رواية “سوزان الدرة” تحت أشعة النقد… (نقلاً عن العروبة)
الحمامصة كعادتهم يحتفون بمواليدهم الجدد و”سوريون تحت المقصلة” مولود روائي جديد أول لمؤلفته سوزان الدرة التي تقطن في حمص مهجرة من حلب ،أقام فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص حفلا نقديا احتفاء بالمولود الجديد بدأت الحفل الأديبة غادة اليوسف فتوقفت بتأن عند لوحة الغلاف والعنوان وأشادت بذكاء الكاتبة في اختيارهما ورأت أن تنكير كلمة سوريين يساهم في رصد تاريخ أبناء سورية العظيمة التي خاضت حروبا شتى ،فتنكير الكلمة يشير بذكاء إلى مسرود الرواية على أنها هوية عابرة.
وأضافت إن الرواية صنف من سيرة ذاتية توثق للحكاية السورية الملحمة التي يتوجب على الأدباء تأريخها بكل تراجيديتها كرسالة للأجيال القادمة ،وحفظا للحكاية من التزوير،مضيفة أن هذه الرواية هي خطوة أولى لصاحبتها لكنها خطوة واثقة استطاعت أن تضع قدما راسخة في ساحة هذا الفن بصلات وثيقة بين الرواية الاجتماعية والسياسية والوطنية والإنسانية.
بدوره الناقد نزيه ضاحي رأى أن الكاتبة سوزان دره تتقمص دور شهرزاد في سرد حكايات الحرب الكونية على سورية لمواجهة الإحباط والنسيان لتكون شاهد عيان في وصف وتحليل كوابيس مرعبة عاشها السوريون هدفها تعرية كل من وضع كاتم صوت على ضميره، فالكاتبة ترى أن الحرب بكل تداعياتها لم تستطع إطفاء شعلة سورية المتقدة في دروب الجلجلة ،وأضاف أن زمن الرواية بين عامي 2011-2017والمكان بحسب القصص من حلب إلى درعا وحمص لتخلص إلى الدعوة لإعادة بناء ما هدمته الحرب من بشر وحجر , وأن الرواية رغم وثائقية الأحداث لم تكن ذات طابع تقريري ولم تغفل الكاتبة الشكل على حساب المضمون فقد اعتنت بألفاظها مستخدمة المونولوج الداخلي والكولاج بأسلوب المذكرات معتمدة الخيال والتصوير رغم أنها مالت إلى الوعظ.
أثارت الآراء النقدية المقدمة في هذه الندوة حوارات ونقاشات هامة حول الرواية وشخصياتها وحواملها الفكرية ،وفي الختام قرأت الكاتبة سوزان دره مقاطع من روايتها ،وتحدثت عن ظروف الكتابة والتوثيق بلغة الأدب لأحداث عاشتها خلال تهجيرها من حلب إلى حمص.
متابعة ميمونة العلي