضمون فكري هادف، ونهلة البدوي التي اختارت كعادتها مواضيع قصصها من الوسط الاجتماعي الذي تعيشه .
كما قرأ الأديب بسام حمودة قصة ذات مضمون فكري يبرز بعض حالات الظلم التي تقع على أفراده، لتقدم الأديبة بسلم محمد قصة تعالج موضوعاً يبرز الفوارق بين الذكر والأنثى وكيف يمارس المجتمع سيطرته على المرأة .
وكانت القراءات النقدية والانطباعية للأديب علم الدين عبد اللطيف.
وفي ثالث أيام المهرجان قدم مجموعة من الأدباء قراءات قصصية وهم الأديبابراهيم الخولي الذي قرأ قصة بعنوان (ربيع الأسماء) أشار من خلالها برمزية إلى التحولات الاجتماعية التي رافقت الحرب على سورية، والأديبة صفا حسين التي قرأت قصة بعنوان (الجدار) تضمنت دور الآباء في بناء الحياة للأبناء وذلك بلغة سلسلة ومحكمة البناء .
أما الأديب حسن الناصر فقد قرأ قصة بعنوان(هواي شرقي) صور فيها معاناة قريته خلال الحرب وحنينه إلى تلك القرية واستعاد بذاكرته وصايا والدته في زمن الطفولة بلغة شاعرية .
كما قدم الأديب مفيد عيسى أحمد شهادة شخصية بالراحل أنيس ابراهيم من خلال علاقة التلميذ بالأستاذ وبحكم القرب والجوار مؤكداً على أخلاقية وعصامية الأديب ثم انتقل لقراءة موجزة في أدب انيس ابراهيم وأبرز النقاط التي تميزه .
اختتمت فعاليات اليوم الثالث بقراءات نقدية للدكتور محمد الحاج صالح الذي أضاء على ما قدم من قصص مشيراً إلى جوانب هامة في كل قصة.
في اليوم الرابع والأخير من المهرجان استهلت القراءات بقصة قصيرة قدمتها الأديبة نهلة يونس تحمل طابعاً اجتماعياً وتربوياً يشير إلى التمييز بين الاخوة الذكور والإناث، وقسوة المعاملة التي تترك أثرها في النفس طويلاً.
كما قدمت الأديبة فائزة داود رأياً في المجموعة القصصية( الجمار) للأديب الراحل أنيس ابراهيم، مشيرة إلى بعض الجوانب الفنية، ورقي اللغة، وهذا مايميز أدبه.
صديق الراحل عبد الحميد يونس ورفيق البدايات والكتابات الأولى تحدث بشفافية عن بعض الجوانب في شخصية أنيس وخصوصاً المحبة للآخر والغيرية والتواضع.
وأشادت الأديبة ميرفت علي بجهود فرع الاتحاد لإنجاح هذا المهرجان وقد وصل إلى ختامه محققاً الغاية منه.
وفي الختام قدم رئيس الفرع شكره للزملاء والأصدقاء الذين شاركوا في المهرجان أو واكبوا وقائعه يومياً، وختم مؤكداً على خلود الأديب من خلال إبداعه رغم طغيان القيم المادية، كما شكر السيد رئيس الاتحاد والسادة أعضاء المكتب التنفيذي الذين ساهموا بشكل كبير في أن يتألق هذا المهرجان بأبهى حلله.