ملتقى “مظفر النواب” في بيروت.. بمشاركة “الكتاب العرب” (نقلاً عن الثورة)

الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
بمشاركة اتحاد الكتاب العرب في سورية ودعوة من جمعية أسفار للثقافة والفنون والإعلام والملتقى الثقافي اللبناني واتحاد الكتاب اللبنانيين أقيم يوم الإثنين الماضي لقاءً ثقافياً في بيروت بعنوان “مظفر النواب شاعر الثورة” وبرعاية وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى في المكتبة الوطنية اللبنانية، حيث عُرض في البداية تقرير مصور عن حياة الشاعر مظفر وأهم مقتطفات مسيرته من سجن وترحال بين بغداد ودمشق ومدن أخرى.

وفي كلمته خلال الملتقى، أكد رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية د.محمد الحوراني أن مظفر شخصية ستبقى دائمةَ الحُضورِ في أزقّةِ دمشقَ وشوارعِها، وبينَ عبقِ الياسمينِ الدِّمشقيِّ المُنسدلِ على أطرافِ الطريقِ الواصلةِ بينَ شارعِ الباكستان ومقهى الهافانا، وسيبقى بهاءُ حُضورها مُمْسِكاً بتلابيبِ عُقولِ الشُّعراءِ والمُثقَّفينَ والمُبدِعينَ السُّوريّينَ والعرَبِ أينَما حَلُّوا، وارْتَحَلُوا، وذكرَ أن هذا هُوَ مُظفّر النّوّاب الآتي من أقصى الحُزنِ ليُغْلِقَ أبوابَ بُيوتِ المَهْزُومِينَ، ويُبشِّرَ الإنسانَ بالإنسانِ بقُدْرَتِهِ على الفِعلِ والتغيير، مُطالِباً إيّاهُ بالتزوُّدِ بقطرةِ ماءٍ قبلَ وُلوجِ الرّبعِ الخالي، ولأنّهُ كانَ المسكونَ أبداً بالأصالةِ والعراقةِ والانتماء، فقد اختارَ الإقامةَ في دمشقَ مُدّةً من الزّمنِ، لعلّها تُنْسِيهِ بعضاً من آلامِهِ وتُخفِّف من مُعاناتِهِ التي قَصَمَتْ قلبَهُ، وألجَمَتْ خيولَ روحه، لكنَّ المدينةَ العريقةَ بثباتِ مواقفِها وأصالتِها ورِقّةِ ياسمينها لم تتمكّنَ من إبْعادِهِ عن عِراقِهِ وتاريخِهِ الحضاريّ، وهو التاريخُ الذي رآهُ حاضراً في لحظاتِ إقامتِهِ في سورية وجَوْلاتِهِ في شوارعِها وأزِقّتِها، وهي الإقامةُ التي كانَ يأملُ منها أن تكونَ رئيفةً به، حتّى لا يموتَ مِيتةَ الشَّبَح، وكيفَ لهُ أن يموتَ فيها مِيتةً كهذِه، وهي مَحطُّ سياجِ العربِ ومَحطُّ مَطِيِّهمْ؟! هكذا هيَ دمشقُ التي احتَضنَتْ شِعريّةَ النّوّابِ ومُشاكساتِه، تماماً كما احتَضنَتْ صُوفيّةَ ابْنِ عربي وشَطَحاتِهِ بعدَ أنْ ضاقَتْ بهِ الأرضُ، فخَصّتْهُ بواحِدٍ من أحيائها، وختم قائلاً: رَحِمَكَ اللهُ أبا عادل، وأنتَ الحاضرُ أبداً في فِكْرِ الشّعبِ السُّوريِّ وعَقْلِه وثقافَتِه، وهو الشّعبُ الذي أحْبَبْتَهُ، فعَشِقَ نقاءَ رُوحِكَ وأصالةَ ثقافَتِكَ ووَعْيَ تَمرُّدِك.

 

كما ألقيت كلمات لرئيس اتحاد الكتاب الجزائريين د.يوسف شقرة ورئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق د.علي الفواز والأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين د.أحمد نزال ولأصدقاء الفقيد ألقاها باسمهم أ.هاني مندس، ولجمعية أسفار من خلال السيد عبد القدوس الأمين، أما كلمة الوزير المرتضى ألقاها رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو شوقي ساسين، وقد أكّدت جميع الكلمات على دور النواب في تأصيل الوعي وبث روح الثورة في أبناء الشعب العربي الذي عانى الويلات والتحديات الكبيرة، إضافة إلى ما قدّم من قصائد للشاعرين السوري حسن بعيتي والعراقي وجيه عباس، ونقتبس مما جاء في النصوص المقدمة للشاعر بعيتي:
أذكر الآن في العراق صغيراً
ذلك الطفل عابثاً ليس يكبَرْ
حزنهُ يشبه العراقَ قديمٌ
وجهه يشبه الحكايات أسمر
أذكر الآن كيف لمّ شَتاتي
صوتُ أمي منادياً يا مُظفَّرْ
أذكر الشام قال عنها خيالي
حسنُها.. إنَّ وصفَه يتعذّرْ
مرَّ كالغيمة اسْمُها في الأغاني
أيقظ العشبَ في خيالي ونضَّرْ
ليلُ بيروت شاعرٌ راح يصغي
لغنائي وقال لي أنتَ أشعَرْ
حضر الاحتفال لفيف من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية والفكرية من لبنان والعالم العربي، وابنا شقيق الراحل ضرغام وعلي النواب، ورؤساء أندية وجمعيات واتحادات ونقابات وعدد من الشعراء والكتّاب، وفي ختام هذه الندوة قدّم السيد عبد القدوس الأمين درعاً تقديرية إلى ابني شقيق الراحل.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات