لقاء د. محمد الحوراني مع أعضاء نادي الشباب الثقافي باللاذقية (نقلاً عن الوحدة)
تأتي أهمية اللقاءات الحوارية الثقافية من خلال دورها الهام في إنعاش الحركة الثقافية، وإمدادها بالإثراء الفكري وتوفير مساحة حقيقية للتواصل الثقافي، وتبادل الأفكار بغية خلق ثقافة نحصن فيها الأجيال القادمة.
وانطلاقاً من ذلك، احتضنت قاعة الأنشطة في مقر اتحاد الكتاب العرب باللاذقية نشاطاً أدبياً التقى فيه الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية أعضاء نادي الشباب الثقافي في اللاذقية.
“الوحدة” حضرت الفعالية المذكورة المتميزة بكل جوانبها ومحاورها من جهة التنظيم والجهد المبذول من قبل المشرفين عليها، وقد توجهنا بسؤالنا للدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية حول مدى أهمية هذا النشاط الذي جمع أعضاء نادي الشباب الثقافي مع الأدباء الكبار لخلق حالة مشهدية ثقافية رائعة فأجابنا مشكوراً بما يلي:
يأتي هذا اللقاء في سلسلة اللقاءات التي يقيمها اتحاد الكتاب العرب في فروعه في كافة المحافظات السورية وأيضاً في المركز من أجل صقل موهبة الشباب.
نحن نعلم جميعاً أن هناك سنوات عجافاً مرت على سورية وهناك الكثير الكثير من الشباب المستهدف وبالتالي عندما تقوم مؤسساتنا سواء كانت ثقافية أم تربوية أو تعليمية باستقطاب الشباب فإنها تأتي بهم إلى المكان الصحيح، وعندما تتواجد اللقاءات بينهم وبين أصحاب الخبرة والتجربة فإن هذا من شأنه أن يجعل تجربتهم أكثر رصانة وتماسكاً ومن هنا تأتي أهمية هكذا لقاءات وهكذا جلسات حوارية بعيدة عن الأسلوب التعليمي وعن الأسلوب الاستبدادي الذي يحاول البعض أن يمارسه عليهم لأن شباب اليوم غير مستعدين لتقبل الفرض بالآراء وبالأفكار وإنما يجب الحوار معهم وعندما نتحاور مع الشباب يمكننا خلق ثقافة حقيقية نحصن بها أجيالنا.
وبعد استماعه لنتاجات الشباب من القصة والشعر أضاف:
ليس الهدف من هذه الملتقيات أن نجلد شبابنا فنحن نعلم جميعاً أن الظرف بالغ التعقيد في بلدنا، وهؤلاء الشباب هم أبناء سنوات الحرب العجاف اللعينة وبالتالي أشدد على ركيزة أساسية ينبغي أن نعول عليها وهي القراءة فأن تجد شخصاً مهتماً بالقراءة والثقافة والكتابة هذا شيء مهم ولكن الأهم أن يكون هذا المهتم قارئاً … الأمر الثاني هو النقد فإن لم أكن متقبلاً للنقد عليَّ أن أعتزل، فالنقد البناء يهدف إلى صقل الموهبة وجعلها حقيقية تليق بأدبنا … وهناك ملاحظات جوهرية قدّمت وهناك نصوص فيها لمعات وأخرى لا علاقة لها بالأدب والشعر على الإطلاق وغالبية ما قدّم يعج بالأغلاط وهذه المشكلة ينبغي أن نعمل على تجاوزها.
كما قدم الأستاذ توفيق أحمد نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية رؤيته حول الموضوع المذكور قائلاً: نحن في جريدة الأسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب ننشر لأغلب هؤلاء الشباب، نتعب كثيراً كي تكون خواطرهم وقصصهم وقصائدهم ومساهماتهم منشورة في الجريدة، وهذه النتاجات لا تنشر كما يرسلونها هم بل يتدخل التحرير وكتاب القصة والروائيون والشعراء ونصحح لهم أوزاناً ولغة وعروضاً ثم ننشر.. بكل الأحوال هم طامحون ويحملون أفكاراً وتكفي المبادرة والوقوف على المنبر، هم المجتمع ويعبرون عما يجول في يوميات وفكر هذا المجتمع، نريد أن يظهر منهم مبدعون ولنتعاون معاً لنرتقي بسوية المادة الأدبية لنصبح من صناع المجتمع في الفكر والثقافة والأخلاق والبنى الإنسانية.
هذا وقد افتتحت الفعالية الأديبة أمل حورية بكلمة ترحيبية بالضيوف الأعزاء والحضور الكريم أكدت فيها على الرعاية الكريمة من الدكتور محمد الحوراني من جهة العمل على تشكيل نوادٍ ثقافية للشباب في كل فرع من فروع المحافظات وهذه هي البذور التي زرعها بيديه الكريمتين وبجهد مشكور من أعضاء الاتحاد الذين يعملون على سقاية هذه البذور بأنوار نصائحهم وتوجيهاتهم بكل عطف أبوي قد بدأت بالتشكل والنمو.
أما كلمة نادي الشباب الثقافي قدمتها الشابة غزل علي التي عبّرت عن سعادة أعضاء نادي الشباب الثقافي بلقاء القامة الثقافية العظيمة د. محمد الحوراني الذي أولى عناية فائقة بالمواهب الشابة فكان يحضر أنشطتهم ويكرمهم وبلغت ذروة التكريم بأن خصّهم ببطاقة عضوية ممهورة بختم اتحاد الكتاب العرب فكان لها الأثر الكبير في تعزيز ثقتهم بمواهبهم وشحذ همتهم.
تبع ذلك عرض فيلم وثائقي عن واقع أطفال غزة مبيناً حجم العنف الهائل بسبب الحرب الهمجية و الوحشية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقتله المتعمد للأطفال الفلسطينيين وتشويههم واعتقالهم والاعتداء الجسدي عليهم ومنع وصول المساعدات دون أي اعتبار لقوانين الحرب الدولية، كما تضمن الفيلم إحصائيات عن آلاف الأطفال الذين استشهدوا وجُرحوا ومئات الأطفال في عداد المفقودين، وبيّن الفيلم تعامل أطفال غزة مع القصف الإسرائيلي المتواصل والعنيف وكتابة أسمائهم على أيديهم حتى يسهل التعرف عليهم في حال استشهادهم.. أيضاً أوضح الفيلم وضع الأطفال الجرحى في المستشفيات التي ما يزال العدو الإسرائيلي يقصفها بلا هوادة.
ثم قدمت مشاركات الأدباء الشباب وهم على التوالي:
أماني عثمان شاركت بقصة : (ها أنا).. أحمد زوزو ألقى قصيدة (يا قاتلي) – روزيت مسعودي قدمت قصة بعنوان: (العدّادّة) وقالت :إن هذا اللقاء هو الأول مع الدكتور محمد الحوراني مشيرةٍ إلى الشباب السوري الذي يملك الطاقة والإبداع والحلم بمستقبل جميل وبدورها تمنت الدعم من الأدباء الكبار وأن الشباب مستعدون لأي نقد بناء حول القصص والقصائد بهدف تقليص الفجوة بين الشباب والأدباء الكبار.
بهاء الحايك ألقى قصيدة عنوانها: (دم الحمام)، تيماء غسان قوجة قدمت قصة قصيرة عنوانها (أسيرها)، دعاء أحمد عمار قدمت قصيدتها بعنوان: (بأي ذنبٍ قُتلت)، أما محمد ذلوخ قصته بعنوان: (ريحة الحبايب)، (الشوق يوجعني عليك) هو عنوان القصيدة التي ألقاها معن نصر ضاهر و (إدمان) هو عنوان القصة القصيرة التي قدمها حيدر أيمن مسعود..
وعن هذا اللقاء الثقافي الهام قال الأديب محمد وحيد علي أن ما قدم من شعر يحتاج إلى الكثير من المراجعة والاهتمام لأن الشعر يعتمد على أسس وقواعد لا ينهض إلا بها وفي مجال القصة أكد على الابتعاد عن الخواطر الأدبية ونصح الشباب بضرورة التفاعل مع أنشطة الاتحاد الثقافية..
أما الشاعر فؤاد نعيسة فتحدث في المجال الشعري وأشار إلى ضرورة الاهتمام بعلم العروض والصرف والنحو، لأن ذلك من أساسيات الشعراء إضافة إلى الثقافة والقراءة المكثفة.
أما د. غيثاء قادرة قالت : إن ما قدم يحتاج إلى مراجعة لغوية فبعض القصائد مليئة بالأخطاء إضافة إلى الخلل العروضي كما تفتقد بعض القصص إلى مقومات القصة الأساسية وينبغي عرض القصة على مراجع لغوي.
وللأديب عاطف صقر رأي في ذلك أيضاً فهو يعتقد أن الفن بالعموم بالإضافة إلى الموهبة التي لا تكفي لوحدها يحتاج إلى مراجعة و تدقيق النصوص وعرض على ذوي الخبرة وكل هاوٍ في مجال القصة والشعر والفنون يحتاج إلى طريقة ما تضيء له الطريق وقد ربط بالدور الهام لاتحاد الكتاب العرب في هذا المجال عبر إتاحة الظهور لهؤلاء الشباب الذين ربما تلمع أسماؤهم يوماً ما ويقولون إن البدايات كانت على منبر اتحاد الكتاب ومن سيشعر بالفخر الأكبر في ذلك هو اتحاد الكتاب العرب الذي أمّن لهم هذه الفرصة.
ندى كمال سلوم