انطلاقاً من المسؤوليّة الوطنيّة والاجتماعيّة والإنسانيّة أحيا اتّحاد الكتّاب العرب يوم الخميس ٥/١٢/٢٠٢٤ لقاءً توعويّاً مفتوحاً تحت عنوان: (العدوان على سورية وتحدّيات المواجهة)، تناولَ مناقشة وحوار ما يجري على أرض الوطن من اعتداءات واختراقات كبيرة، وأهمّيّة مواجهتها بالوعي الفكريّ والثقافيّ اللازم.
كلمة الاتّحاد ألقاها نائب رئيس الاتّحاد توفيق أحمد وأكّد فيها ضرورة إقامة هذا اللقاء من أجل التفاعل والحوار والاستماع إلى وجهات نظر، وذلك من أجل المساهمة الفاعلة في التوضيح لما يجري، ونشر ما يمكن من التوعية للجمهور الذي يتلقّى كلّ يوم بل كل لحظة مزيداً من الأخبار المتناقضة، إذ إنّ هذه الحرب إعلاميّة وتضليليّة بقدر ما هي إرهابيّة ومسلّحة ومدعّمة بالإمكانات الكبيرة من الدول التي تعرفونها، مضيفاً: إن أعضاء اتّحاد الكتّاب العرب يعملون ليل نهار مع كلّ المؤسّسات المعنيّة في المحافظات، ويضعون كامل إمكاناتهم لتعزيز الوحدة الوطنيّة والتمكين لضرورات الوعي لما يجري من استهداف واعتداء على وطننا الحبيب.
في البداية تحدّث مدير أوقاف دمشق أحمد سامر القباني عن وضوح المشروع الصهيونيّ الكبير بشرق أوسط جديد تسعى الصهيونيّة العالميّة لإيجاده، وكلّ من يقول لا، لهم سيكون نصيبه القصف والتدمير، وسورية قالت لا منذ زمن بعيد، وهذا لا يعجب أعداءنا أبداً، مؤكّداً أنّ الحقّ واضح والأقنعة سقطت، وهذا ما نحن نواجهه اليوم.
وعبْرَ هذا المنبر نقلت مديرة مجموعة (وطن شرف إخلاص) سوسن جرير رسالتهم الوطنيّة المتمثّلة بالتضامن المستمرّ والبقاء خلف القيادة الحكيمة وخلف أبناء الجيش العربيّ السوريّ، والإيمان بالنصر الحتميّ، مشيرة إلى دور المثقّفين والمفكّرين والأدباء المهمّ في هذه المرحلة، فهم لطالما كانوا رفاق النضال على مدار سنوات.
استذكر عضو المكتب السياسيّ في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ طارق الأحمد حجم التضحيات التي قُدّمت من جيشنا لنصل اليوم هنا حرب أخرى موازية تخاض غير الحرب العسكريّة هي”حرب النموذج” بسرديّتين تستندان على العرقيّة والطائفيّة من أجل تمزيق البلد بمنطق الأقلّيّة والأكثريّة، ولأجل ذلك هناك أهمّيّة كبيرة لتماسك الأحزاب والقوى والمؤسسات والشعب وتكاتفها لمواجهة هذا المشروع الخطر.
توسّعَ الحوار ووصل إلى رئيسة مكتب الثقافة والإعلام العميد عدنة خير بك لتسلّط الضوء على دور المرأة في مواجهة الزيف والعدوان الخطر الذي تقف فيه بعض دول العالم مع مشروع الصهيونيّة، ونوّهت بالانتماء المتجذّر التي شهدته ميدانيّاً مع أفراد الجيش السوريّ وعلى إصرارهم وقوّتهم في المعارك، وشاركها في رسالتها من رابطة المحاربين القدماء د.نزار بني المرجة، مشدّداً على روح المقاومة التي ما زالت لدى أفرادهم، إذ إنّ رابطتهم تغصّ في هذه الأيّام بالضباط المتقاعدين الذين يراجعون مكاتبهم من أجل استلام سلاح من جديد ليشاركوا بالمعارك الجارية.
وكان للمؤسسات حضورها في هذا اللقاء، لذلك قدّم مدير مؤسّسة القدس الدوليّة خلف المفتاح رؤيته المتعلّقة بإستراتيجيّة خطاب المنبر، التي نحتاج إليها كحقل يجري على الصعد كافة، مؤّكداً أنّ كلّ ما يدور في الوسائل الإعلاميّة الأخرى هو تضليل لمحاولة إبطال النصر المحتوم، كذلك أشار مدير مجلس الأمناء في مؤسّسة أرض الشام التنمويّة إلى ما يجري بقلب حلب من تقديم مغريات للشعب ليصبح في حالة مقارنة، وهي حرب تدخل إلى النطاق الاجتماعيّ أيّ قد تصبح جبهة اجتماعيّة إلى جانب الحرب الإعلاميّة وللمؤسّسات دور كبير فيها.
بدوره قال عضو المكتب التنفيذيّ في اتّحاد الكتّاب العرب الأديب رياض طبرة خلال مشاركته: الإعلام لا يرسم سياسات بل ينفّذ سياسات، وقرار اجتياح المنطقة تعني تنفيذ صفقة القرن لترامب، وإنّ تحرير محور الشرق حسب سياساتهم يبدأ من غزّة، فلا يمكن النيل من سورية والمقاومة الفلسطينيّة قائمة، وأيضاً لا يمكن تدمير سورية والمقاومة اللبنانيّة حاضرة، والآن وبسرعة البرق عندما تمّ تدمير غزّة وجنوب لبنان بدأ تدمير سورية.
تتالت المشاركات لتتطرّق الباحثة سوسن رجب إلى عمق المخطّطات الصهيوأمريكيّة التي هي صناعة بريطانيّة، فحسب رأيها أنّ الاتّفاقات المؤقّتة الجزئية لا تنفع، والتسويات لا تنفع مع هذا الكيان السرطانيّ الذي يجب اجتثاثه، لأنّ مخطّطاته تشمل كلّ دول المنطقة من خلال سورية وإقامة حكمهم المهيمن الاستيطانيّ، ثمّ تحدّثت الشابّة شذا الحمال ممثّلة عن فريق مئة كاتب وكاتب في سورية وعن اتّحاد الكتّاب العرب في السويداء، عن تعدّد المصادر التي يغرق بها شبابنا، وهو سيناريو متكرّر فيما يخصّ الحرب الإعلاميّة، إذ يستخدمون فيها الدعايات التي تبثّ الخوف والضلال، فنحن علينا دائماً البحث عن الحقيقة.
تساءل القاضي المتقاعد رشيد موعد عن معنى أن يُرفع العلم التركيّ على قلعة حلب؟ ثمّ قال: هؤلاء الإرهابيّون اختاروا سورية قلب العروبة النابض، لأنّها المحور المقاوم الذي بقي في الأمّة العربيّة، مشيراً إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد يوم الأحد، لنرى ما المخرجات الممكنة.
بدوره شدّد د. سليم بركات على أنّ كلّ جزء من سورية غالٍ علينا جميعاً، والمعركة اليوم معركة مع الإرهاب بشكل عامّ، ولن تتّجه حسب رؤيته تقليديّاً بل ستكون بمنزلة “كسر عضم”، وقواتنا على مدار ثلاثة عشر عاماً منتصرة تماماً وسيبقى النصر حليفها.
أمّا الأديب د. نزار بريك هنيدي فقد ركّز على النصر الدبلوماسيّ الكبير الذي حقّقته سورية في هذه الأيّام، لننظر كيف أنّ الدول العربيّة كافّة تؤكّد حقّ سورية في الدفاع عن نفسها واستعادة أراضيها، وهذا لم يكن منذ سنوات، ثمّ تلاه الناقد د. عبد الله الشاهر الذي اتّجه في حديثه نحو أهمّيّة الحالة التوعويّة في هذه الأيّام، من خلال مؤازرة الجيش السوريّ بتشكيل جبهة تعبويّة شعبويّة اجتماعيّة تدعم الموقف العسكريّ، وتُحدث أثراً إيجابيّاً يغيّر المجريات.
كانت المشاركة الأخيرة للمترجم حسام خضور الذي أشار إلى العديد من القرارات الدوليّة التي هي على الرفّ، ولم نفعّلها ولم نعمل عليها، مؤكدّاً أنّنا جميعنا نرى أنّ الحلّ هو حلّ سياسيّ وليس عسكريّاً.
أدار اللقاء مدير إدارة الفروع في الاتّحاد د.جهاد بكفلوني الذي أفصح أنّ فروع الاتّحاد في المحافظات كافّة ستقيم جميعها لقاءً تفاعليّاً توعويّاً تحت عنوان: (العدوان على سورية.. وتحدّيات المواجهة) للتعبير عن التضامن المجتمعيّ مع سورية الواحدة الموحّدة، ويدعى إلى هذا اللقاء في جميع المحافظات رؤساء فروع النقابات ورجال الدين والمجتمع والصحفيّين ووسائل الإعلام مع تأكيد الحضور الشبابيّ أيضاً.