قصيدة “وطن العُلى” للشاعر د. تمام سليمان

حفزتني قصيدة الزميل والصديق الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني، التي أصاب فيها مشاعرنا في التمسك بإزار الوطن والعودة إليه، وهو الأستاذ صاحب اليد البيضاء في حفز الشعر، على كتابة قصيدتي، مع محبتي لجميع الزملاء في الاتحاد:

وطن العُلى

عودوا إلى وطنٍ العُلى الخلاب
أضحى وأمسى مُشْرَعَ الأبواب

أبناؤه جيلُ الأباة تنسّموا
ريحَ التلاقي بعد طول يباب

والروضُ بالبسْمات أينعَ مشرقاً
والشمسُ واعدةٌ بمحو سراب

وطنٍ يُطِلُّ مجدداً في عِزّةٍ
طلقَ المحيا مزهرَ الأثواب

أرض الشآم على الغزاة عزيزةٌ
قَدَمُ الرسول بها بحسن مآب

أنصارُ عيسى من دمشق تفرّقوا
هدياً إلى الأصقاع مثل سحاب

قد أرسيا دين المحبة خالصاً
سكناهما في القلب والأهداب

أبناء سوريّا تسامى مجدهم
متوطناً في نهدةٍ وروابي

مهدٌ لأديان السماء تسوّرت
فيها المذاهبُ واحدَ المحراب

منها استفاق العقلُ والقلمُ الذي
ملأ الدنى بالعلم والآداب

ما للعدو اجتاح أرض عروبتي
بغياً وظلماً واستحل إهابي!

واستفحلت أسقامُ شتى لا يُرى
أملٌ بها، وتقطعت أسبابي!

عَوْدٌ على بَدْءٍ لنبنيَ أمة
تاريخُها من خيرة الأحساب

أبناؤها إمّا دُعوا لجليلةٍ
كانوا الأُلى بالنصر والإيجاب

يُحيونَ تاريخاً مجيداً قد مضى
ويجددون العهدَ للأحباب

والجمع مؤتلفٌ على أمجاده
بين الأحبة دون أي عتاب

وملامح الأمس الأليم قد امّحت
آثارُها أو آذنت بذهاب

وتبلّج الصبحُ المضيءُ سلامةً
سقيا خلاصٍ من ندى الأكواب

هلا محونا غيمةً وغشاوةً
أعمت عيون الناظر المرتاب!

لنُتِمَّ فرحةَ شعبِنا وشبابِنا
لغدٍ أتى والوصفُ في إسهاب

ونعيدَ صحوةَ أمةٍ عربيةٍ
خُصَّتْ بنصر الخالق الوهاب

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات