عن نشأة المسرح العربي لقاء مع المسرحي تمّام العواني … الحكاؤون هم مسرحيون تلتقط عيونهم خصائص البشر ويجمعونها ويقلدونها ويقدمونها أمام الناس (نقلاً عن الوطن)

عبد الحكيم مرزوق

استضاف فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب محاضرة عن نشأة المسرح العربي قدمها المسرحي تمام العواني حضرها جمهور من المسرحيين والمهتمين.

وقد أوضح العواني في البداية أن العرب والشعوب الإسلامية عامة، عرفت أشكالاً من المسرح ومن النشاط المسرحي لقرون طويلة قبل منتصف القرن التاسع عشر، ووجد أن ثمة إشارات واضحة على أن المسلمين أيام الخلافة العباسية قد عرفوا شكلاً واحداً على الأقل من الأشكال المسرحية المعترف بها، وهو: مسرح خيال الظل، وأقدم إشارة إلى هذه الحقيقة وجدها في كتاب الديارات للشابشتي، وكان الخليفة المتوكل أول من أدخل الألعاب والموسيقا والرقص إلى القصر، وكان ممثلون يأتون من الشرقين الأدنى والأقصى ليقدموا تمثيلياتهم في قصور الخلفاء، أما العامة فكانوا يجدون تسليتهم عند قصاصين منتشرين في بغداد، وهؤلاء الحكاؤون هم مسرحيون تلتقط عيونهم خصائص البشر ويجمعونها ويقلدونها ويجعلون منها مادة للفكاهة يقدمونها أمام الناس.

رواد المسرح العربي

في حديثه عن رواد المسرح العربي وجد (العواني) أن مدخل مارون النقاش إلى المسرح العربي هو النص الأدبي واستخدام قصص الشعب والاستفادة من حب الناس للشعر مروياً ومغنى، وأن أحمد «أبو خليل القباني» اهتم بعناصر الغناء والإنشاد والرقص، واعتماد قصة المسرحية على هذه العناصر الفنية وأيضاً على القصص الشعبية والسير الشعبية في بعض مسرحياته، وجعل الإنشاد عنصراً من عناصر مسرحه، وقال: إن يعقوب صنّوع كان يقوم بتدريب الممثلين، ويقوم بإخراج «المسرحية» وإدارتها، حيث وصل عدد مسرحياته إلى 32 مسرحية أغلبها تصور الواقع الاجتماعي الذي كانت تعيشه مصر في تلك الأيام، وتنتقد بعض مظاهر التخلف والظلم الاجتماعي، حيث يندمج التأثير الأوروبي بالتأثير الشعبي داخل القالب الغربي، ورأى أن صنوع كان أكثر قرباً من الناس العاديين من النقّاش والقباني واجتذب كثيراً من المتفرجين.

خيال الظل من مصر

مسرح خيال الظل موجود في مصر، وعن طريقه عرف المصريون (كما يقول العواني) لقرون متوالية عادة الذهاب إلى المسرح الذي كان عبارة عن المكان الذي يضع فيه صاحب خيال الظل أدواته، وامتداد خيال الظل إلى تركيا وسورية، حيث نقل بعض فنانيها إلى مصر بعضاً من أثر (القراقوز) في صورة التمثيل البشري لأدوار وفكاهات قام بها الفنان السوري جورج دخول الذي كان يعرض فصوله المضحكة في مصر في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر.

المسرح في حمص

ولخصوصية المحاضر والمحاضرة والجمهور المستهدف، خصّ العواني مدينته حمص بوقفة تناول فيها أهم العلامات المسرحية التي تركت أثرها في المسرح السوري ووصلت إلى خارج سورية.

ذكر «العواني» المسرحيين الذين عملوا في حمص ومنهم مراد السباعي الذي يعتبر من أهم رواد الحركة المسرحية السورية والقصصية، وهو أول مخرج مسرحي سوري جمع الرجال والنساء في عرض مسرحي، والذي بدأ بكتابة النصوص المسرحية بعد تمكنه من حرفة المسرح، وقادها مع فرقة السياسيين التي أسسها مع بعض أصدقائه بين عامي 1920-1925، كما ذكر الفنان فرحان بلبل الذي أسس فرقة المسرح العمالي، والذي حقق معها نجاحات كثيرة على مدى أربعين عاماً، وقدمت عروض «الفرقة» في معظم المحافظات السورية وأماكن تجمع العمال وفي عدد من الأقطار العربية، كما ذكر عدداً من المسرحين الذين تركوا بصمات واضحة في حركة المسرح السوري والعربي ومنهم د. هيثم يحيى الخواجة، ونور الدين الهاشمي، ووليد فاضل، ومحمد بري العواني، ورأى أن شخصيات الخواجة تعاني صراعاً درامياً، وهو يركز في مسرحياته الطفلية على التعاضد والتعاون، كما وجد أن مسرح وليد فاضل يصر على ممارسة النشاط الإبداعي بكامل أبهته وعطائه وتدفقه.

ذكر «العواني» المسرحيين الذين عملوا في حمص ومنهم مراد السباعي الذي يعتبر من أهم رواد الحركة المسرحية السورية والقصصية، وهو أول مخرج مسرحي سوري جمع الرجال والنساء في عرض مسرحي، والذي بدأ بكتابة النصوص المسرحية بعد تمكنه من حرفة المسرح وقادها مع فرقة السياسيين التي أسسها مع بعض أصدقائه بين عامي 1920-1925، كما ذكر الفنان فرحان بلبل الذي أسس فرقة المسرح العمالي والذي حقق معها نجاحات كثيرة على مدى أربعين عاماً.

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات