حوار حول الحرية والمنفى في الرواية والأدب باتحاد الكتاب العرب..
شهدت قاعة الاجتماعات في مقر الاتحاد اليوم خلال الاجتماع الذي عقدته جمعية القصة والرواية على عقده، حواراً تحت عنوان: “الحرية والمنفى في الرواية والأدب_محمد الماغوط وحيدر حيدر أنموذجاً” وذلك لفتح ملف المنفى عند الكُتّاب بأشكاله كافة.
بدأ الحوار بتسليط الضوء على عدد من الأفكار المتعلقة بدور الأديب في هذه المرحلة و مدى تماهيه مع محددات النشر وموقفه من الرقابة ومكانة الوطن في نفسه، وضرورة تخلّصه من القيود والمخاوف التي كانت تعيق إبداعه ورسالته، فالكاتب كما ذكر بعض أعضاء الجمعية يجب ألا يكون مهلّلاً بل عليه أن يطلب الأفضل وينقل ما في ضمائر الناس ووجدانهم، وبناء على تجارب عديدة عُرضت خلال الجلسة من حالات تعرّضت للاعتقال والرفض والتهميش، أكّد الأعضاء أن أفضل ما يمكن أن يتم الحديث عنه اليوم والتركيز عليه هو الأدب الإنساني الذي يتخلله أدب المنفى.
قدّم مقرر جمعية القصة والرواية أ.عماد نداف ورقة عمل تحدّث فيها عن تجربة الكاتب السوري حيدر حيدر لأن المنفى في تجربته هي صورة حقبة عاشها هذا الكاتب، فهو سجل شهادات قاسية وجارحة عن زماننا العربي لذلك أطلق عليه اسم كاتب البأس والقسوة، والنهار المهزوم بالظلمة، وتحدّث أ. عماد عن بعض رواياته الشهيرة محلّلاً أبعادها الوطنية.
وبدوره قدّم أمين سرّ الجمعية الأديب غسان حورانية ورقة عن تجربة الماغوط الأدبية منذ بدايتها بعد دخوله السجن على خلفية انتمائه إلى الحزب القومي السوري، مستشهداً بالعديد من عباراته الشهيرة، ومشيراً أن الماغوط كان مرآةً حقيقية للقلوب المتألمة التي كاد التوق للحرية يفتك بها، وخاتماً بأن الماغوط يمثّل تجربة فريدة من نوعها لا بد أنها ستبقى محفورة في الأذهان سنوات طويلة.
وبعد أن تتالت الآراء والمشاركات أجمع الأدباء على فكرة أن النخب التي كانت بعيدة عن المجتمع يجب أن تأخذ دورها الفاعل من خلال الأقلام الحرة التي ينتصر بها الوطن، وشدّدوا على أهمية الوصول إلى شكل المجتمع النقدي الذي يقبل الآخر ويسعى نحو الأفضل.