مقاومة الإرهاب والتطبيع” في ندوة باتحاد الكتاب.. تحصين الوعي والتركيز على المقاطعة الشعبية (نقلاً عن الثورة)
لأن الإرهاب والتطبيع صنوان في معادلة الهيمنة الصهيو- أميركية، ولأن مجابهة الإرهاب والانتصار عليه ركيزة أساسية في متلازمة نسف المؤامرات التخريبية وتمزيق خرائط التطبيع مع العدو المحتل الغاصب، أقام اتحاد الكتاب العرب فرع دمشق ندوة سياسية فكرية بمناسبة يوم الكتاب العالمي، حاضر فيها المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حبيب سلمان والدكتورة في كلية العلوم السياسية أشواق عباس بحضور عدد من السياسيين والمفكرين والإعلاميين، وتمحورت مضامينها حول أهمية التصدي للإرهاب ومرتكزاته كونه المنصة التي تنطلق منها سهام استهداف الدول وتفتيتها وتغيير ثوابت شعوبها وحرف وعيهم النضالي وصولاً لتكريس التطبيع.في البداية افتتح الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكراما لأرواح شهداء الوطن ثم رحب بالمنتدين والحضور وأكد على ثقافة الانتماء للوطن والدفاع عنه في الداخل والخارج بعد ذلك قام الإعلامي ملهم الصالح بإدارة الندوة.
ثم تحدث المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حبيب سلمان قائلاً إنّ ما تعرضت له سورية من حرب إرهابية شرسة كان مخططاً ومدبراً لإزاحة سورية بثقلها الاستراتيجي العروبي ووزنها الإقليمي عن مشهد ما يحاك من مؤامرات تستهدف المنطقة وخاصة دول محور المقاومة التي تقف طوداً في وجه مخططات تصفية القضية الفلسطينية وتتصدى للمشاريع التوسعية الصهيونية لذلك كان الاستهداف لسورية على أشده في كل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية.
وأوضح سلمان أن الإعلام خاض معركته الكبرى وفق استراتيجية وطنية محكمة وكان رديفاً وطنياً حقيقياً للجيش العربي السوري في معاركه المصيرية، ويقف معه في خندق التصدي والمجابهة على صعيدين، أولاً: ضد ترسانات إعلامية ضخمة مارست التضليل الإعلامي والتزييف وتشويه المعطيات وحرف الحقائق يمولها أعداء الشعب السوري، حيث خصص في الحرب على سورية أكثر من 257 وسيلة إعلامية تأتمر ب14 وحدة داخل الخارجية الأميركية، حيث يكتب الخبر المضلل في هذه الوحدات ثم ينشر في 25 وسيلة إعلامية، ثم تتلقفه حوالي 211 وسيلة إعلامية، وعلى الصعيد الثاني قاد الإعلام باقتدار دفة تحصين الوعي المجتمعي ضد ما يتعرض له من هجمة اختراقات مسعورة تستهدف قطع جسور التواصل بين أبناء الشعب الواحد، والمساس بالنسيج الاجتماعي الفريد والنوعي المتين والمتكامل.
وأوضح سلمان أننا في معركتنا مع العدو الصهيوني ننطلق من قاعدة أرسى أسسها وثوابتها القائد المؤسس حافظ الأسد وهي: “معركتنا مع العدو الصهيوني هي معركة وجود لا حدود”، من هنا كانت ولا تزال معركتنا شرسة مع هذا العدو في شتى المجالات، لافتاً إلى أننا في معركتنا الإعلامية ضد التطبيع ننطلق من منصة فضح شعار كيان الاحتلال وتوضيح ما يعنيه المثلثين في شعار نجمته، كمثلثي إرهاب دولي وإقليمي، فالمثلث الأول يعني دول الغرب الاستعماري التي تدعمه أميركا وبريطانيا وفرنسا، والمثلث الثاني يعني الصهيونية الوهابية وحركة الإخوان المسلمين.
وقال سلمان: نحتاج كإعلاميين في هذه المواجهة إلى أدوات حديثة في خطابنا وفي رسائلنا الموجهة، ووضع الأمور في نصابها الصحيح للمواجهة، لا أن نتهرب، فالمقاطعة بشكلها التقليدي باتت قديمة حتى السياسية منها لأن السياسات متغيرة ومتحولة حسب الظروف والتعويل فقط على ما يصدر عن الشعوب من رسائل قوية وواضحة والتي ترفض علناً التطبيع مع العدو الغاصب، وعلينا أن نعي أن المعارك انتقلت إلى العقول والقلوب، وما يدس من سموم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الفضاء الافتراضي المفتوح كبير وخطير، من هنا علينا التركيز على المقاطعة الشعبية لا على سياسات أنظمة، والتعويل على الحراك الشعبي الذي يتشبث بثوابت إنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق والذي اثبت في فلسطين المحتلة وعلى امتداد مساحة المنطقة أنه ضد التطبيع لذلك لم تنجح الكثير من اتفاقات التطبيع من تهيئة أرضية لدى شعوب منطقتنا لكي يتغلغل من خلالها الفكر الصهيوني الهدام والإرهابي.
وأردف سلمان أن ما تعرضنا ونتعرض إليه في سورية من حرب إرهابية وعسكرية واقتصادية وسياسية غايته تغيير النهج الوطني والقومي الذي تميزت به سورية ومازالت تتشبث به كثابت لا يتغير ولايتحول في سياستها رغم كل الضغوط وهجمات الاستنزاف للنيل من مواقفها في فضح ممارسات هذا الكيان الإرهابي والتصدي لمخططاته، يعزز صمودها ويقوي ثباتها على نهجها مواقف مشرفة لقيادتها الرشيدة وجيشها البطل وشعبها الأبي، منوهاً أن صمود سورية وانتصارها على الإرهاب التكفيري الظلامي حفظ المنطقة وأمنها واستقرارها، ونسف المخططات الشيطانية من جهة، ومن جهة أخرى على المستوى العالمي وصل حلفاؤنا في الحرب على الإرهاب إلى تكريس عالم متعدد الأقطاب.
بدورها تحدثت الدكتورة أشواق عباس عن أهمية تحصين الوعي المجتمعي وخاصة لدى جيل الشباب الحالي لمواجهة الإرهاب ومقاومة التطبيع مع العدو المحتل، وذلك في ضوء ما يتعرض له من هجمات لتغيير مفاهيمه وثوابته وإحداث شرخ في بنيته الوطنية والقومية الجامعة وإفراغه من القيم الحضارية، والأخلاقية واعتناق العنف لتخريب مجتمعاتنا، لافتة أن المعركة في تحصين الوعي معركة مهمة ومفتوحة على جبهات عديدة وعلى قدر عال من المسؤولية التي يجب أن تضطلع بها عدة مؤسسات تربوية وتعليمية، إضافة إلى الإعلام، تتضافر مهامها لمواجهة العصف الذهني التخريبي وضمان تنشئة جيل واعٍ مسؤول يتصدى للمخططات الهدامة التي تستهدف القيم والأخلاق، ومحاولة إشاعة مفاهيم تهدم المجتمع وتشوه المفاهيم، وتبعد الجيل الشاب عن قضايا أمته المحقة والعادلة.
وفي ختام الندوة التي أدارها الإعلامي ملهم الصالح شارك عدد من السادة الحضور بمداخلات قيمة وطروحات بناءة تعزز وتغني مع ما تم طرحه من محاور في موضوع مقاومة الإرهاب والتطبيع.