محمد الحوراني: الانتخابات الحزبية تعيد للحزب ألق الحضور الشعبي (نقلاً عن البعث)
نجوى صليبه
تلقى المثقف السّوري حديث السّيد الرّئيس بشار الأسد خلال ترؤسه دورة اجتماعات اللجنة المركزية للحزب، التي تنعقد لمناقشة جدول أعمال المقترح المقدم حول التحضير لإجراء الانتخابات الخاصة لاختيار ممثلي الحزب إلى اجتماع اللجنة المركزية الموسّع القادم، كما بقية المواطنين السّوريين بثقة وأمل ورغبة في التّغيير نحو الأفضل.
وتحدّث سيادة الرّئيس عن توسيع المشاركة الحزبية في الانتخابات القادمة، لكن ما المقصود بذلك؟ يقول الدّكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب: “لعلّ المقصود بتوسيع المشاركة الحزبية هو إفساح المجال وتهيئة الظروف المناسبة أمام شرائح مختلفة من المجتمع للمشاركة في هذه العملية، ويأتي على رأس هؤلاء تمكين الشباب من الانخراط والمشاركة في قيادة العمل الحزبي، فضلاً عن توسيع دائرة مشاركة المرأة، وهو ما من شأنه أن يجعل مخرجات العمل الحزبي أكثر فاعلية وديناميكية وأن يعيد للحزب ألق الحضور الشعبي كما كان في البدايات الأولى لتأسيسه، وهذا لا يعني الاقتصار على الفئات الشبابية وإنما الدمج والتعشيق بين الطموحات والأفكار الشبابية القائمة على الرغبة بالنهوض المجتمعي وإعمار العقول وتثقيفها بعيدا عن الشعارات المزيفة، وبين أفكار وخبرة أصحاب الكفاءات ممن قدموا أفكاراً قادرة على التأثير في مجتمعاتهم بعيدا عن النمطية والتكرار والانسلاخ عن واقع أمتهم”.
وبسؤاله عن المقصود بانتخاب قيادة جديدة، وحاجة الحزب إلى وضع ضوابط تحول دون تفشي المحسوبية في مؤسساته، يبيّن الحوراني: “ما سبق وذكرته يؤسس بالضرورة لانتخاب قيادة جديدة منحازة إلى هموم المجتمع ومعاناته وقادرة على الدفاع عن حقوقه ومجابهة الانتهازيين، الذين أرادوا ضرب وتشويه بنية الحزب وعقيدته من خلال سلوكياتهم المدمرة والمخربة للعقول والمجتمع، من جهة أخرى فإنّ طرائق وآليات التفكير المنسجمة مع تعقيدات المرحلة والقادرة على إعادة الثقة والمصداقية للعلاقة بين قيادات الحزب والمجتمع من خلال المصداقية والشفافية والانحياز، أولاً وأخيراً، لمعاناة الشارع والابتعاد عن سياسة الأبواب المغلقة من قبل بعض القيادات في العمل، يجب أن تكون منهاج عمل في المرحلة المقبلة، خاصة وأن حزب البعث معروف بعراقته وأصالة فكره وانحيازه إلى القضايا الكبرى للأمة والعالم ودفاعه عنها، ولهذا استطاع أن يحقق حضوراً باهراً في كثير من الأوقات واللحظات المفصلية من حياة بلدنا وأمتنا، وهو حضور يؤكد الثقة التي يعطيها الشارع للحزب ومبادئه وأفكاره بعيداً عن ممارسات البعض”.
أمّا فيما يتعلق بالانتخابات والتعيين، يحدّثنا الحوراني ويقول: “أعتقد أن مجتمعاتنا العربية ما تزال حتى اللحظة بعيدة عن الجوهر الحقيقي وعن روح الديمقراطية والانتخاب، على الرغم من أنها من أعرق الأمم التي عرفتها بشكل أو بآخر، ولعل السبب في هذا يعود إلى عمليات التدخل والتزوير التي تجري في بعض الانتخاب أحياناً، أو بسبب قلة وانعدام الوعي في بعض المناطق أو عند بعض الشرائح المجتمعية، وهو ما يؤدي إلى خلق قيادات وفوز شخصيات من شأنها أن تسيء إلى فكر ونهج الحزب، لهذا أعتقد أن المزج بين الانتخاب والتعيين على أساس العلم والكفاءة والعمل والحضور الشعبي والدفاع عن حقوق المواطن، يمكن أن يضعنا أمام قيادات حزبية جديدة بفكرها وعملها، وهو عمل يقوم على التراكمية واحترام ما قدمته القيادات السابقة وتكريس الايجابيات التي أنجزتها في عملها ومسيرتها، مع الرغبة الحقيقية والعمل الصادق لتجاوز ما هو سلبي”.