رحيق أدبي في فرع اتحاد الكتاب العرب (نقلاً عن الوحدة)

الوحدة: 7-11-2024

كالعادة يتعانق الشعر و القصة في صالة فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية، ليعبق الأريج الأدبي ضمن حضور مواظب لسماع الظهريات الأدبية.
وقد استطاعت الظهرية، التي أقامها فرع الرقة في قاعة الأنشطة بمقر فرع اللاذقية، أن تستحوذ على إعجاب المتلقين بما قدمته من زاد أدبي منوع لافت يستحق التقدير.
“الوحدة” حضرت الفعالية التي قدمها الأديب رياض موعد، و كانت البداية مع القصة.
* الأديبة المترجمة لودميلا ندّه:
قدّمت المترجمة لودميلا ندّه، قصّةً مترجَمة عن الإنجليزيّة للكاتبة الأمريكيّة أمينة غوتييه بعنوان: (جائعةٌ كالذّئب)، تروي حالة سيّدة عجوز تُعاني الوحدة و الضّجر و تخشى الموت وحيدةً دونَ رفقة و دونَ أنيس، حيث هجرتها ابنتها و حفيدتها لتعيشا في المدينة، تشكو ألمها للذّئب و تبثّ له همومها و تطلب إليه أن يُنهي حياتها لترتاح من أمراضها و أحزانها. قصّة مفعمة بالوجع الإنسانيّ، قد تُحرّضُ فينا الشّعور بالمسؤليّة تجاه المحيطين بنا، لنغدو أكثر مراعاةً و أكثرَ انتباهاً لمُعاناتهم و آلامهم.
نقتطف من القصّة هذا المقطع: (كانت تعيشُ بهاجسِ أن تموتَ دون أن يدري بذلك أحد، أن يتحلل جسدها تحتَ الثّياب والقُبّعةِ و الشّراشفِ.
كانت تتكلّمُ معهُ و هي تقفُ في اتّجاهِ الرّيح، استطاع أن يلتقطَ رائحةً لم يُميّزها من قبل، إنّها رائحةُ دُنُوِّ الموت، تلك التي كانت تفوحُ في أرجاء المكان، فتُخيّمُ على قشور البصلِ المُعلَّق، و على حبّات البطاطا في الزّاوية، تغمرُ أبريقَ الشّاي، و تطالُ المياهَ في الدّلو، و حتّى الحليبَ في القِدر.)
* الأديب الشاعر نعيم علي ميا:
استهل الشاعر: نعيم ميا مشاركته بقوله: الشعر حالة كونية عامة وليس حالة خاصة، بل هو كائن فضاء أي أنه يسافر عبر الزمان والمكان، ويتجاوز الحدود والقيود وتلتقطه الآذان والعيون ويستقر في النفوس لينعشها ويعيدها إلى الحياة الفطرية وربما المثالية. وهذا ما أردته في قصائدي (خبئيني في الحنايا – جاءت على مهل – ما الخبر).
وقد اعتمدت على نظام الشطرين (قليلاً ما أعتمده شخصياً) لإثبات أن التجديد لا يعني نسف القديم ولا إنكار دوره إذ التجديد يكون في الصور كما التراكيب وزوايا الموضوع والبحث في تفاصيل جديدة. نعم الشعر قابل للتطور والتطوير لأنه، وإن كان موهبة وإلهام، ولكننا بحاجة إلى رعايته والاهتمام به وصقله.
وهنا لابد من العودة إلى الوراء بين الحين والآخر للبحث والرؤية التي تتجدد كلما ازددنا عمقاً في القصيدة. ومن قصيدته (ما الخبر) نقتطف الباقة الشعرية الآتية:
تثاقل العمر حتى قلت ما الخبر؟… واستنفــرت خيله فــي السّاح تنتظر..
وعقّني سقم يُمضي على ســـقم.. فارتاع مـن سقمي البدوان والحضر..
وغاب عني صباح رحت أنشده.. قــــد كــان غيّبــه فــجر بــه كـــدر..
وخمشــــت وجـع الأيــام نــائبة.. مــــن المواجــع لا تُبقــي ولا تذر..

رفيدة يونس أحمد

 

قد يعجبك ايضا
جديد الكتب والإصدارات