دمشق الياسمين.. تحتضن اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
دمشق الياسمين.. تحتضن اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
بمشاركة 12 دولة عربية، وبحضور رسمي وشعبي مبهر، ظللت دمشق بجناحي محبتها على الأشقاء العرب المشاركين في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب من 26 إلى 28 تموز 2022.
في عاصمة الياسمين، وفي رحاب مكتبة الأسد الوطنية انطلقت فعاليات حفل الافتتاح بالنشيد العربي السوري والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، إضافة لعرض فيلم قصير من إعداد وإخراج عماد نداف تضمن لمحة عن قلب العروبة النابض دمشق ودورها في مقاومة الإرهاب مستعرضاً بعض الشعراء والأدباء الذين قاوموا في شعرهم الإرهاب والمؤامرات إضافة إلى بعض أنشطة اتحاد الكتاب العرب في سورية الثقافية والأدبية وأغنية تتحدث عن دمشق بعنوان “هذي الشآم” من كلمات الشاعر توفيق أحمد وألحان الموسيقار الراحل سهيل عرفة بصوت المغنية شذى الحايك.
وأعلن الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الدكتور علاء عبد الهادي في كلمته باسم آلاف الكتاب والمثقفين المبدعين العرب التمسك بثقافة المقاومة التي وقفت سداً منيعاً صامدة قولاً وفعلاً أمام كل الهجمات التي تطال الفكر والثقافة، مضيفاً أن موقف الاتحاد سيظل ثابتاً يرفع صوت الضمير فوق صوت المصلحة منحازاً إلى الفعل قبل الخطابة وإلى تحقيق مستهدفات ثقافية وطنية متطلعاً إلى مطالب فكرية شامخة تغير واقعنا الثقافي الآسن.
من جهته وجه الأديب مراد السوداني الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين في كلمة باسم الوفود المشاركة تحية إلى روح الشاعر المناضل الراحل خالد أبو خالد مستعرضاً أثره بثقافة المقاومة ودور دمشق في احتضان المقاومين وثباتها في منظومة النضال، وإلى روح الراحل محمد عادل، لافتاً إلى أهمية هذا الاجتماع الذي يعمل على تحسين الوجدان العربي للمساهمة دائماً في المقاومة والنضال في وجه الاحتلال.
وفي كلمة له أشار د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب إلى أن اجتماع المثقفين العرب من مبدعين ومفكرين في دمشق عاصمة العروبة والمقاومة هو الدليل الأقوى على أن ضمير هذه الأمة ما زال حياً دفاقاً بالصمود والحياة يحرك الحق نبضه ما يزيده قدرة على الفعل الثقافي النهضوي العريق، مؤكداً أن الثقافة هي الركن الأساسي في بناء الأمة وتماسكها للارتقاء الثقافي والمعرفي والوقوف في وجه الإرهاب والصهيونية.
كما بين ضرورة العمل بجدية وتفان من أجل وحدة العمل العربي المشترك في المجال الثقافي ولا سيما في هذه الظروف التي تهدد وجود الأمة وثقافتها من تنظيمات إرهابية لا تمت إلى الأخلاق والقيم المشتركة بصلة.
وتضمن الحفل توقيع اتفاقية بين اتحاد الكتاب العرب في سورية والجمعية العمانية للأدباء والكتاب العمانيين بهدف توسيع العلاقات الثقافية والأدبية والفكرية بين البلدين الشقيقين.
تضمنت فعاليات اليوم الأول للاجتماع مهرجاناً شعرياً شارك فيه عدد من الشعراء السوريين والعرب قدموا نصوصاً بأشكال مختلفة، الشطرين والتفعيلة والنثر، في مواضيع أهمها رفض التطبيع والتمسك بالمقاومة. وقد ترأس الجلسة الشعرية الأولى الشاعر د. نزار بريك هنيدي عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب.
وجاءت مشاركة الشاعر الدكتور علاء عبد الهادي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب من خلال عدة نصوص أخذت شكل التفعيلة والشطرين وبرموز وتشبيهات شدد من خلالها على حب الإنسان للوطن والانتماء إليه.
وألقى الشاعر توفيق أحمد نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب بعضاً من قصائده الوجدانية والوطنية والإنسانية.
