غيض من فيض (نقلاً عن الثورة)
الثورة – نوار حيدر:
صدر العدد الجديد لجريدة الأسبوع الأدبي العدد (١٨٠٢) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، تناول العدد جملة من القضايا والآراء الثقافية، إضافة إلى باقة المواهب الشابة والقصص المنوعة، كما تناول عدداً من أخبار و نشاطات اتحاد الكتاب العرب..
جاءت الافتتاحية بقلم د. راتب سكر بعنوان “ناديا خوست.. بين مرايا نصوصها الأدبية” جاء فيها: …هلموا أيها الأصدقاء نتصارح في دقيقتين، قفوا في الصفحة التاسعة والأربعين من كتابها “موسكو أطياف ذكريات” تحت عنوان “مأتم ناظم حكمت” هذه هي منور زوجته:” عندما كان شخص يقترب من منور معزياً ويلمس ابنها، كانت تشد الصبي إليها، كأنها ترفض الشفقة”.
اذهبوا إلى ما كتبته عن زواج الشاعر يسينين من حفيدة الروائي ليف توليستوي، ثم خصامهما، وكأنه خصام بين أولاد الجيران في حي ساروجة الدمشقي الشهير.
وهلموا نفتح روايتها “حب في بلاد الشام” لنتابع بنات “الطيرة” وصلاتهن للثقافات زمانهن، وكأننا مع الكاتبة من أقربائهن، نرهف السمع لصوت السارد: “قال يوسف: تعلمت بنات الطيرة اللغة الإنكليزية، في مدرسة مس نيوتن، فلماذا تجهلها سعاد ومنور “. (ص٥٧).
أما منور المذكورة هنا، فهي غير “منور” زوجة الشاعر العالمي ناظم حكمت الذي توفي في الثالث من حزيران سنة ١٩٦٣، وكنا معاً في مشهد من مأتمه قبل لحظات بين هذه السطور، هي منور أخرى غيرها، لكنها أخذت اسمها وأشياء أخرى.
أما الطيرة أيها الأصدقاء فهي قرية فلسطينية تبعد عن “رام الله” عشرة كيلو مترات…
كتبت هناء أبو أسعد تحت عنوان “دور المسرح في تنشئة شخصية الطفل”: المسرح بالنسبة للطفل وسيلة تثقيفية مهمة، سواء قام الأطفال أنفسهم بالتمثيل، أم كانوا متفرجين يشاهدون مسرحيات أعدت لهم خصيصاً، ولكل حالة من الحالتين مزاياها وأثرها التربوي المهم. يعد المسرح من أهم وسائل التربية الحديثة في تطوير وتنمية العديد من المهارات والقدرات لدى الأطفال والتي يصعب تحقيقها من خلال وسائل أخرى، ونذكر من تلك الفوائد على سبيل المثال: بعض القدرات اللغوية إضافة إلى تعزيز الثقة بالنفس، وغرس روح المبادرة والمحبة والتعاون وتطوير المهارات الحسية والحركية.
كما أنه يلعب دوراً مهماً في تطوير عقل الطفل من خلال التخيل والذكاء والتذكر والتقليد، فهو ينمّي قدرات التصور والتخييل لدى الطفل، وخاصة إذا كان يعتمد على الحركة والإيماء. والمسرح أيضاً يعمل على تطوير حواس الطفل بشكل أسرع، فهو سيكون في المسرح يقظاً، منتبهاً بكل حواسه لما يجري حوله على الخشبة، وهذا ما يحفِّز لديه بشكل أكبر حواس البصر والسمع، ومن الضروري أن يصغي لما تقوله الشخصيات حتى يشارك في الرد في حال سألت إحدى الشخصيات المسرحية سؤالاً مفاجئاً…
تحت عنوان “لغتنا هويتنا” كتب د. محمد الحوراني: واحدة من أكثر لغات العالم ثراء وغنى، بعيدة عن الطفولة، ومعاندة للشيخوخة، مكتملة بأناقة مفرداتها، ورحبة بفنونها ومدلولاتها، إنها لغة المعاني والبيان والبديع، وفيها من المرونة واللين مامن شأنه أن يجعلها قادرة على التكيف مع تطورات العصر ومقتضياته، وهي الدعامة الأقوى لصون الثقافة وحماية المجتمع من التشظي والضياع.
الاهتمام والعناية باللغة العربية من أهم الأولويات التي ينبغي لنا الاشتغال عليها تربوياً وتعليمياً وإعلامياً، ولاسيما في زمن العولمة الثقافية وما بعدها، لذلك إن التحديات الكبيرة التي تواجه أمتنا وهويتنا وثقافتنا يجب أن تدفعنا إلى مزيد من الاهتمام باللغة العربية والحفاظ عليها وتعزيزها، لأن الحفاظ عليها شرط أساسي لتمكين الهوية الوطنية بل إن تدعيم مكانة اللغة العربية وتعزيز وجودها يجب أن يكونا استراتيجية تشتغل عليها المؤسسات كافة لأجل الحفاظ على الهوية الوطنية والنهوض بها.
في كلمة أخيرة كتب توفيق أحمد قصيدة شعرية بعنوان “لعلنا نجرد الرياح من لظاها”:
قال لي حارس التيه يوماً
مرّ من هنا صياد شاعر
وما إن رأى شجيراتك الرابضة على المفرق
تنيخ ظلها للعابرين أيا كانوا
تهبهم شيئاً من بركاتها
حتى كسر سلاحه وعدائيته على صخرة تجاورها.
وامتشق وروده ليكتب على جذعها هذه الأبيات:
إلى المعنى الجديد يحن حبري
وبي قلق أحاول أن أقوله
هي الدنيا سرادب من يجئها
على ظمأ فلن تروي غليله
وأحلامي تكاد تضيق ذرعاً
بأفق كم أحاول أن أطوله…