إنّ التّنازعَ مَهْدُ كلِّ ضبابِ
فحذارِ من دَجّالِهِ الكذّابِ
يا أيّها السّوريُّ! عَقْلُكَ راجحٌ
فلِمَ استقاءُ تجاربِ الأغرابِ؟
لكَ في المسيحِ وفي أخيهِ محمّدٍ
أرقى النّماذجِ كم هدتْ لصوابِ!
إنّ الكنائسَ والمساجدَ جامعاتُ حضارةٍ
مشدودةُ الأطنابِ
بالعلْمِ نبني مَوطناً جهِدَ العِدا
في جعْلِهِ كَرْماً بلا أعنابِ
عملوا على تدميرِهِ ومضوا بهِ
نحوَ الوراءِ ممزَّقَ الجِلْبابِ
الاقتصادُ سفينةٌ مهجورةٌ
غرقتْ لشقْوتِها معَ الرُّكّابِ
ومعاهدُ التّعليمِ فيهِ مسارحٌ
مهجورةٌ معمورةٌ بخرابِ
والعدْلُ سِرْدابٌ تعثّرَ بالعَمى
يا أدمُعي! انسكبي على السِّرْدابِ
والظُّلْمُ فِرعَوْنٌ يباركُ بطْشَهُ
كِسْرى كمِ اتّحدا بسِرْبِ ذئابِ!
حتّى أزاحَ اللهُ عنّا طُغمةً
كعُتُلِّها مسنونةَ الأنيابِ
فتنفّسَ الصّعداءَ شَعْبٌ مرهَقٌ
ضاوٍ من الأحزانِ والأوصابِ
سيهبُّ يحرْسُ وحدةً وطنيّةٌ
تقضي على المتآمِرِ الوثّابِ
تتجاوزُ الفِتَنَ العِجافَ بوَعْيِها
أعظِمْ بهِ فجْراً بألفِ شِهابِ
الدّينُ سُورٌ للبلادِ يصونُها
ويردُّ كيدَ المعتدي النّهّابِ
كلُّ المذاهبِ فيهِ أنفاسٌ سرتْ
من روضةٍ مطلولةِ الأطيابِ
المسلمون معَ النّصارى إخوةٌ
سيفٌ أوى مستبشِراً بقِرابِ
إنّي استرحْتُ إلى الأذانِ وهزَّني
قرْعُ النّواقيسِ ازدهتْ بملابِ
عودوا إلى الوطنِ الذي لم ينْسَكم
كم ذابَ مشتاقاً إلى الغُيّابِ
عودوا لنرفعَ صرحَهُ بعزيمةٍ
تغدو حديثَ العصْرِ والأحقابِ
د. جهاد محمّد طاهر بكفلوني