خان شيخون تحتضن أول نشاط ثقافي بعد خلاصها من الإرهاب وعيون المشاركين ترنو إلى باقي مدن إدلب (نقلاً عن سانا)
إدلب-سانا
التفتت عيون الشعراء هذه المرة إلى إدلب الخضراء ليتحقق الحلم بعد سنين من الغربة بمهرجان أدبي جمع عدداً من الشعراء الذين أتوا من مختلف المحافظات ليتغنوا عبر قصائدهم بحب الوطن على أرض خان شيخون المحررة بفضل تضحيات أبطال الجيش العربي السوري.
ومجد الشعراء المشاركون في المهرجان الذي أقامه فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب نضال الجيش العربي السوري البطل الذي حرر هذه المنطقة من رجس الإرهاب، إضافة إلى التغني بطبيعتها وتراثها وأصالتها وتاريخها النضالي والتمسك بعودة كامل مناطقها الى الوطن الأم.
وفي كلمة اتحاد الكتاب العرب بين الدكتور فاروق إسليم عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد أهمية حضور شعراء من مختلف المحافظات إلى خان شيخون، للتعبير عن فرحتهم بتحريرها ورغبتهم بالتمسك بعودة إدلب ومحبتها كجزء لا يتجزأ من الوطن، لافتاً إلى الدور الذي يقوم به الاتحاد في تأريخ المرحلة الصعبة التي تقاوم بها سورية ما تعرضت وتتعرض له من مؤامرات وحروب.
وبدوره ألقى الشاعر محمد حسن العلي قصيدة وجهها إلى دمشق عبر فيها عن محبة كبيرة للوطن، بأسلوب جمع فيه الموسيقا والكنايات والدلالات التي استعارها مما عاشه، فانعكس في أحداث نصه الذي جاء على شكل موضوع متوازن حول فكرة واحدة هي حب الوطن، فقال:
“تشرين عشناك إيماناً وتضحيةً .. وكنت فينا وتبقى حبنا الأبدي
وكنت في أيما خطب لنا سنداً.. وليس إلا صمود الشام من سند”.
أما الشاعرة ليندا إبراهيم التي أتت من محافظة طرطوس لتشارك في أول نشاط ثقافي بخان شيخون بعد التحرير وتعبر عن حبها لشعب هذه المدينة التي وصفت بيئتها الجميلة وأهلها الطيبين ونضالها المجيد، متمنية عودة أيامها الجميلة عبر قصيدة جاءت على تفعيلات البحر البسيط بعاطفة صادقة عبرت من خلالها عن مكنوناتها الداخلية تجاه هذه المدينة، فقالت:
“يممتها وهوى نيسان يقتلني .. إلى رباها فداها القلب مقتول
يممتها وجراحي بعض أغنية .. ومهجتي وردة والروح منديل”.
ابن المحافظة الجميلة الشاعر مجيب السوسي الذي عبر من خلال قصيدته التي ألقاها عن الحب الكبير الذي يحمله بقلبه لإدلب ودمشق هاتين المدينتين اللتين يربط بينهما جمال الطبيعة والنضال الوطني كباقي المحافظات، ملتزما بموسيقا البحر الكامل والعاطفة الوطنية واللهفة إلى عودة كامل تراب إدلب إلى الوطن الأم سورية التاريخ، فقال:
“أما دمشق تزينت .. فرشت على
نبضي محاسنها.. تثنت إدلب
لولا مخافة أن يقال موله
يبغي الوصال لقلت إنك زينب”.
ولم تتوان محافظة حماة عن المشاركة في التعبير عن فرحتها بتحرير خان شيخون وأمنيتها بعودة كامل ترابها، فجاءت من الشاعر مصطفى صمودي رئيس فرع حماة لاتحاد الكتاب العرب، الذي عبر عن حبه لإدلب من خلال ما ألقاه من قصائد إضافة إلى حبه الكبير لوطنه، مختاراً دمشق رمزاً له عبر قصيدة التزم فيها باللغة والموسيقا واختار البحر البسيط الذي تلاءم مع موضوعها، إضافة إلى حرف الروي والقافية ليشكل البنية الفنية الملائمة لعاطفته الصادقة.
يا قامة الضوء مدي للمحي بدا .. روحي لعينيك يا شام الفداء فدا
يا آية الله أما فاض جوهره .. لولا بهاك جلال الحسن ما وجدا.
وبلهفة كبيرة إلى بلدته المحررة معرة النعمان وفرحة عارمة لتحريرها عبر الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني عن فخره واعتزازه بانتمائه لهذه البلدة الأصيلة ذات المعاني التاريخية والإرث الثقافي الكبير، الذي خلفه فيلسوف الشعراء أبو العلاء المعري عبر قصيدة من البحر الطويل جاءت بروي لاءم القيمة المعنوية للحدث فقال:
“تركت هنا قلبي ليرعاك حارسا .. وأعرفه لا يرهب الحتف فارسا
وقلت: فراق لن يطول ونلتقي .. وأقصيت عني فاستثرت الهواجسا”.
أمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد نجار عبر في كلمته عن أهمية القصائد التي ألقيت ضمن المهرجان، لكونها تعبر عن التمسك بعودة كل ذرة تراب إلى الوطن وضرورة استعادة القيم الثقافية التي طرحت عبر التاريخ، مستحضراً بعض النصوص الشعرية من الأدب القديم، وداعياً إلى التمسك بالتراث الثقافي اللامادي نظراً لدوره المهم في تنمية الحس الوطني والتمسك بالأصالة.
وعبر رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر الذي أدار المهرجان عن فرحته الكبيرة بتحرير خان شيخون وزيارته لها بعد غياب سنوات طويلة، من خلال عدد من المقاطع الشعرية التي ألقاها والتي كتبها منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، متمنياً عودة كامل الأراضي إلى الوطن ورفع علم وطنه على سطح منزله في منطقة جبل الزاوية.
شذى حمود -عبد الله الشيخ