عصافير توفيق أحمد.. تطلق بيانه النقدي (نقلاً عن الثورة)
الثورة – ديب علي حسن:
بعد تجربة إبداعية تمتد لأكثر من أربعة عقود أنجز خلالها الشاعر والإعلامي توفيق أحمد الكثير من الإبداع الشعري الذي حفر مجرى عميقا في المشهد الشعري السوري والعربي، وترسخت ملامح تجربة متألقة تنطلق من أصالة الموهبة والتفرد بصوت جمالي يمتد في جذور الأصالة ويعانق الحداثة.
بعد هذا كله يحق له أن يطلق بيانه الإبداعي وأن يقدم لمجموعة شعرية له برؤاه النقدية التي ينطلق منها إلى عوالم الشعر.
في مجموعته الشعرية الحديثة التي حملت عنوان: “عصافير تنقر سنابل كفي”، وقد صدرت عن دار بعل في دمشق ..يكتب بياناً نقدياً مهماً تحت عنوان: قصيدة النثر النزوع إلى الحرية واستحالة استقرار المفاهيم..
يقول أحمد:هناك من يعد قصيدة النثر أو النص النثري المختلف مجرد خروج على السياق الشعري المألوف..فليكن هذا اجتهاداً له أجره.
بينما أنا أعدها منجزاً حضارياً وتطوراً شعرياً لافتاً.
تحت شعار : ضرورة إعادة قراءة الماضي بعين معاصرة واستشراف المستقبل..
وإذا أردت كتابة هذا النوع من القصائد أو النصوص فعليك أن تكون ملماً بالموروث اللغوي والجمالي وواعياً لضرورة التجاوز …عليك أن تكون نورساً عابراً للتضاريس وأن تكون روحك الشعرية شاملة وحيوية وجميلة ومكتنزة لأرقى أنواع الخيال.
تبادل الأشكال..
ويطرح السؤال التالي: ولماذا لا تتبادل الأشكال الكتابية بينها التقنيات والأدوات.. بما يحقق إنجازاً جديداً على صعيد الإبداع الذي يحتاجه أبناء اليوم، خصوصاً أنه لم يعد ثمة وجود ثابت لما يسمى نظريات الأنواع الأدبية. وقد تم كسر أعتى الأسوار الفاصلة، بينها كما اعتقد أنه حان الأوان لكسر معيارية القول المؤبد: إن الوزن هو المعيار الحاسم والأهم لمعيارية الشعر…
ويخلص إلى القول: جمالية النص تكمن في عناصره الحداثوية سواء في الأدب القديم أم الحديث.. نحن بحاجة إلى نص يحميه حضوره اللغوي الحداثوي الإبداعي يحميه المتلقي الذي هو كائن بشري يتفوق على ذاته دوماً في إنتاج الجمال الروحي والأدبي المستمرين.
ومن نصوص الشاعر نقتطف:
لا تسكن الأفكار الحرة بيوت الصخب والضجيج ..
وعندما القبلة تحمل تأويل إنسانية إضافية..
قد تحتاج لعدد من الشفاه الظامئة..
ومن مهمات الأصابع العارفة
أن تثير معارك الجدل
بين الممنوع والمرغوب..
ومن نص بعنوان: ماذا لو التقيا نقتطف:
هو لم ير منها إلا صورتها على الورق..
رآها في أحرفها وشميم قصائدها..
لم تسقط أي وردة عندما مشط كلماتها..
بالتأكيد هي لا تشرب نبيذاً مراً..
وهي العذبة في مطارحة الحب.
خلاصة القول:
لقد أطلق توفيق أحمد بيانه النقدي المتقد على زهو ألوان العصافير التي تنقر سنابل كفه بحداثة التغريد وثراء الدلالات التي تنبع من ثراء الأصالة وتصب في نهر الحداثة.
كف العصافير ونقر وسنايل ونصوص مترعة بكل ألوان الاشتهاء وياء المتكلم وخصب الحب الإنساني.