كماألقى الشاعر ئاوات حسن أمين من العراق نصوصاً قصيرة بأسلوب الومضة عبر من خلالها عن حالات إنسانية استنتجها من معاناة الواقع الحالي.
وكانت نصوص الشاعر السوري أسامة حمود التي كتبها على تفعيلات البحر الكامل تتغنى بدمشق وحب الوطن وجماله والتي غلبت عليها عاطفته الذاتية والوجدانية.
وامتزجت نصوص الشاعر أكرم الزعبي من الأردن بالعاطفة الصادقة والموسيقا الشعرية المقيدة بحرف الروي والقافية.
وتغنى الشاعر الدكتور إلياس زغيب من لبنان خلال نصوصه المتنوعة التي ألقاها بحب الشام والانتماء الوطني والوفاء الإنساني وجاءت بأسلوب الشطرين والتفعيلة.
وعبر الشاعر جمعة الفاخري من ليبيا بنصوصه الشعرية عن اعتزازه بسورية قلب العروبة النابض وأهمية حضوره الاجتماع بدمشق بينما تغنى الشاعر سعيد الصقلاوي نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيس الجمعية العمانية للأدباء والكتاب بحب الشام ودور السوريين بالنضال والمقاومة.
وفي المعاني التي جاءت بنصوص الشاعر عادل بوعقة من تونس تجلت سورية واضحة في العاطفة الوجدانية عبر النصوص بينما عبر الشاعر الدكتور عمر قدور من السودان في نصوصه التي ألقاها عن مواضيع إنسانية ووجدانية مختلفة حملت العواطف الصادقة لمدينة الياسمين دمشق.
وحثت نصوص الشاعر الفلسطيني مراد السوداني على ضرورة المقاومة والثبات في وجه المحتل والتمسك بالانتماء والدفاع عن الوطن في وجه كل ما يتعرض له من حروب ومؤامرات بأسلوب التفعيلة والشطرين.
وقدم الشاعر يوسف شقرة نائب الأمين العام ورئيس اتحاد كتاب الجزائر عدداً من نصوصه التي تدل على حبه لسورية وتضامنه مع شعبها الصامد في وجه المؤامرات.
كما أقيمت في مبنى الاتحاد ندوة تفاعلية حول الأدب المقاوم ودوره في الحفاظ على الهوية القومية ضمن الفعاليات لمجموعة من الباحثين والمبدعين السوريين والعرب من الدول المشاركة في الاجتماع.
وبين الدكتور جمعة سعيد الفاخري من ليبيا أن الأدب الليبي لم يكن في يوم إلا مقاوماً وظل حتى الآن مواجهاً للغزاة ومحارباً للهوان والاعتداء مستشهداً بالشاعر أحمد الشارف وغيره من الأدباء والشعراء لافتاً إلى أهمية وقوف قلم المبدع إلى جانب بندقية المقاوم في دروب الحرية والنضال.
وعرف الدكتور سام عمار من سورية المقاومة بأنها عقيدة كفاحية تقوم على التمسك بالأرض والحفاظ عليها والدفاع عنها في وجه كل مغتصب معتبراً أدب المقاومة شعراً كان أم نثراً شكلاً من أشكال الأدب الإنساني يتبنى عقيدة المقاومة وفلسفتها ومنهجها.
وتطرق الدكتور طارق ثابت من الجزائر إلى أدب المقاومة ودوره في ترسيخ الهوية مستعرضاً نماذج لأدباء فلسطينيين وسوريين وجزائريين كانوا في طليعة الأدب المقاوم والنضال الثوري وعملوا على تحرير الوطن والفكر والوعي ومواجهة المحتل.
وتحدث الكاتب عبد الغني سلامة من فلسطين عن الهوية وخصوصيتها بالنسبة للفلسطينيين في إطارها العروبي والوحدوي وكيف بعثت الهوية الفلسطينية وتشكلت بأبعادها السياسية والنضالية إضافة إلى تجربة المقاومة والتجارب النضالية عموماً وفي فلسطين المحتلة بشكل خاص.
وأشار الدكتور محمد ياسر شرف من سورية إلى أن هناك مجموعة من أنواع الوعي الجمعي القانوني والسياسي والفلسفي والأخلاقي وهي معرفية كانت تسيطر على الخطاب الثقافي لافتاً إلى تشكل الوعي النضالي المقاوم للاحتلال والاستعمار ووقوف القلم إلى جانب الكلمة.
واستعرض الدكتور سمير الخليل من العراق بدايات تشكل الهوية مع تحول المجتمعات من الطابع القبلي إلى المدنية وبروز الدول الكبيرة والاحتفاء بالانتماء لها لافتاً إلى أن الغزو بكل أشكاله ساهم في التمسك بالهوية والدفاع عنها بالكلمة والسلاح.
وبين الدكتور ناصر بن حمود الحسني من سلطنة عمان أن التجربة السردية العمانية حفلت بالعديد من الأشكال الكتابية الروائية منها “رحلة أبو زيد العماني لمحمد الرحبي” وغيرها إضافة إلى اهتمام عمان بالشعر مثل الشاعر العماني سعيد الصقلاوي والسوري نزار قباني مبيناً بعض الميزات الأدبية لكل منهما.
أدار الندوة الباحث السوري الدكتور أحمد علي محمد الذي أشار إلى أهمية دور الأدب المقاوم بالحفاظ على الهوية العربية وإظهار فعاليته وكينونته في مواجهة المصالح الأجنبية والصهيونية.
وأكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أهمية الثقافة ودورها في بناء الفكر والإنسان والمحافظة على الهوية الوطنية وذلك خلال لقائها في مبنى الوزارة بوفد من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي عقد اجتماع مجلسه بدمشق.
وبينت الدكتورة مشوح أهمية تكامل الجهود على المستويات كافة لتحصين الفكر والوطن ضد المؤامرات التي ما فتئت تحاك ضده لسلبه إرادته ومقدراته مشددة على دور التربية وثقافة الطفل وأهمية الصناعة الثقافية وتحفيز المجتمعات المحلية على أخذ دورها في ممارسة الفعل الثقافي البناء إلى جانب مؤسسات الدولة.
وتحدث الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب الدكتور علاء عبد الهادي عن التمسك بثقافة المقاومة التي وقفت سداً منيعاً صامداً أمام كل الهجمات التي تطال الفكر والثقافة.
بدوره رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني تحدث عن ضرورة وحدة العمل العربي المشترك في المجال الثقافي ولا سيما في هذه الظروف التي تهدد وجود وثقافة الأمة العربية.
وشكر أعضاء الوفد سورية قيادةً وشعباً على حسن الاستضافة والتنظيم مؤكدين أن سورية بمواقفها القومية ستبقى قلب العروبة النابض.
ومن فعاليات اليوم الثاني للاجتماع التقى الأدباء والمبدعون العرب في مكتبة الأسد الوطنية ضمن مهرجان للشعر العربي، أدار فعاليات جلسته الثانية الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، حيث عبر الشاعر القاضي ولد محمد عينين في قصيدته عن حبه للشام وسورية مشيداً بالدور الوطني والتاريخي الذي لعبته دمشق في التاريخ العربي القديم والحديث.
كما أشار الشاعر أشرف بن حمود العاصي من سلطنة عمان في نصه الموزون إلى عمق العلاقات بين البلدين وتغنى بالشام وجمالها وأهميتها عبر التاريخ واصفاً إياها برمز الصمود.
وتحدث الشاعر مختار عيسى من مصر في نص شعري عن حبه الكبير لسورية وضرورة التضامن العربي وعبر من خلال عاطفته الصادقة عن سعادته العميقة بوجوده في دمشق قلب العروبة النابض.
فيما لفتت الشاعرة الجزائرية فاتحة معمري إلى الدور البارز والمواقف الوطنية لسورية ووقوف الجزائر إلى جانبها مذكرة بنضال البلدين ضد الاحتلال الفرنسي واحتضان سورية للمناضل عبد القادر الجزائري.
وتطرق الشاعر السيد محمد حسن من مصر من خلال قصائده التي ألقاها إلى أهمية مواقف سورية القومية والوطنية الملتزمة بحب العرب والدفاع عن قضاياهم وخاصة القضية الفلسطينية والوقوف ضد التطبيع.
الشاعر الفاتح حمدتو من السودان عبر عن حبه الكبير لسورية وما تقدمه إلى الأخوة العرب وعن مكانتها الكبيرة عند المثقفين السودانيين.
وعبر الشاعر مصطفى مقلد من مصر في نصه الشعري عن وقوف الشعراء والأدباء والمبدعين المصريين إلى جانب القضايا العربية وخاصة فلسطين وسورية إضافة إلى أهمية التضامن والتكامل العربي.
ومن الأردن بين الشاعر محمد خضير في قصيدته أن دمشق مقربة إلى قلب الأدباء الأردنيين لافتاً إلى أهمية سورية ومواقفها وضرورة الوقوف إلى جانبها في كل ما تتعرض له من مؤامرات.
وعبر الشاعر جهاد الأحمدية من سورية في نصوصه التي غلب عليها شعر التفعيلة أهمية الالتزام بالقضايا الوطنية والعربية والإنسانية والاجتماعية لافتاً إلى أهمية هذا الاجتماع ودوره في تعزيز التضامن الثقافي العربي.
كما ألقت الشاعرة سعاد محمد قصيدة نثرية حملت سمة الحداثة تحدثت فيها عن دمشق وحبها لها بينما عبر الشاعر قحطان بيرقدار عبر قصيدة التزم فيها الموسيقا ونظام الشطرين عن حبه الكبير لوطنه.
وتناول الشاعر ابراهيم عباس ياسين في قصيدته الحرب ومآسيها وأهمية الوطن والأرض والدفاع عن قضايا الوطن العربي وخاصة القضية الفلسطينية.
وعبّرت الشاعرة مروة حلاوة في قصيدتها التي انطلقت فيها من تعلقها بدمشق عن حبها للوطن والتزامها بالدفاع عن ثقافته وتراثه.
كما شارك الشاعران محمد علي خضور ومحمد حسن العلي بمجموعة من القصائد التي تألقت في هذه المناسبة التي جمع فيها الشعر الأشقاء العرب تحت راية الانتصار لقضايا الوطن العربي والجرح النازف الذي تمثله القضية الفلسطينية في جسد هذا الوطن.
مواجهة الارهاب وتماسك المجتمع مع الدولة كانت أهم محاور الندوة التي استضافها اجتماع الأدباء والكتاب العرب من مختلف الدول العربية في مقر اتحاد الكتاب العرب بدمشق تحت عنوان “الدولة الوطنية وتحديات الإرهاب”، وترأس الجلسة الأستاذ الدكتور علي دياب عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب.
وقد أوضح الباحث رشاد أبو شاور من فلسطين أن سورية تعرضت للاستهداف بعد دفاعها الكبير عن فلسطين وموقفها المقاوم ولا يخفى على أحد ما تعرضت له في السنوات الأخيرة مبيناً أنها كانت ولا تزال تدافع عن الحق الوطني والعربي.
وبين الباحث ناصر الرحامنة من الأردن أن الدولة تعتمد على مساعدة المجتمع حتى تنجح فالناس شركاء في مكافحة الارهاب ومواجهته وهذا ما نجده الآن على الصعيد العربي الذي يتعرض للإرهاب فلا بد من التعاون وتكوين بنيتي الدولة الفوقية والتحتية لتتمكن من مواجهة الإرهاب وتمتين الوحدة الوطنية.
وأشار الباحث زهير الذوادي من تونس إلى أهمية تكاتف المجتمع مع الدولة في مواجهة الإرهاب مميزاً بين نوعين من الإرهاب هما الفكري والسياسي والأول أكثر خطراً من الأخير.
تحديات تواجه الدولة الوطنية وأخطرها الإرهاب هذا ما تحدث عنه الدكتور جهاد بنوت من لبنان لافتاً إلى ضرورة التمسك بالهوية الوطنية وتكوين تراكم فكري وتاريخي وهذا ما تجلى في مواجهة سورية للإرهاب.
الباحث المصري جمال زهران بين ضرورة التضامن مع سورية التي وقفت إلى جانب القضايا العربية المصيرية وخاصة القضية الفلسطينية لافتاً إلى أهمية تكاتف العرب ووحدة الصف العربي في وجه الإرهاب.
وأوضح الدكتور علي دياب الذي أدار الندوة أن الباحثين ركزوا في محاورهم على مفاهيم الدولة الوطنية والتصدي للارهاب وسبل مواجهته.
وقد فازت الجمهورية العربية السورية بمنصب نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الاتحاد في دمشق يومي 26 و 27 تموز 2022.
وتم الفوز بالانتخاب بإجماع الأصوات ليشغل المنصب الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية.